الطلب على المنزل الثاني في الولايات المتحدة يتراجع
في أعقاب موجة شراء ارتبطت بالجائحة في الولايات المتحدة، تراجع الطلب على شراء المنزل الثاني الشهر الماضي ليصل إلى أدنى مستوياته منذ مايو 2020، بحسب تقرير لشركة ريدفن كورب.
وبينما لا يزال الطلب مرتفعا بنسبة 35% مقارنة بفبراير 2020، قبل أن يصل كوفيد-19 إلى الولايات المتحدة، فلا يزال منخفضا بشكل ملموس مقارنة بالشهر الماضي الذي شهد قفزة بنسبة 87%، بحسب شركة السمسرة.
وفي وقت مبكر من الجائحة، انتعش الطلب على شراء المنزل الثاني وسط بحث الموظفين الذين يعملون من البيت عن أماكن مشمسة وعن مساحات واسعة. لكن الأسعار التي ارتفعت جراء التنافس المحموم على عدد محدود من المنازل المعروضة للبيع والقفزة الحالية في أسعار قروض الرهن العقاري قد أبطأت الرواج.
وبحسب الاقتصادي دارال فيرويزر، هذان العاملان " يتسببان في الإضرار بسوق المنزل الثاني بشكل أقوى مقارنة بسوق المنازل الأساسية."
" يرجع هذا بشكل أساسي إلى أن المنازل التي يقصدها ساكنوها أثناء العطلات اختيارية، فالناس لا يحتاجون المنزل الثاني، لكنهم يحتاجون بشدة إلى منازل يعيشون فيها."
وقفز الطلب على منازل العطلات في مارس 2021، بحسب شركة ريدفين. تحققت هذه القفزة في الطلب بعد شهرين على ملامسة متوسط أسعار قروض الرهن العقاري أجل 30 عاما قاع قياسي عند 2.65%.
وقفزت أيضا تكاليف الاقتراض منذ نهاية العام الماضي لتستقر عند 4.67% الأسبوع الجاري.
الزيادة المتسارعة في تكاليف الاقتراض دفعت بعض مشترى المنزل الأول إلى الإحجام عن الشراء وسط ارتفاع معدلات التضخم.
تبدو التحديات قاسية بشكل خاص أمام مشتري المنزل الأول ممن عانوا في البحث عن منزل بسعر جيد وسط احتدام حرب أسعار على عدد محدود من المنازل المعروضة للبيع، مما رفع الأسعار إلى مستويات يصعب الشراء عندها.
وتراجعت في فبراير عقود شراء المنازل المملوكة مسبقا للشهر الرابع على التوالي في ظل نقص المخزون، مما ساهم في الحد من الصفقات المبرمة، بحسب الرابطة الوطنية للعقاريين.
يواجه مالكو المنازل المحتملين معضلة أخرى، وهي أن زيادات الرسوم تتراوح بين 1% إلى 4% على قروض المنزل الثاني المدعومة من بنك فاني ماي أو فريدي ماك.
يعني هذا إضافة مبلغ يصل إلى 12 ألف دولار إلى قرض عقاري بقيمة 300 ألف دولار يتم سداده كدفعة مقدمة أو يضاف إلى الأقساط.
وعلى الرغم من أن الزيادة لا تسري رسميا حتى الأول من أبريل، فإن الرسوم قد تمت إضافتها إلى القروض طيلة فترة تصل إلى الشهر، مما دفع بعض المشترين للإحجام عن الشراء بالفعل، بحسب ريبكا رتشاردسون السمسارة في نورث كارولينا.
تبعد المدينة بنحو ثلاث ساعات عن كلا من الجبال والشاطئ، مما يجعل المنطقة بقعة جاذبة لبناء منازل العطلات.
وقالت ريتشاردسون إن زيادات الرسوم، جنبا إلى جنب مع أسعار الفائدة المرتفعة، " قد تسببت في تقليص الحماسة لدى عملائها. وبات قرار الشراء أكثر صعوبة مقارنة بالعام الماضي."
لا يعني هذا أن رواج شراء المنزل الثاني قد انتهى، خصوصا بالنسبة للأشخاص الذين يستطيعون السداد بالسيولة النقدية والذين تعززت خطط العمل البعيد عن مقار العمل لديهم.
وقال الاقتصادي دارال فيرويزر:" لا يزال الناس يشترون منازل العطلات بأحجام أكبر مقارنة بالفترة التي سبقت الجائحة، إذ لا يزال اختيار مكان العمل يتسم بمرونة أكبر مقارنة بما هو معتاد."