الأمانة والإنسانية والإدارة الرشيدة مبادئ رسَّخها مؤسس «المقاولون العرب» في نفوس مهندسي مصر
يوافق اليوم الأول من مايو الذكرىالـ 23 لوفاة أحد رواد مهنة قطاع التشييد والبناء فى مصر، والملقب بـ " المعلم"، وهو المهندس عثمان أحمد عثمان مؤسس شركة المقاولون العرب، الشركة الرائدة بقطاع البناء فيمصر والوطن العربي،والتيصُنفت أكبر شركة مقاولات عربية فيعقدي الستنيات والسبعينات، وشاركت فيمشروعات كبرىمثل بناء السد العالي، وكذلك حركة الإنشاء والتعمير بالعديد من المشروعات الكبري بمصر والسعودية ومختلف الدول العربية .
ولد المهندس عثمان أحمد عثمان، في6 أبريل 1917، وتوفي فيالأول من مايو عام 1999 وهو مهندس ومقاول ورجل أعمال وسياسي مصر، وشغل منصب وزير التعمير فيعام 1973 ووزير الإسكان والتعمير فيالفترة من 1974 إلى 1976 .
اقرأ ايضا:
وزير الإسكان يهنىء شركة المقاولون العرب لحصد عدد من الجوائز الجديدة عن مشروعاتها بالداخل والخارج
معاناة بعد وفاة والده
والمهندس عثمان أحمد عثمان، من مواليد محافظة الاسماعيلية،لعائلة فقيرة، ازدادت حالتها سوءاً بعد وفاة والده عام 1920، وعمل عثمان منذطفولته لتوفير دخل إضافي للعائلة، وبعد الانتهاء من فترة الثانوية، التحق عثمان بكلية الهندسة جامعة القاهرة وتخصص في قسم الهندسة المدنية وعانى من ضيق الأوضاع المادية، فلم يكن يمتلك أي مال لتحمل رسوم الجامعة، ولا لدفع إيجار السكن، وبفضل تفوقه حصل على منحة دراسية من الجامعة، و تخرج عثمان من الجامعة في عام 1940، حاصلاً على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية، و عاد إلى مدينة الإسماعيلية ليعمل مع عمه فيالمقاولات .
تحقيق حلمه ببناء شركة مقاولات
واستطاع المهندس عثمان أحمد عثمان، تحقيق حلمه ببناء شركة مقاولات كبيرة وناجحة فيوقت كانت كل الشركات في الشرق الأوسط أجنبية، وأسماها عثمان أحمد عثمان، للهندسة والمقاولات، والتي تم تغيير اسمها فيما بعد إلى المقاولون العرب.
180 جنيها.. رأس المال
بلغ رأس مال شركته عند بدايته 180 جنيهًا مصريًا كونهم من عمله مع عمه،وكان عثمان هو مالك الشركة والعامل الوحيد بها، بدأ عمله بمشاريع صغيرة مختلفة من غرفه صغيره بمكتبه، تنوعت تلك المشاريع ما بين بناء متاجر صغيرة، جراجات وصيانة المباني وما إلى ذلك.
ثلاث محاور لإنجاح شركته
اعتمد عثمان على ثلاث محاور لإنجاح شركته، وهي العمل الجاد، ذكائه ومهاراته التنظيمية، وتوسعت الشركة سريعًا لتنافس الشركات الأجنبية في المشاريع الأكبر، وكانأول مشروع كبيرله هوإنشاء مدرسة للفتيات، ومسرحاًقبل أن ينقل اهتمامه للمشاريع بالقاهرة.
قد يهمك:
المقاولون العرب تناقش مشروعات جديدة مع وزارة الأشغال الأوغندية
ولم تسهم المقاولون العرب فيبناء مشروعات كبري بقلب مصر والوطن العربي مثل الكويت والسعودية وليبيا والعراق والإمارات وغيرها فقط، بل ساهمت فيتخريج كبار المهندسين والكفاءات الذين قاموا بقيادة حركة التنمية والتعمير فيمصر والدول العربية، على مدار السنوات الماضية، وتستمر حتى الآن فيتخريج المزيد من الكفاءات بفضل السياسات التي زرعها المعلم "عثمان أحمد عثمان"، فينفوس عامليها وقاموا بنقلها للأجيال التي تليهم .
حسن عبد العزيز:المهندس عثمان أحمد عثمان مدرسة وجامعة تعلم منها الكثير
وقال المهندس حسن عبد العزيز، رئيس الاتحاد الأفريقي لمنظمات التشييد والبناء، إن المهندس عثمان أحمد عثمان مدرسة وجامعة تعلم منها الكثير، ليس فقط على مستوىالعمل والمهنية ولكن أيضا الإنسانيات .
وأشار إلى تعلمه منالمهندس عثمان، مبادئأساسية وهيالأمانة والإنسانية والإدارة الناجحة.
وتابع: "تربينا على أننا جمعيا من أصغر مهندس وفنيإلى أكبر قيادة ملاك لكيان المقاولون العرب وشركاء بها وهو ماجعلنا نشعر بأنه بيتنا وجميعنا عائلة واحدة”.
وأضاف: "المهندس عثمان بالفعل جعلنا عائلة واحدة فحرص على التقريب الدائم بين الموظفين وعائلاتهم من خلال الرحلات والأنشطة الاجتماعية، وكذلك تأسيس النادي الرياضيللتواصل الدائم كذلك المستشفى والتيتعود قصتها إلى تعرض أحد المهندسين أثناء العمل إلى إصابة بالموقع وتطلب نقله لأحد المستشفيات إجراءات طويلة، وهو ماجعل المهندس عثمان يتخذ قراراً فورياً بتأسيس مستشفى للعاملين بالشركة وأسرهم".
وأوضح أن المهندس عثمان، غرس الإنسانية فينفوس جميع العاملين بالشركة، فالمدير يربطه في المقام الأول المبادىء والتفاصيل الإنسانية مع الموظفين .
وتابع: "كان يتم الحرص باستمرار على إثقال خبراتنا كمهندسين وكان يتم جلب كبار المتخصصين من إنجلترا لمنحنا دورات تدريبية، وبفضل ذلك يعد مهندسي المقاولين العرب، من أفضل الخبرات والقيادات فيالعديد من المناصب والشركات الحكومية والخاصة بمصر والوطن العربي" .