توقعات بتراجع الإنتاجية في الاقتصاد البريطاني بفعل الموجة الحارة
من المرجح أن تقود الموجة الحارة الطويلة على غير المعتاد إلى إضعاف إنتاجية البريطانيين وتقليص قدرتهم على التركيز والتعرض لمتاعب صحية، بحسب خبير في اقتصاديات تغير المناخ.
ويرى بوب وارد من معهد جراثام ريسرتش انستتيوت أن الضغط الجوي المرتفع يؤدي عادة إلى رفع درجات الحرارة في أوروبا خلال هذه الفترة من العام.
والأمر سيئ بشكل خاص في بريطانيا التي تعتبر نفسها بلد يسود فيها الطقس البارد.
وتبدو معظم المنازل في بريطانيا والمكاتب الأصغر حجما غير مؤهلة للتعرض للجو الحار لأنها مصممة للسماح بدخول الكثير من أشعة الشمس إلى المنازل، فضلا عن احتفاظها بنظام طبيعي سيئ للتهوية.
قال وارد إن ارتفاع درجات الحرارة يلحق أضرارا كبيرة بالاقتصاد خلال هذه الفترة من العام، لأن الناس ينزعون خلالها إلى تقليل الانتاجية.
ويزداد الأمر سوءا مع تزايد أعداد الناس ممن يعملون من المنازل في الصيف الحالي. ولا يمتلك هؤلاء العمال رفاهية توفير مكيفات الهواء في منازلهم.
وقال وارد نفسه إن درجات الحرارة في مكتبه تخطت 30 درجة مئوية هذا الصباح.
أما المحظوظين الذين لديهم مكيفات الهواء في منازلهم فإنهم سيحتاجون لسداد فواتير كهرباء باهظة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة.
المكيفات ليست خيارا متاحا لمحدودي الدخل من البريطانيين، بحسب وارد.
الحرارة المرتفعة تضر عادة بالأشخاص الذين يعانون من أمراض تتعلق خصوصا بالتنفس، لكن استمرار الحرارة لأسابيع نهارا وليلا لا يتيح للجسم الحصول على قسط وافر من البرودة، مما يجعلها مصدر تهديد لجميع السكان.
ومن المتوقع أن تصعد درجات الحرارة في بريطانيا لتتخطى مستوى قياسي عند 38.4 درجة مئوية نهارا خلال يومي الأحد أو الأثنين القادمين.
ويجئ هذا الارتفاع القياسي في درجات الحرارة في أعقاب التعرض طيلة ما يزيد على أسبوع لدرجات حرارة تحلق عند 30 درجة مئوية في بلد اعتادت على وقوع هذه الحوادث مدة أيام معدودة، بحسب ورد.
من المتوقع أن تنتهي الموجة الحارة في وقت ما خلال الأسبوع القادم، عندما يبدأ هطول أمطار رعدية، وفقا لتوقعات مكتب الأرصاد الجوية.
وقبل انتهاء هذه الموجة سيموت مئات الناس في جميع أنحاء بريطانيا، استنادا إلى خبرات السنوات الماضية.
وأضاف وارد أن وفاة المئات بفعل الطقس الحار لا يمكن وصفه إلا بأنه كارثة طبيعية.