الرئيس السيسي: لا تفريط في أمن مصر المائي.. وتغير المناخ هو التحدي الأبرز للأسرة الإنسانية بالكامل
- الرئيس السيسى: العلاقات مع ألمانيا شهدت نقلة نوعية حقيقية على كل الأصعدة.. ومستعدون لوضع أسس لشراكة قوية مع برلين فى مجال الطاقة بأنواعها
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه تم إجراء مباحثات مثمرة وبناء مع المستشار الألماني، أولاف شولتس، فى إطار الحرص المتبادل على تعزيز العلاقات بين البلدين، والتشاور والتنسيق الوثيق لمواجهة التحديات التي يشهدها العالم.
وأضاف الرئيس السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني فى العاصمة برلين، أن العلاقات المصرية الألمانية شهدت نقلة نوعية حقيقية على كل الأصعدة، مؤكداً أن مصر ملتزمة بالمضي قدماً بكل قوة على طريق تعزيز الشراكة بين البلدين والشعبين، خاصة مع احتفالنا خلال العام الجاري بمرور 70 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية المصرية الألمانية.
انخراط قوى للشركات الألمانية في تنفيذ مشروعات قومية كبري تساهم في تغيير وجه الحياة على أرض مصر، من خلال إقامة بنية تحتية ضخمة وحديثة فى العديد من القطاعات الحيوية
وتابع الرئيس السيسي: "لقد أعربت للمستشار الألماني عن تقدير مصر البالغ للتعاون الاقتصادي والتنموى القائم بين البلدين، والذى يشهد منذ سنوات مشاركة ألمانية نشيطة مع جهود التنمية المصرية، وانخراط قوى للشركات الألمانية في تنفيذ مشروعات قومية كبري تساهم في تغيير وجه الحياة على أرض مصر، من خلال إقامة بنية تحتية ضخمة وحديثة فى العديد من القطاعات الحيوية.
وأوضح الرئيس السيسى، أن الساحة الدولية تشهد اليوم تحديات متعددة في ظرف دولي دقيق وحرج، ما يتطلب منا جميعاً إبقاء قنوات التشاور مفتوحة، فضلاً عن شحذ الأفكار للتوصل إلى حلول لتلك التحديات، مشيراً إلى أنه تم مبادلة وجهات النظر مع المستشار الألماني بشأن عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك".
وقال: أطلعت المستشار الألماني على استعدادت مصر الجارية لاستضافة القمة العالمية للمناخ كوب 27 في شرم الشيخ، خلال شهر نوفمبر القادم، وشاركت معه في افتتاح حوار بيترسبورج حول المناخ، والذي يعد محفلاً مهمًا للتداول فى كيفية تنسيق الجهود الدولية لتحقيق تقدم ملموس حول هذه القضية، التى تمثل التحدى الأبرز لمستقبل الأسرة الإنسانية بأكملها".
وأضاف الرئيس السيسى: كما تلاقت مناقشات اليوم كذلك، على الوضع الاقتصادي الدولى الصعب الناشئ عن الأزمة الأوكرانية، وخاصة على صعيد أمن الغذاء والطاقة فى العالم، والتأثيرات السلبية غير المسبوقة التى شهدتها الأسواق بسبب الأزمة، واتفقنا على أن الوضع الحالى يفرض على كافة الفاعلين الدوليين التحلى بالمسؤلية لايجاد حلول وآليات عملية تخفف من تداعيات الأزمة على الدول الأكثر تضرراً.
وقال الرئيس، إن المناقشات تناولت أيضا عدداً من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، التى تمس مباشرة الاستقرار والأمن، وأن مصر انطلاقا من دورها ومسؤليتها التاريخية فى محيطها الإقليمى عازمة على الاستمرار فى بذل جهودها الصادقة بالتنسيق مع الأشقاء لتسوية الأزمات ومعالجة مسببات التوتر فى المنطقة، وقد اتفقنا على أن يستمر التنسيق بيننا إزاء قضايا المنطقة مستمراً، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والوضع فى ليبيا وسوريا واليمن، فضلاً عن سبل مواجهة التطرف والإرهاب وظاهرة الهجرة غير الشرعية .
وأضاف الرئيس السيسى أنه أطلع المستشار الألماني أولاف شولتس، على آخر تطورات قضية سد النهضة، مؤكدا استمرار مصر في سعيها لايجاد حل عادل يراعي متطلبات أمن مصر المائى الذى لا تفريط فيه، من خلال التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم لملء وتشغيل السد.
وقال: لقد تناولت مع المستشار "شولتس" أيضًا بحث سبل تعزيز تعاوننا في مجال الطاقة سواءً على المستوى الثنائي مع ألمانيا، أو مع الاتحاد الأوروبي، حيث أكدت للمستشار "شولتس"، استعداد مصر التام لوضع أسس لشراكة قوية مع ألمانيا في مجال الطاقة بأنواعها، سواء من خلال تصدير الغاز الطبيعي إلى ألمانيا والاتحاد الأوروبي، أو من خلال إقامة شراكة ممتدة، في إطار رؤية مصر الطموحة للتحول لمركز تميز في إنتاج وتصدير الطاقة النظيفة، خاصة الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية وطاقة الرياح".
وتابع: اعتزازا لمصر بشراكتها مع ألمانيا والحوار الشفاف حول كافة اهتمامتنا، فقد حرصت خلال لقائى بالمستشار الألمانى على إطلاعه على التطورات المهمة التي يشهدها محور أساسي، من محاور عملنا الوطني في الشهور الأخيرة، وهو ملف حقوق الإنسان، في إطار المقاربة الشاملة التي تتبناها الدولة المصرية في هـذا الصـدد، انطلاقًا من حق الإنسان في الحياة الكريمة والتنمية، وفي مجتمع يتمتع بالحقوق والحريات السياسية، التي كفلها الدستور المصري والتي تلتزم الدولة بصونها وحمايتها، وكان على رأس هذه الخطوات، إصدار الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والتي تتضمن خطوات تنفيذية، وآليات للتقييم والمتابعة، بمشاركة المجتمع المدني، فضلًا عن إطلاق الحوار الوطني، وإنهاء حالة الطوارئ في مصر".
ووجه الرئيس السيسى الشكر مجددًا للمستشار الألمانى أولاف شولتس، على حسن استقباله وعلى مباحثاتهما المثمرة والبناءة، وقال: "أتطلع لاستقبالكم بالقاهرة في القريب، ضيفًا عزيزًا كريًما على مصر، لنستمر معًا في ترسيخ أواصر صداقة بلدينا، وشراكتهما التقليدية التي نعتز بها".
إقرأ أيضاً.. اليوم.. الرئيس السيسي والمستشار الألماني يفتتحان "حوار بيترسبرج"