«المركزي الياباني» يتدخل لدعم الين لأول مرة منذ 1998 لانهياره 20%
تدخل اليوم الخميس بنك أوف جابان BOJ (البنك المركزى اليابانى) فى سوق العملات الأجنبية لأول مرة منذ عام 1998 أو مايقرب من 25 سنة واشترى الين الذى انهارت قيمته هذا العام حتى الآن بأكثر من 20% بعد قرار البنك المركزى بالاحتفاظ بأسعار الفائدة قريبة من الزيرو، على عكس جميع البنوك المركزية العالمية التى رفعت أسعار الفائدة هذا العام لمكافحة التضخم، والتى أدت إلى هبوط قيمة العملة اليابانية مقابل العملات العالمية وخصوصا الدولار الأمريكى. وأكد ماساتو كاندا نائب وزير المالية اليابانى للشئون الدولية أن البنك المركزى اليابانى اتخذ قرارا حاسما بالتدخل فى أسعار الصرف الأجنبى لدعم الين. ومن النادر جدا قيام البنك المركزى اليابانى بشراء الين وكان آخر مرة تدخل فيها لدعم العملة اليابانية فى عام 1998 عندما حدثت أزمة العملات الآسيوية وشهدت الأسواق موجات بيع ضخمة للين وهروب رؤوس الأموال الغربية من الأسواق الآسيوية.
هبوط الدولار 2% بعد دعم الين
وذكرت وكالة رويترز أن الدولار هبط بحوالى 2% مقابل الين لتصل قيمة الدولار إلى 141 ين بعد قرار البنك المركزى اليابانى بدعم عملته رغم أن الدولار كان مرتفعا بما يزيد عن 1% مقابل الين الذى هوى لأدنى مستوى منذ 24 عاما فى التعاملات الصباحية اليوم الخميس عند أكثر من 146 ين مقابل الدولار قبل صدور قرار بنك أو جابان. وجاء قرار حكومة طوكيو بدعم الين اليابانى بعد ساعات قليلة من إعلان بنك أوف جابان استمراره الاحتفاظ بأسعار الفائدة المتدنية لمساندة النمو الاقتصادى وذلك على عكس البنوك المركزية العالمية فى أوروبا وأمريكا الشمالية التى تنفذ سياسة التشدد المالى وترفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم الذى قفز لمستويات قياسية لم يشهدها العالم منذ أكثر من 40 سنة.
المركزى اليابانى: لن يحدث تغيير مطلقا فى موقف البنك
وأعلن هاروهيكو كورودا محافظ البنك المركزى اليابانى أنه لن يحدث تغيير مطلقا فى موقف البنك المركزى وأنه سيظل ينفذ سياسة نقدية ميسرة فى الوقت الراهن ولن يرفع أسعار الفائدة خلال الشهور القليلة القادمة على الأقل. ويأتى قرار بنك أوف جابان اليوم بعد أن أصدر مجلس الاحتياطى الفيدرالى (البنك المركزى الأمريكى) قراره أمس برفع أسعار الفائدة بنسبة 0.75% واستمراره فى رفعها عدة مرات خلال العامين القادمين لمكافحة التضخم المرتفع. ويرى تاكويا كاندا المدير العام في معهد أبحاث جايتيم في طوكيو أن مؤشر أسعار المستهلكين الأوروبي فى شهر أغسطس الماضى يشير إلى أن التضخم العالمي بعيد عن احتوائه وأنه يتفق مع موقف محافظ بنك اليابان المركزى فى الإبقاء على أسعار الفائدة متدنية.
المخاوف من التباطؤ الاقتصادى ليس لها أولوية
وأوضح خطاب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول أن المخاوف بخصوص التباطؤ الاقتصادي ليست ذات أولوية، مما أدى إلى انحسار التفاؤل باتخاذ موقف أكثر تساهلا وخفض أسعار الفائدة وأنه سيواصل رفعها. وكرر هاروهيكو كورودا محافظ بنك أوف جابان ضرورة تنفيذ سياسة التيسير النقدى لفترة قادمة وألقى الضوء مرة أخرى على الاختلافات الصارخة في السياسة بين اليابان والولايات المتحدة والتي أدت إلى زيادة الضغط على الين وخفض قيمته طوال العام الجارى. كما اتسعت الفجوة في العوائد المعدلة حسب التضخم بين الولايات المتحدة واليابان، لتزداد بالقرب من أعلى مستوياتها هذا العام بينما كان ما يسمى بفجوة العائد الحقيقي محركاً كبيراً لضعف الين، مع اتجاه المستثمرين إلى الحصول على عوائد أكثر جاذبية في الأصول الأمريكية مقارنة باليابانية عديمة العوائد. ويرى خبراء الاقتصاد أن البنك المركزى اليابانى سيلتزم بسياسة التسير النقدي الحالي حتى تنتهي فترة ولاية كورودا في أبريل القادم حتى لو تسبب ذلك في مزيد من الضعف في الين جيث يصر كورودا على أنه يجب أن يرى زيادات أكبر في الأجور وانحسار مستويات التضخم الأخيرة التى تتجاوز هدفه البالغ 2% .