هل يعرض خفض إنتاج النفط صداقة الولايات المتحدة والسعودية للخطر؟
بعد 6 أشهر من الهدوء النسبي، فشلت الأطراف المتحاربة في اليمن في تجديد اتفاق الهدنة الأسبوع الماضى، ولم تلق دعوات الأمم المتحدة بهذا الشأن آذانًا صاغية.
يأتى ذلك وسط تكهنات الخبراء بأن الولايات المتحدة قد لا تدعم حليفها القوى المملكة العربية السعودية، فى الحرب اليمنية التى تساند فيها طهران الحوثيين، بينما تقود المملكة تحالف لدعم السلطة الشرعية التى تتخذ من عدن مقراً لها، ويعزى المحللين ذلك إلى ما تراه إدارة بايدن إزدراء لها من جانب السعودية، بعد قرار التخفيض الهائل فى إنتاج النفط الأسبوع الماضي، قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.
واتفق الحوثيون المدعومون من إيران والتحالف الذي تقوده السعودية على هدنة في أبريل الماضي، كانت الأولى منذ عام 2016، وتم تجديد الهدنة شهرين مرتين متتاليتين، لكنها انتهت الأسبوع الماضي بسبب مطالب الحوثيين بأجور موظفي القطاع العام.
الحوثيين فرضوا في اللحظة الأخيرة مطالب مبالغاً فيها ومستحيلة
وقال المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينج، في بيان، إن الحوثيين فرضوا في اللحظة الأخيرة مطالب مبالغاً فيها ومستحيلة، لم تتمكن الأطراف من الوصول إليها، خاصة في الوقت المتاح، مشيراً إلى أن الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الولايات المتحدة والأمم المتحدة ستتواصل.
فيما قال ماجد المذحجي، مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، إن الأسباب غير المعلنة لعدم تجديد الهدنة، يتوقع أن تكون أن الإيرانيين قد طلبوا من الحوثيين بشكل مباشر، المساعدة في تصعيد الأمور في المنطقة.
وأضاف لشبكة CNN أن الإيرانيين والحوثيين في وضع سياسي صعب، وتابع: الإيرانيين يتعرضون لضغوط هائلة وسط احتجاجات محتدمة في الداخل وربما يحاولون إبعاد خصوم الخليج عن طريق إبقائهم منشغلين بالصراع اليمني.
السعودية انتقدت إدارة بايدن بشأن ما اعتبرته تراجعاً للدور الأمني الأمريكي في الشرق الأوسط
وكانت المملكة العربية السعودية قد انتقدت إدارة بايدن بشأن ما اعتبرته تراجعاً للدور الأمني الأمريكي في الشرق الأوسط المضطرب.
وتفاقمت المخاوف الأمنية في دول الخليج بسبب المحادثات الأمريكية مع إيران حول إحياء الاتفاق النووي في وقت سابق من العام الجاري، والتى زادت من إمكانية رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران، ما يؤدي بدوره إلى تعزيز وتسليح وكلائها الإقليميين.
كانت الولايات المتحدة أقوى حليف أمني للسعودية، وعادة ما كان الاتفاق غير المكتوب بين البلدين هو النفط مقابل الأمن، وبالتحديد ضد العدوانية الإيرانية.
والأن بينما تتحدى المملكة العربية السعودية الولايات المتحدة بتخفيضات نفطية من جانب أوبك بلس، فإن الصداقة بين البلدين تتعرض لضغوط متزايدة.
واتهم عدد من السياسيين الديمقراطيين الأمريكيين، المملكة العربية السعودية بالوقوف إلى جانب روسيا، قائلين إن خفض النفط يجب أن يُنظر إليه على أنه عمل عدائي ضد الولايات المتحدة.
ويقول محللون إن السياسة الأمريكية تجاه اليمن كانت في السنوات الأخيرة في حالة من الفوضى، ودعمت إدارة أوباما التحالف الذي تقوده السعودية لأول مرة في عام 2016، لكن مستويات الدعم تغيرت لاحقًا مع ظهور أدلة على وقوع إصابات في صفوف المدنيين في الحملة الجوية التي تقودها السعودية.
تمتعت المملكة العربية السعودية بدعم واسع النطاق لسياستها تجاه اليمن خلال إدارة ترامب، في أواخر 2019، ووعد بايدن بجعل المملكة منبوذة، وبعد أكثر من عام بقليل خفض الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية للمملكة العربية السعودية في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة.
ومع ذلك وافقت إدارة بايدن في أغسطس الماضي وأبلغت الكونجرس بمبيعات أسلحة محتملة بمليارات الدولارات لكل من السعودية والإمارات، مشيرة إلى الدفاع ضد هجمات الحوثيين كسبب مشروع للقلق.