ثالث أكبر شركة لتعدين الذهب في إفريقيا تستلهم طريقة ابتدعتها «تويوتا» لزيادة الأرباح
واصلت شركة جولد فيلدز المحدودة إنفاق سيولة لتمويل عمليات الإنتاج لدى المنجم الوحيد التابع لها في جنوب أفريقيا، حتى بدأت الشركة التي تعد ثالث أكبر شركة لتعدين الذهب في أفريقيا في استلهام الدروس والعبر من شركة تويوتا موتور كورب، بحسب وكالة بلومبرج.
وبدأ منجم ساوث ديب الذي يقع جنوب جوهانسبرج بنحو 70 كيلو متر في تبنى بعضا من مفاهيم شركة تويوتا اليابانية لتصنيع السيارات بغرض تحسين الكفاءة في عام 2018، بعد أن أقبلت على التخلص من آلاف الوظائف أملا في إنهاء خسائرها التي تواصلت لعقود.
وأقبلت شركة جولد فيلدز التي تتحصل على معظم إيراداتها من استراليا على مراقبة عمليات شركة تويوتا سعيا منها لترقية منجم ساوث ديب ورفعه إلى الشريحة الأولى من المناجم، بإنتاج ما لا يقل عن 500 ألف أونصة من الذهب سنويا.
لكن تحقيق هذا الهدف بات يتطلب زيادة الإنتاجية بنسبة 66%.
تعد شركة تويوتا رائدة في تطبيق منهجية في مجال التصنيع تستهدف خفض زمن التدفقات والتكاليف عن طريق تقليص المخزونات لكي تصل إلى درجة فائقة من الصغر.
ساهمت هذه المنهجية في مساعدة تويوتا على إنتاج السيارات بطريقة تتسم بالسرعة والكفاءة.
وأدت حالة إصابة واحدة بكوفيد-19 في فيتنام إلى وقف تطبيق منهجية تويوتا العام الماضي، مما دفع الشركة إلى خفض الإنتاجية في سبتمبر 2021 بنسبة 40%.
وقال جيريت لوتز رئيس قسم الموارد البشرية لدى الشركة إن المنجم قد تمكن من تقليص أزمان تأخر سلسلة الإمدادات التي كانت تجبر العمال الذين يعملون على مسافة تصل إلى 3 كيلو متر تحت الأرض على الانتظار طويلا قبل استلام الأجهزة الرئيسية والمواد.
وفي هذا الأثناء بدأ منجم ساوث ديب عام 2018 في تقليص عدد معدات الحفر والشاحنات بنسبة الثلث. وهو يسعى في الوقت الراهن لتكثيف نشر التكنولوجيا الجديدة، التي منها ماكينات الحفر التي تتوقع شركة جولد فيلدز أن تسهم في زيادة استخلاص الذهب وإنشاء بيئة عمل أكثر أمانا للعمال.
أعمق نقطة
من المتوقع أن يرتفع الإنتاج بنسبة 30% سنويا خلال السنوات القادمة، بحسب مارتن بريس الذي يترأس عمليات الشركة في جنوب أفريقيا.
ومن المقدر أن ينتج منجم ساوث ديب ما يزيد على 300 ألف أونصة من الذهب العام الجاري، على أن تقفز الإنتاجية إلى 423 ألف أونصة بحلول عام 2024.
وبرغم هذا، لا يزال المنجم يحقق معظم أرباحه من الارتفاع النسبي الصاعد للذهب، كما أن عملياته تسقط أحيانا رهينة النقابات العمالية القوية.
وقالت ماندي دانجوا، المحلل لدى شركة كاميسا أسيت مانجمنت لإدارة الأصول في كيب تاون:" هو منجم أصغر حجما كثيرا لكن تكاليفه أعلى لحد ما مقارنة بالتقديرات الأولية.
وأضافت أن المنجم لم يعد يستهلك مقادير السيولة الكبيرة التي كان يستنفذها سريعا سابقا.
يعد المنجم واحد من أعمق المناجم في العالم، واشترته شركة جولد فيلدز عام 2006 نظير 1.2 مليار دولار.
وتتوقع الشركة أن يواصل إنتاج الذهب خلال السنوات ال80 القادمة.