محمد العريان يحذر مجلس الاحتياطي الفدرالي من معركة شاقة بعد كوارث عامين
حذر دكتور محمد العريان كبير المستشارين الاقتصاديين فى شركة أليانز من أن مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزى الأمريكي) يواجه معركة شاقة شديدة لمكافحة التضخم - والتي لا يمكنه الفوز بها إلا من خلال الاستمرار في حملة التشديد القوية التي أطاحت بأسعار أسهم الشركات هذا العام وأن المجلس عليه أن يبذل جهودا مكثفة لإقناع المستثمرين بأنه ملتزم بكبح التضخم الذى سبب كوارث اقتصادية ومالية منذ العام الماضى وحتى الآن مما أدى إلى تقويض مصداقيته.
وأكد كتب دكتور محمد العريان الخبير الاقتصادي فى شركة أليانز مقال رأي نشرته مؤسسة بروجيكت سينديكيت العالمية لتحليلات الأسواق المالية وآراء كبار خبراء الاقتصاد والمال على مستوى العالم أن التحديات الاقتصادية والمالية التى يواجهها العالم الآن تتطلب من مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزى الأمريكي) الانتقال من حالات الفشل والإخفاق التى تسبب فيها خلال عامى 2021 و2022 حيث إن هناك الآن انفصال بين أكبر بنك مركزى فى العالم وبين الأسواق لأنه أخر وأجل الاعتراف بأن التضخم الأمريكي المرتفع لن يكون مؤقتًا.
صانعو السياسة فى الإدارة الأمريكية لم يتحركوا في الوقت المناسب
وأوضح دكتور محمد العريان الخبير الاقتصادي فى شركة أليانز أن صانعي السياسة فى الإدارة الأمريكية أهدروا فرصة التحرك في الوقت المناسب لاحتواء الزيادات في الأسعار التي أدت منذ ذلك الحين إلى تآكل القوة الشرائية للجميع طوال شهور التضخم مما أصاب أكثر شرائح المجتمع ضعفًا والفئات المهمشة.
ويرى دكتور محمد العريان الخبير الاقتصادي فى شركة أليانز أن مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزى الأمريكي) حتى بعد إدراكه للخطأ الذي ارتكبه في نوفمبر من العام الماضى كرر الخطأ مرة أخرى بعدم الاستجابة بالسرعة الكافية لمكافحة التضخم ولم يتوقف حتى مارس الماضى عن ضخ السيولة في اقتصاد مرتفع التضخم؛ وكان رفع سعر الفائدة الأول في ذلك الشهر 25 نقطة أساس فقط.
وكان مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزى الأمريكي) قد أبقى البنك على أسعار الفائدة قريبة من الصفر طوال العام الماضى حتى مع تسارع معدل التضخم، مما ساعد على تغذية الفقاعات في فئات الأصول التي تتضمن الأسهم وقروض الإسكان والعملات المشفرة.
رفع أسعار الفائدة إلى ما بين 4.25% و4.5% لاحتواء التضخم
ولكن مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزى الأمريكي) بدأ منذ مارس من العام الجارى يرفع أسعار الفائدة لتصل حاليا إلى ما بين 4.25% و4.5% في محاولة لاحتواء ضغوط أسعار المستهلكين، مما أدى إلى هبوط أسعار الأسهم وغيرها من الأصول مرتفعة المخاطر طوال هذا العام الذى قارب على الانتهاء لدرجة أن مؤشر ستاندرد اند بورز S&P 500 القياسي هوى بنسبة 20%.
و توقع المشرعون فى مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزى الأمريكي) في آخر اجتماع له الأسبوع الماضي ارتفاع أسعار الفائدة إلى 5.1% بحلول نهاية العام القادم بعد أن فقد معظم مصداقيته بحسب دكتور محمد العريان الخبير الاقتصادي فى شركة أليانز الذى حذر من أن الولايات المتحدة مهددة بمواجهة ألم اقتصادي كبير بسبب فقد تلك المصداقية.
مجلس الاحتياطي الفدرالي فشل في كبح التضخم
وحذر أيضا دكتور محمد العريان الخبير الاقتصادي فى شركة أليانز من أن إخفاق مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزى الأمريكي) في كبح التضخم هذا العام يشير إلى أن الأسواق لم تعد واثقة من مسألة إمكانية تفادي ركود الاقتصاد الأميركي في ظل تشديد السياسة النقدية وإن الأسواق ترى أن المركزي الأمريكي يتوقع أن يتسبب في المزيد من الأضرار والخسائر في الوقت الذي يحاول فيه تحقيق معدل التضخم الذى يستهدفه.
وأكد جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي أن هناك المزيد من الألم في المستقبل مما يشير إلى احتمال كبير لحدوث ركود اقتصادي، ويبدو أن الأسواق تتفق مع تلك التوقعات منا أن المستثمرين يدفعون ثمن أخطائه إذ انعكس منحنى العائد على سندات الخزانة برغم أنه يطبق سياسة نقدية متشددة في العام الجاري لكبح أعلى مستوى للتضخم منذ حوالى 40 عاما.
العريان: المركزى الأمريكي ارتكب خطأين
وفي رأى دكتور محمد العريان أن البنك المركزى الأمريكي ارتكب خطأين الأول هو تقييم للتضخم ووصفه بأنه مؤقت طوال معظم فترات العام الماضي والثاني فهو اتجاهه السريع في الوقت الحالي للحاق بالركب وذلك عبر رفع الفائدة بشدة ولذلك من غير المرجح أن ينحرف مجلس الاحتياطي الفدرالي عن المسار الحالي للسياسة النقدية.
ومع ذلك يعتقد العريان أن هناك جانب إيجابي في الوضع الحالي الذي صنعه مجلس الاحتياطي الفدرالي ويتمثل في المساعدة في التخلص من التشوهات في الأسواق المالية والتي كانت أيضًا نتاج سياساته التى كانت تسير في الاتجاه الآخر غير أنه يجب على المستثمرين الاستعداد لفترة تقلبات قادمةً.