صعود أسعار الليمون 100% فى ديسمبر لتعرض الصين لموجات فيروس كورونا
صعدت أسعار الليمون بحوالى 100 % بشهر ديسمبر الجارى لتعرض الصين لأول موجة من موجات جائحة كوفيد 19 التى ستضرب البلاد هذا الشتاء لدرجة أن حكومة إقليم تشجيانج بشرق الصين، أحد الأقاليم الصناعية القريبة من ميناء شنغهاي تواجه حاليا نحو مليون إصابة جديدة من فيروس كورونا يوميا مما أدى لارتفاع سعر كيلو الليمون من 4 - 6 يوان (حوالى 30 - 40 سنتا أمريكيا) لتتجاوز نصف إلى دولار لليمونة الواحدة وارتفعت الأسعار بمناطق أخرى لحوالى 12 يوان (1.72 دولار) مقابل ثلاثة ليمونات.
ارتفاع الطلب على الليمون لتفاقم أزمة نقص الأدوية
وجاء ارتفاع الطلب على الليمون من مدن مثل بكين وشنغهاى وتشجيانج حيث تدفق الناس على شراء الفواكه الغنية بفيتاميت ج لتقوية جهاز المناعة لتعزيز قدرتهم على مقاومة متحورات فيروسات كورونا بعد أن تفاقم أزمة نقص الأدوية التى تعالج أمراض البرد والانفلونزا والتى أصابت أكثر من 2000 شخص بالعدوى من متحورات فيروس كورونا كل يوم منذ نهاية نوفمبر حتى الآن ومن المتوقع لأسابيع طويلة قادمة.
وزادت مبيعات الليمون فى بلدة آنيوى فى إقليم سيشوان الذى ينتج حوالى 70 % من إجمالى الليمون فى الصين، إلى ما يقرب من 20 - 30 طنا فى اليوم هذا الشهر بالمقارنة مع 5 - 6 أطنان يوميا خلال الشهور الماضية من هذا العام مع انتشار حالات العدوى من فيروس كورونا وارتفاعها إلى مستويات أعلى مما كانت عليها فى بداية الإعلان عن وباء كورونا فى بداية عام 2020.
مليون إصابة جديدة بفيروس كورونا
وأعلنت حكومة إقليم تشجيانج أنها تواجه حاليا نحو مليون إصابة جديدة بفيروس كورونا أو أحد متحوراته كل يوم وتوقعت أن يتضاعف العدد إلى ضعف هذا العدد في الأيام المقبلة رغم أن جرى تطعيم أكثر من 90 ٪ من سكان الصين وخاصة الذين تبلغ أعمارهم أكثر من 80 عاما بجرعة أولية وأكثر من جرعة أخرى معززة.
وقفز الطلب على الليمون والبرتقال والكمثرى والخوخ المعلب المحفوظ فى سائل سكرى حيث يرى الصينيون أن الفاكهة الباردة المحفوظة فى سائل شديد الحلاوة يفتح الشهية ولاسيما شهية المرضى وبالتالى تزداد قوتهم الحيوية ويتمكنون من مكافحة فيروس كورونا مما جعل مبيعات متجر فريشهيبو الذى يملكه مجموعة على بابا هولدينج بأكثر من 900% هذا الأسبوع مع ارتفاع الطلب على الفواكه المليئة بالفيتامينات التى تقاوم نزلات البرد والأنفلونزا وأعراض فيروس كورونا المشابهة لهما.
تدفق الطلب على شراء الليمون
واتجه العديد من سكان المدن الصينية ومنها مدينة تشينجدو ودينج دونج ومايكاى التى سجلت أكبر مستوى للعدوى من فيروس كورونا إلى شراء الليمون والخوخ لقدرتهما على مقاومة هذه العدوى بعد أن تراجع المعروض من الأدوية التى تكافح أعراض جائحة كوفيد19.
شهدت حالات الإصابة بموجة جديدة من فيروس كوفيد-19 في الصين ارتفاعًا حادًا في أعقاب تخفيف البلاد لقواعد الإجراءات الاحترازية مما تسبب في زيادة أسعار الأدوية الصينية التقليدية والليمون،كما تشهد أسعار الفاكهة الغنية بفيتامين ج ومضادات الأكسدة ارتفاعات كبيرة بسبب ارتفاع الطلب عليها في الآونة الأخيرة حيث يتدافع المواطنون الصينيون للوقاية من الفيروس.
المطالبة بنشر بيانات أكثر دقة مع ارتفاع عدد الإصابات من فيروس كورونا
وطالب مواطنون وخبراء بنشر بيانات أكثر دقة مع ارتفاع عدد الإصابات بعد أن أجرت بكين تغييرات جذرية على سياسة صفر-كوفيد، التي أدت إلى فرض عمليات إغلاق صارمة على مئات الملايين من مواطنيها وأضرت باقتصاد الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وباتت الأرقام المسجلة في جميع أنحاء الصين غير مكتملة، بعد أن توقفت لجنة الصحة الوطنية عن تسجيل الإصابات غير المصحوبة بأعراض، مما جعل من الصعب تتبع الإصابات.
وتوقفت اللجنة هذا الأسبوع عن الإعلان عن الإصابات اليومية، والتي بدأ المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها في نشرها بعد ذلك وتعد تشجيانج أحد الأقاليم القليلة التي تشير التقديرات إلى ارتفاع الإصابات بها مؤخرا، بما في ذلك الحالات التي لا تظهر عليها أعراض.
وفيات كورونا بسبب التهاب رئوي أو فشل رئوي
وتقتصر الصين تصنيفها لوفيات كورونا على من توفوا بسبب التهاب رئوي أو فشل رئوي نتيجة الإصابة بالفيروس مما أثار اندهاش خبراء الصحة حول العالم ولم تتلق منظمة الصحة العالمية أي بيانات من الصين بشأن الحالات الجديدة التي دخلت المستشفيات،لإصابتها بفيروس كوفيد-19 منذ أن خففت بكين قيودها.
وتقول المنظمة إن الفجوة الموجودة في البيانات قد يكون سببها الصعوبة التي تواجهها السلطات، في إحصاء الحالات في أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان وأصبحت الأرقام الرسمية غير موثوقة إذ تُجرى الآن اختبارات أقل في جميع أنحاء البلاد بعد تخفيف سياسة (صفر كوفيد) في الفترة الأخيرة.
منذ أن أنهت بكين قيودها الصحية الصارمة في أوائل ديسمبر، ارتفع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في البلاد، ممّا أثار مخاوف من ارتفاع معدل الوفيات بين كبار السن محارق الجثث تشهد ضغطًا كبيرًا، من دون أن يكون من الممكن إقامة رابط رسمي لذلك بكوفيد كما أن محارق الجثث تشهد ازدحاما كبيرا حولها.
أكبر انتشار للإصابات بعد رفع قيود جائحة كوفيد 19
حث الرئيس الصيني شي جينبينج المسؤولين على اتخاذ خطوات لحماية حياة الناس، في أول تصريح له بشأن كوفيد منذ أن خففت بكين بشكل كبير التدابير الصحية الصارمة هذا الشهر حيث نشهد الصين حاليا أكبر تفش للإصابات بعدما رفعت فجأة القيود التي سددت ضربة للاقتصاد، وبعد بذلها جهود مكثفة للسيطرة على الوباء إلى حد كبير منذ ظهوره رغم أن دراسات ترى أن حوالى مليون شخص قد يموتون خلال الأشهر القليلة المقبلة مع معاناة العديد من السكان من نقص في الأدوية بينما يضغط تدفق المرضى المسنين غير الملقحين على المنشآت الطبية الطارئة.
ويعاني نظام الرعاية الصحية في البلاد من ضغوط هائلة، إذ يُطلب من الموظفين العمل في أثناء مرضهم إلى جانب إعادة الممارسين الطبيين المتقاعدين للعمل في المجتمعات الريفية، للمساعدة في الجهود الوطنية، ومما يزيد الأزمة اقتراب موعد الاحتفال بالسنة القمرية الجديدة في يناير مع عودة أعداد كبيرة من المواطنين إلى مسقط رأسهم.
أخطر أسابيع وباء كورونا
ويرى محللون أن الصين في طريقها حاليا لمواجهة أخطر أسابيع الجائحة ولكن السلطات لا تبذل حاليا أي جهود تقريبا لإبطاء انتشار العدوى، ومع بدء عودة المواطنين (للالتقاء بعائلاتهم) قبل السنة القمرية الجديدة، ستضرب موجة كوفيد-19 قريبا جميع المناطق، بما فيها تلك البعيدة عن الخطر حاليا.
وتشير التقديرات إلى تسجيل عشرات الآلاف من الإصابات اليومية بكوفيد-19 في الآونة الأخيرة، في مدينتي تشينغداو ودونج جوان، وهي نسبة أعلى بكثير من الحصيلة اليومية المبلغ عنها على الصعيد الوطني، دون احتساب الحالات التي لا تعاني أي أعراض.