الطيران المنخفض التكاليف وجودة الخدمات «كلمة السر» لدفع قطاع السياحة 2023
في مطلع عام 2022 كانت التوقعات تشير إلى أن قطاع السياحة سيكون الحصان الرابح الذي ستُعوِّل عليه الدولة في تدبير أغلب احتياجاتها من النقد الأجنبي، ولأن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن؛ جاءت الأزمة (الأوكرانية – الروسية) والحرب التي اندلعت بين البلدين في مارس الماضي لتكبح جماح الحصان وتنهي الآمال والطموحات.
ولأن السياحة قطاع يمرض ولا يموت؛ فقد نجح في أن يحقق الجزء الأكبر من طموحاته في ضوء المتغيرات التي حدثت، وما زال أمام القطاع الكثير الذي يقدمه لخدمة الاقتصاد.
وحرصت «أصول مصر» على التعرف على آراء كبار صناع السياحة وطموحاتهم للعام الجديد، والإجراءات المطلوبة للتغلب على التحديات.
كامل أبو علي: يجب تطبيق استراتيجية ترويجية احترافية للمقاصد السياحية
قال رجل الأعمال كامل أبو علي –رئيس جمعية مستثمري البحر الأحمر ومجموعة «الباتروس»– إن المقاصد السياحية المصرية لا تزال تحتاج إلى نظام احترافي للترويج لها بصورة أكبر، وذلك في ضوء التنافسية الشديدة بين مصر والدول المجاورة، ورغم تمتع مصر بمقاصد أكبر وأكثر تنوعًا، وكذلك بالاستقرار الأمني والسياسي، فإن توفير الترويج الاحترافي سيكون له دور كبير في تعريف السائحين في العالم بمصر وبالمزايا المتوافرة للسياحة بها.
وأكد كامل أبو علي أن هناك الكثير فيما يتعلق بجودة الخدمة؛ بداية من الخدمة في المطارات، ومرورًا بالفنادق، فكل الأماكن السياحية التي يزورها السائح يجب أن يتم تحسينها، موضحًا أن معدلات التدريب التي تقوم بها الوزارة للعاملين في القطاع لا تتناسب مع ما تحتاج إليه مصر من أعداد سياحية وإيرادات، خاصة مع الأزمة التي ألمَّت بالقطاع خلال العامين الماضيين بسبب كورونا.
تامر مكرم: نحتاج إلى توافر طيران داخلي وطني منتظم
وقال تامر مكرم –رئيس جمعية مستثمري السياحة بجنوب سيناء– إنه مع بدء عمل شركة الترويج التي تعاقدت معها هيئة التنمية السياحية سيتم حصد نتائج إيجابية ملموسة على أرض الواقع فيما يتعلق بعملية الترويج لمصر بالخارج، خاصة أن استراتيجية الشركة تعتمد على وجود ممثلين لمصر في كل دولة من الدول التي تجذب سياحة إلى مصر.
إلهامي الزيات: يجب التركيز على الأسواق التي يأتي منها سائحون بصورة أكبر وعلى أساليب الدعايا التي تتناسب معها
وأكد إلهامي الزيات –رئيس شركة «إمكو» للسياحة– أن الترويج للمقصد المصري يجب أن يركز على الأسواق التي يأتي منها سائحون بصورة أكبر من غيرها؛ أي الأسواق المهتمة بمصر، وبالتالي يجب أن تكون ميزانية الإنفاق على الأسواق بحسب الأعداد التي تأتي من كل سوق.
وأوضح أن حملة الترويج للأسواق يجب أن تختلف من سوق إلى أخرى حسب نوعية الزبون واهتماماته، فالسوق الأمريكية –على سبيل المثال– أكثر الزائرين منها هم من الشباب، لذا يجب أن تستهدف حملات الدعاية هذه الفئة من خلال وسائل السوشيال ميديا التي تختار بعناية السائح المستهدف.
الطيران المنخفض التكاليف
وبالحديث عن قطاع الطيران الذي يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالسياحة، اتفق رجال السياحة على أن إشكالية الطيران الرخيص هي الأساس لجذب مزيد من السائحين، وأجمعوا على أن وجود طيران منتظم منخفض التكاليف من شركات مصرية سيساهم بشكل كبير في جذب أعداد سياحية أكبر للمدن السياحية في مصر.
وأكد رئيس جمعية مستثمري سيناء أن أهم مطلب يحتاج إليه أصحاب الفنادق في الوقت الراهن هو توافر طيران وطني منتظم منخفض التكاليف لأكثر من دولة، بدلًا من تحكُّم منظم الرحلات الأجنبي في الطيران المنخفض التكاليف، مشيرًا إلى أهمية البدء في اتخاذ هذا الإجراء لحماية مصالح القطاع، مع توافر التشجيع والدعم لأي منظم رحلات.
طارق شلبي: الفعاليات المميزة مثل COP27 سيكون لها دور في العام المقبل.. ويجب التنسيق مع المملكة السعودية في سياحة اليخوت
ومن جانبه أكد طارق شلبي –رئيس جمعية مستثمري مرسى علم– أهمية تسيير رحلات من خطوط طيران منخفض التكاليف، سواء طيران خارجي أو داخلي، مشيرًا إلى أن وجود السائح المصري يحد من اتجاه أي صاحب فندق إلى حرق الأسعار أو البيع بسعر أقل مما يجب حتى يضمن تشغيل الفندق.
COP27
وتوقع رئيس جمعية مستثمري مرسى علم أن يؤثر نجاح مصر في عقد قمة المناخ COP27 في شرم الشيخ، ومن قبلها حفل نقل المومياوات الملكية، في أن تكون هناك حركة سياحية كبيرة على مصر في 2023، مشيرًا إلى أن المناطق الأثرية في مصر استضافت احتفاليات مميزة في 2022؛ منها ما تم في الأقصر باحتفال دار الأزياء العالمية «ستيفانو ريتشس».
اليخوت والمنافسة مع «نيوم»
كما اقترح أن يتم عمل تنسيق مبكر مع المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بمستقبل سياحة اليخوت في البحر الأحمر مع بدء عمل مشروعات «نيوم» السياحية التي من المتوقع أن تجتذب جزءًا كبيرًا من سياحة اليخوت في الخليج العربي.
ويضيف شلبي أنه من الممكن أن يتم الإعداد لعمل برامج سياحية مشتركة لسياحة اليخوت في المملكة العربية ومرسى علم التي تشتهر بميناء بورتو غالب، وبحيث يتم أيضًا الترويج لمنتج السياحة الثقافية في الأقصر مع قربها من مدينة مرسى علم.
