ارتفاع الأسهم الأمريكية مع ظهور بيانات تدفع الفيدرالى إلى مزيد من التشدد
أغلقت الأسهم الأميركية على ارتفاع، فيما تراجعت سندات الخزانة باتخاذ المستثمرون نهجًا انتقائيًا مع ظهور مجموعة من البيانات الاقتصادية القوية، حتى مع تصاعد المخاوف من أن ذلك قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى استجابة متشددة.
وارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.3%، بعد انخفاض في وقت سابق بأكثر من 0.75%، بينما قفز مؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.8%، واستقرت عوائد سندات الخزانة آجل عامين قرب 4.60%، وتقدم الدولار أمام نظرائه من العملات الرئيسية.
وارتفعت أسهم شركة “سيسكو سيستمز” بنسبة تصل إلى 10% بنهاية جلسة التداول، بعد أن أعلنت توقعات متفائلة بالإيرادات تشير إلى أن الإنفاق على البنية التحتية للتكنولوجيا، يصمد بشكل أفضل من المتوقع.
قفزت مبيعات التجزئة الأميركية في يناير الماضى بأكبر قدر لها منذ عامين تقريبًا
وقفزت مبيعات التجزئة الأميركية في يناير الماضى بأكبر قدر لها منذ عامين تقريبًا، ما يشير إلى أن قوة الإنفاق الاستهلاكي ستحافظ على ارتفاع الأسعار، وتزيد الضغط على بنك الاحتياطي الفيدرالي لتكثيف جهوده لتخفيض معدل التضخم، وفى فبراير الجارى ارتفعت معنويات شركات بناء المنازل بأكبر قدر منذ منتصف عام 2020، حيث أدى تراجع فائدة الرهن العقاري إلى تنشيط سوق العقارات.
وصدرت تلك البيانات بعد يوم واحد من إعلان تقرير تضخم أسعار المستهلك الأميركي الذي جاء أعلى من المتوقع، وهو ما أدى إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة بسبب مخاوف رفع أسعار الفائدة، ورغم ذلك وجد المستثمرون في الأسهم أخبارًا مشجعة في نفس التقارير.
من جانبه كتب مات بيرون، مدير الأبحاث في شركة يانوس هندرسون إنفستورز، أن مبيعات التجزئة في شهر يناير الماضى كانت قوية في جميع القطاعات، وهي تكشف عن اقتصاد قوي مع تقرير الوظائف، وهذه الفكرة تدعم الحالة المزاجية المعتدلة حاليًا في السوق، حيث يكون الاقتصاد قويًا لكن التضخم يتراجع، وإن كان ما يزال مرتفعًا للغاية.
وكتب بيل آدامز، كبير الاقتصاديين في "بنك كوميريكا"، أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيرى في تقارير النشاط الأخيرة أنها تدعم خطته لإقرار زيادات أخرى في أسعار الفائدة في النصف الأول من هذا العام، ومع ذلك فإن أداء الاقتصاد بشكل عام أفضل من المتوقع حتى الآن في عام 2023، وتباطأ انخفاض التضخم في مطلع العام.
وقال إدوارد يارديني، مؤسس شركة الأبحاث التي تحمل اسمه، إن تقرير مؤشر أسعار المستهلك عن شهر يناير بيَّن أن التضخم مستمر في الاعتدال ولكن بوتيرة بطيئة، ومن غير المرجح أن تخفف الأرقام الجديدة من تشدد مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، وهي لا تغير كثيرًا من توقعات الأداء الاقتصادي.