الجمعة، 22 نوفمبر 2024 07:55 ص
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
حول العالم

قرار الجنائية الدولية بمحاكمة بوتين يضع جنوب أفريقيا فى مأزق

السبت، 18 مارس 2023 10:54 م
فلاديمير بوتين
فلاديمير بوتين

تكررت التنديدات الروسية على مدار الساعة منذ إعلان المحكمة الجنائية الدولية أمس الجمعة، إصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأيضًا المفوضة الرئاسية لحقوق الطفل في روسيا، ماريا أليكسييفنا لفوفا بيلوفا، ورغم استخفاف المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بالقرار، إلا أن الخطر لم يبتعد.

ويتمتع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسلطة مطلقة في بلاده، ولذلك ليس من المتوقع على الإطلاق أن يسعى الكرملين إلى تقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية، وبالتالى لا يواجه بوتين أي خطر فيما يتعلق بالقبض عليه طالما بقي داخل روسيا، وهنا المعضلة، إذ يمكن اعتقال سيد الكرملين حال غادر بلاده.

يتمتع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسلطة مطلقة في بلاده

وعلى اعتبار أن تحرّكات الرئيس الروسي باتت محدودة للغاية بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليه، فمن المرجح أنه لن يغامر بالسفر إلى دولة قد تكون لديها الرغبة في تقديمه للمحاكمة، إلا أن الأمور لم تقف عند هذا الحد، حيث أنه من المقرر أن يحضر بوتين قمة البريكس المقامة في جنوب إفريقيا في أغسطس القادم.

وبصفة جنوب إفريقيا عضوًا في المحكمة الجنائية الدولية، وأحد الموقعين على معاهدة روما، فسيكون عليها التزام قانوني بتنفيذ أوامر التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ضده، لكن الدولة المستضيفة لم تحدد موقفها من الأمر بعد، غير أن لها سوابق بتجاهل القرارات الدولية، حيث رفضت عام 2015 تسليم الرئيس السوداني السابق عمر البشير خلال زيارته لها رغم صدور قرار دولي باعتقاله بتهمة الإبادة الجماعية.

الجنائية الدولية: لا حصانة لزعماء الدول خلال وجودهم في الحكم في القضايا المتصلة بجرائم حرب

وفى ذلك الوقت بررت بريتوريا بأن الأمر الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال البشير باطل بموجب قانون معمول به في جنوب إفريقيا يمنح الحصانة من المحاكمة لزعماء الدول، وهو ما يتفق مع القانون الدولي، لكن نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ينص على أنه لا حصانة لزعماء الدول خلال وجودهم في الحكم في القضايا المتصلة بجرائم حرب.

قرار الجنائية الدولية بمحاكمة بوتين يضع جنوب أفريقيا فى مأزق

ويشار إلى أنه منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا العام الماضي، سافر بوتين إلى 8 دول، 7 منها يعتبرها "دول الخارج القريب" لروسيا، وكانت ضمن الاتحاد السوفيتي السابق الذي انهار عام 1991، أما الوجهة الوحيدة التي تختلف عن تلك الفئة من دول الجوار فهى إيران التي زارها في يوليو الماضي للقاء المرشد الأعلى علي خامنئي.

ونظرا لأن إيران تدعم روسيا في جهودها الحربية من خلال توفير طائرات مسيرة وغيرها من المعدات الحربية التي تستخدمها في حربها في أوكرانيا، لن تشكل أي زيارة أخرى لطهران خطرا على الرئيس الروسي.

روسيا كانت من الدول الموقعة على معاهدة روما

وعلى الرغم من أن روسيا كانت من الدول الموقعة على معاهدة روما إلا أنها انسحبت منها عام 2016، مؤكدة أنها لا تعترف باختصاص المحكمة، أما لجهة أوكرانيا فهي أيضا ليست من الدول المنضوية إلى محكمة لاهاي، لكنها منحتها قبل أشهر الولاية القضائية للتحقيق في جرائم حرب مرتكبة على أراضيها من قبل القوات الروسية، فيكون القرار الأخير خطوة لتضييق الخناق على الرئيس.