أزمة البنوك تكبد أسعار البترول 13% فى أكبر خسارة أسبوعية منذ سنة
خسرت أسعار البترول العالمية أكثر من ثلاثة دولارا خلال الأسبوع الماضي فى أكبر خسارة أسبوعية منذ حوالى سنة مع تزايد قلق المستثمرين من وقوع أزمة بنكية عالمية بعد فشل 3 بتوك أمريكية وتعثر بنك أوروبي لتهوي أسعار خام برنت القياسي بحزالى 12% والعقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بما يقرب من 13% لتنخفض إلى 72.97 دولار للبرميل للأسعار الفورية لخام برنت فى بورصة ICE الأمريكية وإلى 66.74 دولار للبرميل للخام الأمريكي فى بورصة نيميكس بسبب تزايد المخاوف من وقوع أزمة بنكية عالمية بعد إفلاس بنك سيليكون فالي الأمريكي وتعثر بنك كريدي سويس السويسرى.
وذكرت وكالة بلومبرج أن أسعار البترول تعرضت لضغوط معظم أيام الأسبوع الماضي ودفعت مخاوف بشأن القطاع البنكي الخامين القياسيين لتسجيل أكبر خسائرهما الأسبوعية منذ شهور مع انهيار بنكي سيليكون فالي وسيجنيتشر الأمريكيين وظهور مشاكل سيولة نقدية فى بنكى كريدي سويس السويسرى وفيرست ريبابليك الأمريكي مما تسبب فى موجات بيع ضخمة من المستثمرين أدت إلى انخفاض أسعار النفط على مستوى العالم فى أكبر خسارة أسبوعية منذ أبريل 2022.
هبوط أسعار البترول لتزايد المخاوف من أزمة بنكية أمريكية
وتراجعت أسعار البترول في ختام تعاملات نهاية الأسبوع لتختفي المكاس التى حققنها سابقا مع تزايد المخاوف من أزمة مالية عالمية بسبب فشل عدة بنوك كبيرة قلا الولايات المتحدة وسويسرا مما أدي انخفاض أسعار العقود الآجلة لخام برنت والخام الأميركي.
ويرى المحللون أن انخفاض المعروض العالمي من النفط يساعد على ارتفاع أسعار البترول في المستقبل القريب بعد أن أكد أعضاء منظمة أوبك + أن ضعف أسعار النفط الأسبوع الماضي يرجع إلى العوامل المالية بسبب أزمة البنوك وليس نتيجة أي اختلال في العرض والطلب ولذلك يتوقعون استقرار السوق فى الأجل القريب.
ومع ذلك قد يؤدي انخفاض أسعار البترول وخصوصا بالنسبة إلى خام غرب تكساس الوسيط إلى أقل من 70 دولارا للبرميل لأول مرة منذ ديسمبر من عام 2021، إلى تحفيز الحكومة الأميركية على البدء في إعادة ملء احتياطي النفط الاستراتيجي، مما يعزز الطلب عليه ويرفع أسعار النفط.
انتعاش الطلب في الصين يعمل على رفع أسعار البترول
ويترقب المحللون أن يؤدي تعافي الطلب في الصين إلى زيادة دعم أسعار البترول حيث تتجه صادرات الخام الأميركية إلى الصين في مارس الحالى نحو أعلى مستوياتها منذ ما يقرب من عامين ونصف.
وزادت توقعات المحللين بصعود أسعار البترول بعد أن أعلن بنك مورجان ستانلي الأمريكي عن رفع تقديراته لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام بحوالى 36% بفضل تزايد الطلب نتيجة لإلغاء حكومة الصين القيود المرتبطة بجائحة كوفيد-19 وانتعاش قطاع الطيران.
وتبين مؤشرات حركة النقل في الصين، مثل الازدحام فى المطارات أنها ترتفع بشكل مطرد كماعززت جداول رحلات الطيران فى أنحاء الصين توقعات الطلب على وقود الطائرات، لدرجة أن الاستهلاك العالمي للنفط من المتوقع أن يرتفع حوالي 1.9 مليون برميل يوميا مقارنة مع توقعاته السابقة عند 1.4 مليون برميل يوميا مما يساعد على انتعاش أسعار البترول.
تضخم المعروض من روسيا يقلص أسعار البترول
ولكن بنك مورجان ستانلي الأمريكي أكد أن زيادة المعروض من روسيا سيعوض ذلك الزخم فى الصين وأن الإمدادات من روسيا كانت أكبر من المتوقع مما أدى إلى عجز أقل قليلا مما كان متوقع في النصف الثاني من العام، وبالتالي قلص المحللون توقعاتهم بالنسبة إلى أسعار البترول لسعر خام برنت في تلك الفترة إلى ما بين 90 دولارا و100 دولار للبرميل بالمقارنة مع ما بين 100 دولار و110 دولارات سابقا.
وساعدت التوقعات بشح الإمدادات العالمية وزيادة الطلب من الصين على ارتفاع أسعار النفط عند تسوية تعاملات فى جلسة الخميس بعد تراجعها لأقل مستوى في 15 شهرا يوم الأربعاء، وانخفاضها على مدار 3 جلسات خلال الأسبوع الماضي كما وجدت أسعار النفط الدعم من مكاسب الأسهم الأمريكية بعد موافقة مجموعة تضم 11 بنكًا على دعم بنك فيرست ريبابليك بإيداع 30 مليار دولار في البنك الأمريكي.
وكان بنك جولدمان ساكس خفض توقعاته بخصوص أسعار البترول خلال العام الجاري ورفع توقعاته للإمدادات العالمية لعامي 2023 و2024 ارتفاع الطلب الصيني بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا هذا العام مما يدفع أسواق النفط مرة أخرى إلى العجز في يونيو القادم وتتراجع أسعار النفط مرة أخرى.