أصيب السوق العقاري الضخم في الصين بالكساد خلال العامين الماضيين
إشارات على بدء تعافي القطاع العقاري.. الصينيون يبدون مجددا اهتماما بشراء المنازل
أبدى عدد متزايد من الصينيين رغبتهم مجددا في شراء منازل، بحسب أول مسح ربع سنوي يصدره بنك الشعب الصيني خلال العام الجاري.
وارتفعت حصة المشاركين في المسح ممن أبدوا استعدادهم في الربع الأول لشراء منزل خلال الأشهر الثلاث القادمة إلى 17.5%، صعودا من 16% في المسح الذي تم تنفيذه خلال الربع الأخير من العام الماضي، كما أنها تعد الأعلى منذ الربع الأول من 2022، بحسب بيانات المسح.
وتحسنت أيضا توقعات السوق. وتوصل المسح إلى أن نسبة 18.5% من المشاركين توقعوا زيادة أسعار المنازل، لتسجل صعودا حادا من نسبة 14% في الربع الأخير من العام الماضي والأعلى منذ الربع الثالث من 2021.
وتجئ الزيادة في أعقاب انتهاء القيود المرتبطة بمكافحة جائحة كوفيد في الصين. وأقبلت الحكومات المركزية والمحلية أيضا على دعم عمليات شراء العقارات والمطورين العام الماضي.
وقرر عدد من مشتري المنازل في صيف عام 2022 عدم سداد أقساط قروض الرهن العقاري بعد أن حالت الصعوبات المادية التي تعرضت لها شركات التطوير العقاري دون تسليم العقارات في المواعيد المتفق عليها. ويتم شراء المنازل في الصين قبل استكمال البناء.
وأصيب السوق العقاري الضخم في الصين بالكساد خلال العامين الماضيين بعد أن شنت الحكومة المركزية حملة أدت لقمع اعتماد المطورين المرتفع على الاقتراض لتحقيق النمو.
وخلال الفترات القليلة الماضية، أكدت السلطات على الحاجة لمساعدة المطورين على استكمال الإنشاءات.
إشارات على تعافي السوق العقاري
وأشارت تقارير أخرى إلى أن التعافي قادم لكي ينهي حالة الكساد التي يعاني منها السوق العقاري الصيني.
وفي مارس الماضي، ارتفعت أسعار العقارات للمرة الأولى خلال ما يزيد على سبعة أشهر، بحسب دراسة غطت ما يزيد على 100 مدينة، حيث تم التوصل إلى أن متوسط السعر لكل متر مربع اللازم لشراء شقة جديدة ارتفعت شهريا بنسبة 0.02% إلى 16،178 يوان ( بما يعادل 219 دولار لكل قدم مربع).
وتوصلت الدراسة التي أصدرتها شركة نظام المؤشر العقاري الصيني الاستشارية إلى تباين توجهات السوق في البلاد.
ومن ناحية مساحة الشقق السكنية، توصلت الدراسة إلى أن حجم التعاقدات في مدن هانجتسو وتينجين قد تضاعفت في الربع الأول مقارنة بعام سابق، بينما تم تسجيل زيادة لا تتجاوز 0.2% في أكبر المدن الصينية.
وبشكل منفصل، قالت شركة جي إل إل لإدارة العقارات إن العقارات السكنية الفاخرة في بكين شهدت قفزة في حجم التعاقدات بنسبة 20% في الربع الأول مقارنة بالربع السابق.
لا يزال عدد أكبر من الناس يودون الادخار على الرغم من أن الصين قد أنهت الضوابط المتشددة للسيطرة على كوفيد في ديسمبر الماضي.
وفي الأشهر الثلاث الأولى من العام، تراجعت حصة المشاركين في المسح ممن أعلنوا تفضيلهم الادخار بنسبة 3.8% مقارنة بالربع السنوي السابق لتصل إلى نسبة لا تزال مرتفعة نسبيا عند 58%.
وخلال الجائحة، قفزت رغبة الناس في الإدخار لتصل إلى قمم قياسية، بحسب مسح البنك المركزي الصيني.
وارتفعت حصة المشاركين في المسح ممن أعلنوا تفضيلهم الإنفاق بنسبة 0.5% لتصل إلى 23.2%، بحسب مسح شمل الربع الأول.
وبقي التعليم والرعاية الصحية ضمن فئات الإنفاق الأكثر شعبية، بينما شهد السفر قفزة ملموسة صعودا من الربع الأخير من العام الماضي.
ويغطي المسح الربع سنوي للمركزي الصيني ما يقرب من 20 ألف شخص ممن لديهم إيداعات ادخارية، كما أنه يشمل 50 مدينة في الصين.