مفاوضات الديون وتوقعات رفع الفائدة تدفع أسهم وسندات الولايات المتحدة إلى التراجع
تراجعت أسهم وسندات الولايات المتحدة، بسبب احتمال حدوث ركود الاقتصاد نتيجة عجز البلاد عن سداد التزاماتها أو رفع أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي.
وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.7% بقيادة خسائر أسهم المؤسسات المالية وقطاع العقارات، مع تمديد مفاوضات سقف الديون في الولايات المتحدة ليوم آخر، وبعد أن كشف محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي عن انقسام صناع السياسة النقدية على مسار أسعار الفائدة في البلاد.
وجاءت الخسائر بعد انخفاض الأسهم في أوروبا وآسيا، حيث تراجع مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بأكبر قدر في شهرين بسبب ارتفاع مستوى التضخم في المملكة المتحدة بنسبة أعلى من المتوقعة.
وفي آسيا فقد مؤشر الأسهم الصينية شنجهاي شنزن (سي إس آي 300)" (CSI 300) المعياري جميع مكاسبه لهذا العام، وأضافت مشكلة ديون شركات التطوير العقاري وموجة جديدة من كوفيد إلى مخاوف المستثمرين بشأن النمو.
وواصلت أسهم السلع الفاخرة خسائرها ومن بينها شركة "مويت هنسي لوي فيتون (إل في إم إتش)" (LVMH) وشركة "كرينغ" (Kering)، مالكة "جوتشي" (Gucci).
واصلت أسهم السلع الفاخرة خسائرها ومن بينها شركة مويت هنسي لوي فيتون
كما تراجعت أسهم "أنالوج ديفايسيز" (Analog Devices) لصناعة الرقائق الإلكترونية بعد توقعات ضعيفة بسبب حالة عدم اليقين حول أداء الاقتصاد، وانخفض سهم مجموعة "سيتي غروب" بعد التخلي عن خطط لبيع وحدتها المكسيكية "باناميكس" (Banamex).
استمرت عوائد سندات الخزانة قصيرة الأجل في الارتفاع
واستمرت عوائد سندات الخزانة قصيرة الأجل في الارتفاع، إذ طالب المستثمرون بعلاوة أعلى على الديون الأميركية مع ارتفاع مخاطر التخلف عن السداد، ورجحت وزيرة الخزانة جانيت يلين أن تبدأ الولايات المتحدة في التخلف عن سداد ديونها في أول يونيو، وبالتالي فقد ارتفع العائد على الأوراق المالية المستحقة في 6 يونيو متجاوزًا 6.6%، بينما سجل العائد على الأوراق المالية المستحقة في 30 مايو حوالي 3%.
وقال بنيامين ديتريش، مدير محافظ في شركة "لازارد أسيت مانجمنت" (Lazard Asset Management): بدأت أشعر بأن الجمهوريين لا يصدقون التاريخ الذي أعلنت عنه يلين، ويعتقدون أنهم أصحاب اليد العليا، أعتقد أن الخطر يكمن في غياب أي حل قصير الأجل، وانهيار (مؤشر ستاندرد آند بورز، كذلك يجب أن يؤثر تدهور مؤشر الصين فجأة بطريقة سلبية على مشاعر الإقبال على المخاطرة.
رغم مخاطر فشل أعضاء المجلس التشريعي في رفع سقف الديون لتجنب وقوع أزمة مالية رفع المستثمرون في سوق السندات رهانهم على رفع سعر الفائدة
ورغم مخاطر فشل أعضاء المجلس التشريعي في الولايات المتحدة في رفع سقف الديون في الوقت المناسب لتجنب وقوع أزمة مالية، رفع المستثمرون في سوق السندات رهانهم على رفع سعر الفائدة في يوليو بعد صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي في مايو.
كان صناع السياسة النقدية في البنك المركزي يسيرون على خط رفيع، محاولين عدم دفع الاقتصاد إلى الركود برفع أسعار الفائدة الذي يهدف إلى مكافحة التضخم. ورغم ذلك يتوقع الاقتصاديون أن يقع الركود بغض النظر عما إذا كان الاتفاق على سقف الديون يشترط تخفيضا كبيرا في الإنفاق أو حدث تخلف عن سداد الديون.
وقال مايكل كراوتزبيرجر، رئيس قطاع الدخل الثابت في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة "بلاك روك إنترناشيونال" (BlackRock International): نحن متشائمون بشأن التوقعات الاقتصادية، ومن أسباب ذلك التقلبات المحتملة الناجمة عن مناقشة سقف الديون مع اقترابنا من الموعد النهائي، ولا نتوقع أن يحدث تعثر فني في سداد الالتزامات، وإنما نتوقع اتفاقًا في اللحظة الأخيرة.
وقال مايكل فيرولي، كبير الاقتصاديين في “جيه بي مورجان تشيس”، إن احتمال استمرار مفاوضات سقف الديون إلى ما بعد أول يونيو يصل إلى 25% أو يزيد.
رغم ذلك يعتقد تشارلي ماكيليجوت من بنك "نومورا" أن "النتيجة الإيجابية" تقترب مع بيع المستثمرين الأسهم على دفعات بهدف جني الأرباح قبل الموعد النهائي الذي حددته وزيرة الخزانة.