وزير التعليم العالي: مصر تمتلك أول معمل مرجعي جامعي لخدمة دول إفريقيا
شارك الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، في الجلسة الحوارية الأولى، ضمن فعاليات المعرض والمؤتمر الطبي الإفريقي في نسخته الثانية، والذي تنظمه الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، بحضور الدكتور تامر عصام رئيس هيئة الدواء المصرية.
المؤتمر الطبي الإفريقي الأول
وفى بداية كلمته، أشار الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، إلى أهمية المعمل المرجعي للمستشفيات الجامعية المصرية ودوره في خدمة إفريقيا باعتباره أول معمل مرجعي معتمد في المجال الطبي، كما تطرق إلىمنظومة المستشفيات الجامعية التي تقدم دورًا محوريًا في دعم منظومة الخدمات الصحية بمصر، وتقدم خدماتها لنحو 20 مليون مريض سنويًا، موضحًا أنها شهدت العديد من الإنجازات خلال الفترة الماضية في ضوء توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بتطوير منظومة الصحة في مصر وتطوير القدرات المادية والبشرية العاملة في هذا القطاع الحيوي.
ولفت إلى أن العدد الإجمالي للمستشفيات الجامعية يبلغ 120 مستشفى جامعي، وتتنوع التخصصات، ومن بينها 82 مستشفى متعدد التخصصات، ومستشفى متخصص في علاج المسنين، ومستشفى متخصص في صحة المرأة، و3 مستشفيات لعلاج السموم، و8 مستشفيات لأمراض الكلى، و3 مستشفيات لأمراض الكبد، و8 مستشفيات للأورام، و9 مستشفيات للطوارئ، و5 مستشفيات لعلاج الإدمان والطب النفسي، مؤكدًا أن القارة الإفريقية تواجه تحديات في مجال الصحة، فالقارة تضم 54% من نسبة الأمراض المعدية المنتشرة في العالم، كالدرن والإيدز والملاريا وغيرها، وبها فقط 2% من نسبة الأطباء المدربين عالميًا.
مواجهة تحديات القارة الإفريقية في مجال الرعاية الصحية
وأشار الوزير إلى أن الوزارة قدمت العديد من المبادرات لمواجهة تحديات القارة الإفريقية في مجال الرعاية الصحية من خلال إطلاق الجامعات المصرية العديد من القوافل الطبية سنويًا لدول حوض النيل، وتقديم العلاج الطبي، وإجراء الجراحات لمواطني الدول الإفريقية.
ولفت الدكتور أيمن عاشور إلى تعدد الفرص المتاحة للتعاون الطبي مع إفريقيا اعتمادًا على استمرار الثقة في المهارات الطبية المصرية لدى معظم الأفارقة، وقدرة الطبيب المصري على التأقلم والعمل بالدول الإفريقية وإجادته للتعامل مع الأمراض المتوطنة بها.
الجامعات المصرية تفتح أبوابها لاستقبال الدارسين الأفارقة
وأوضح الوزير أن الجامعات المصرية تفتح أبوابها لاستقبال الدارسين الأفارقة لاستكمال دراستهم بكليات القطاع الصحي، حيث بلغ عدد طلاب الأفارقة في المرحلة الجامعية 7037 طالبًا، في حين يتواجد 1930 طالبًا وافدًا من إفريقيا بمرحلة الدراسات العليا، و229 طالبًا إفريقيًا على منح دراسات عليا بالجامعات المصرية.
كما ثمن عاشور نجاح العديد من الجامعات المصرية في إبرام 60 مذكرة تفاهم في مجال الصحة مع الدول الإفريقية، حيث جاءت جامعة الإسكندرية كأكثر الجامعات المصرية في عدد مذكرات التفاهم مع الدول الإفريقية في مجال الرعاية الصحية بعدد 25 اتفاقية تعاون.
ولفت الوزير إلى أهمية المعمل المرجعي للمستشفيات الجامعية المصرية ودوره في خدمة إفريقيا باعتباره أول معمل مرجعي معتمد في المجال الطبي لخدمات إعادة وتأكيد نتائج الاختبارات المعملية في المجال الطبي، موضحًا أنه أول معمل لاختبار الكفاءة المعملية معتمد بشهادة الأيزو 17034 العالمية في مصر وإفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا دوره في بناء قدرات معامل تشخيص الأمراض المعدية والميكروبيولوجي للحصول على الاعتماد لضمان الاستعداد للجوائح، خاصة أنه يعد المعمل الوحيد المعتمد في المجال الطبي في قارة إفريقيا.
مبادرة التشخيص والعلاج الطبي عن بُعد
ونوه عاشور إلى مبادرة التشخيص والعلاج الطبي عن بُعد برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي ساهمت في إنقاذ آلاف الأشخاص، موضحًا أنها تهدف إلى توفير الاستشارات الصحية من خلال تطبيقات التشخيص الطبي عن بُعد (Telemedicine) بالتنسيق بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارتي الصحة والسكان والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وفى مجال التعاون البحثي مع إفريقيا، أشار الوزير إلى أن عدد الشراكات البحثية بين الباحثين المصريين بالجامعات المصرية والمراكز البحثية الإفريقية بلغ 2.8 ألف بحث مشترك، بينها 309 أبحاث مشتركة مع نيجيريا، و295 بحثًا مشتركًا مع جنوب إفريقيا.
خدمات المراكز والمعاهد البحثية المصرية للقارة الإفريقية
كما استعرض بعض الخدمات التي تقدمها المراكز والمعاهد والهيئات البحثية المصرية للقارة الإفريقية، وبينها الخدمات التي يقدمها القطاع الإكلينيكي بمعهد بحوث أمراض العيون لدعم القطاع الصحي في قارة إفريقيا، وشملت التعاون الدولي وتدريب الأطباء من الكوادر الإفريقية، واستضافة امتحانات زمالة كلية الأطباء والجراحين الملكية في جلاسكو لأول مرة في مصر، والقوافل الطبية، فضلًا عن توقيع بروتوكول تعاون بين المعهد ومؤسسة مرسال للأعمال الخيرية والتنموية.
وتطرق إلى الخدمات التي يقدمها معهد تيودوربلهارس لإفريقيا، وبينها خدمات طبية تشخيصية وعلاجية، وخدمات تدريبية واستشارية علمية للأفراد والهيئات العلمية وشركات للأدوية، ومراكز التميز، ومركز المعلومات والتوثيق ودعم اتخاذ القرار والمكتبة العلمية، ووحدة المعلومات المركزية، فضلًا عن الخدمات التي يقدمها المركز القومي للبحوث للقارة الإفريقية سواء العلمية أو المجتمعية، وغيرها من الخدمات.
تجهيز المنشآت الصحية ببعض الدول الإفريقية
وأبرز الوزير الدور المصري في تجهيز العديد من المنشآت الصحية ببعض الدول الإفريقية، من خلال عدة مؤسسات مصرية (الصحة، الخارجية، الجامعات، جمعيات أهلية)، لافتًا إلى أنه جار العمل على إنشاء المركز العالمي لتشخيص وأبحاث الأمراض المعدية والمُستجدة (مستوى الأمان الثالث)، وأبحاث إنتاج الطعوم، واللقاحات، والتجارب الإكلينيكية، وتفعيل برنامج اكتشاف الجراثيم الجديدة، وذلك بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأوضح الوزير أن مشروع إنشاء مركز أبحاث طبية ذات بعد إفريقي بالتعاون مع الوكالة الجامعية للفرنكوفونية، بمقر جامعة الجلالة الأهلية، يهدف إلى مكافحة الأمراض المعدية، والاستفادة من تجربة مصر في القضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي، الكشف المُبكر عن الأمراض المُزمنة غير المعدية مثل السكر والضغط، الكشف المُبكر عن الأورام المشاكل الصحية المرتبطة بالتغيرات البيئية وحركة السكان (الهجرات نتيجة للتغيرات البيئية)، مشيرًا لتنفيذ المشروعات البحثية المشتركة بين مصر والشركاء الأفارقة، وتسهيل التواصل والشراكة مع المراكز البحثية المتميزة الأعضاء في الوكالة أو المرتبطة بها من خلال جامعات أو معاهد بحثية طبية.
أدار مناقشات الجلسة، الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للصحة والوقاية، والدكتور عادل عدوي وزير الصحة والسكان الأسبق ورئيس الجمعية الطبية المصرية، وعدد من الخبراء الأجانب والأفارقة في مجال صناعة المستحضرات الطبية، في حضور الدكتور أيمن فريد مساعد الوزير للتخطيط الإستراتيجي والتدريب والتأهيل لسوق العمل.