إغلاق موائي البحر الأسود يكبد أوكرانيا ثلث صادراتها من الحبوب
أدى إغلاق موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، إلى تراجع صادراتها من المحاصيل بواقع الثلث الشهر الماضى، وذلك فى دلالة على نجاح الكرملين لعرقلة تصديرها للمواد الغذائية.
قالت الولايات المتحدة هذا الأسبوع إنها تعمل مع شركاء أوروبيين للحفاظ على تدفق صادرات الحبوب، معتمدين على أنهار مثل نهر الدانوب وغيرها من الطرق بعد أن أصبح الممر البحري غير آمن.
يمثل التراجع انتكاسة كبيرة لاقتصاد أوكرانيا والأمن الغذائي العالمي، حتى مع تخصيص الاتحاد الأوروبي مليار يورو لبناء طرق بديلة منذ بداية الغزو الروسي.
قالت إفغينيا سليبتسوفا، كبيرة الاقتصاديين في "أكسفورد إيكونوميكس" (Oxford Economics): "القضية الرئيسية هي الموانئ النهرية". لكن زيادة الأحجام عبر هذه الممرات قد تكون صعبة. بدأت روسيا الآن في قصف "إسماعيل وريني"؛ وهما ميناءان على امتداد نهر الدانوب تعرّضا لهجمات الأسبوع الماضي.
ما تزال أوكرانيا مصدرًا مهمًا للحبوب على مستوى العالم
لم تتمكن أوكرانيا سوى من تصدير 3.2 مليون طن من الحبوب والزيوت النباتية والمواد الغذائية في الأسابيع الأربعة حتى 15 أغسطس، انخفاضًا من 4.4 مليون طن في مايو، و4.8 مليون في يونيو عندما كان اتفاق البحر الأسود ما يزال ساريًا، وفق تقديرات "أوكر أغرو كونسالت" (UkrAgroConsult) للتحليلات. يتوقع حاليًا أن تتضخم مخزونات المحاصيل حتى العام المقبل، في ظل توقعات بوفرتها، وتعذّر وصولها للسوق إلى حد بعيد.
حتى في زمن الحرب؛ ما تزال أوكرانيا مصدرًا مهمًا للحبوب على مستوى العالم، فقد ساعد اتفاق البحر الأسود الذي انسحبت منه روسيا في 17 يوليو على تهدئة أسعارها العالمية، والحفاظ على وصولها إلى المستهلكين. تستفيد تجارة الحبوب الروسية من ضعف الصادرات الأوكرانية. فصادراتها من المحاصيل تنتعش، ويتوقع أن تشكل نحو ربع تجارة القمح العالمية في موسم 2023-2024.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن موانئ بلاده تعرضت بالفعل لسبع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ في غضون شهر من انهيار اتفاق الحبوب، مما يشير إلى مدى صعوبة العثور على حلول وبدائل موثوقة.
وصول بعض الشحنات إلى نهر الدانوب
ثمة عقبات لوجستية أيضًا؛ فوصول بعض الشحنات إلى نهر الدانوب يستغرق حاليًا أربعة أضعاف الوقت الذي كان عليه قبل شهر بسبب الاختناقات الملاحية، بحسب أليكس ليسيتسا، عضو مجلس إدارة نادي الأعمال الزراعية الأوكراني.
كما يؤدي التأخير وقلة أحجام الشحن إلى ارتفاع تكاليف النقل. وقالت أولينا فورونا، مديرة العمليات في "أغروتريد غروب" ( Agrotrade Group) الموردة للحبوب، إن شركتها أعادت توجيه التدفقات بالكامل إلى موانئ الدانوب والسكك الحديدية حتى قبل انهيار صفقة الحبوب، لكن تكاليف النقل ارتفعت بما يصل إلى 50%.
قالت ليسيتسا: "في كثير من المناطق، يرجح أن يفكر المزارعون في الحد من زراعة العروة الشتوية، لأن الأسعار التي تعرضها السوق لا تغطي التكاليف".