حزمة إجراءات عاجلة بـ 45 مليار دولار تنجح مؤقتًا في وقف نزيف الشيكل
استعاد الشيكل أنفاسه مع تصدي البنك المركزي للبائعين على المكشوف لاحتواء تداعيات السوق الناجمة عن الاشتباكات بين إسرائيل وحركة حماس.
وارتفعت العملة بنحو 1% في أول نصف ساعة من التداول، أمس، وطرأ عليها تغيير طفيف مقابل الدولار الأميركي في الساعة 2:01 ظهرًا بالتوقيت المحلي، وكان مؤشر الأسهم المرجعي بالبلد قد تدهور 6.5% يوم الأحد، لكنه ارتفع بما يقارب 1.4% قبل تقليص مكاسبه.
لوقف نزيف الشيكل.. المركزى الإسرائيلى يشير إلى احتمال رفع أسعار الفائدة
القرار الذي اتخذه بنك إسرائيل، ودعمه بحزمة إجراءات بقيمة 45 مليار دولار لتخفيف حدة التقلب، نجح في كبح المضاربين الذين يسعون إلى تحقيق أرباح من أي أزمة، بعدما خفضت موجة بيع كثيف قيمة الشيكل إلى أدنى مستوياتها في 7 سنوات. إذ يتعرض الاستقرار المالي للخطر في اقتصاد يستعد للصدمات، فيما تستمر الاشتباكات بين إسرائيل وحماس لليوم الرابع.
يخشى المتداولون مواجهة بنك مركزي جمع احتياطيات تقارب 199 مليار دولار، ووضع برنامجًا للتدخل يعتقد أنه "أضخم كثيرًا مما يحتمله المضاربون".
قال صُناع السياسة يوم الإثنين إنهم سيبيعون نحو 30 مليار دولار من الاحتياطيات لدعم العملة، ما يعادل حجم مشتريات البنك المركزي من العملات الأجنبية في 2021، عندما سعى إلى السيطرة على ارتفاع الشيكل.
حزمة إجراءات عاجلة بـ45 مليار دولار تنجح فى وقف نزيف الشيكل الإسرائيلى
كتب مرات توبراك، المحلل الاستراتيجي لدى "إتش إس بي سي هولدينغز" في مذكرة: "يجب ألا يكون لبيع هذه الكمية من الدولار الأميركي تأثير ملموس على مقاييس السيولة في إسرائيل. السلطات الإسرائيلية لديها خبرة واسعة في التدخل في سوق صرف العملات الأجنبية".
وطرأ تغير طفيف على تكلفة تأمين ديون الدولة ضد التخلف عن السداد، الثلاثاء، بعد يوم من ارتفاعها 34 نقطة أساس لتبلغ 94 نقطة، وهو أعلى مستوى لها منذ 2016، فيما انخفض الشيكل بنحو 2.8% يوم الإثنين قبل تقليص خسائره.
صرح البنك المركزي أيضًا بأنه سيوفر سيولة للسوق تبلغ 15 مليار دولار عبر اتفاقات المبادلة، إلى جانب احتمال رفع أسعار الفائدة وتوسيع نطاق برنامج التدخلات الحالي، كما يمكن لصناع السياسة، كخيار إضافي، اللجوء إلى شراء سندات، في خطوة استخدمها البنك المركزي قبلًا في دعم الأسواق خلال ذروة الجائحة.
قبل عمليات التوغل التي قامت بها حماس يوم السبت، عارض البنك دعم الشيكل، رغم تراجعه بسبب مخاوف المستثمرين المحيطة بالجهود المثيرة للجدل التي بذلتها الحكومة لإضعاف سلطة القضاء.
يعد الشيكل أحد أكبر الخاسرين هذا العام بين سلة مكونة من 31 عملة رئيسية تتتبعها بلومبرغ.
يوضح التاريخ أن البنك المركزي قد يسعى إلى منع انخفاض العملة عن نطاق 4.05 إلى 4.10 مقابل الدولار، وفقًا لشركة "كويكس بارتنرز" (Coex Partners). كان الشيكل قد تعافي بعد بلوغه هذين المستويين في 2012 و2015، ويبلغ سعره الحالي 3.95 مقابل الدولار.