قصة بناء تمثال أبي الهول.. علماء أمريكيون يكشفون عن تصوُّر جديد
كشف علماء في جامعة نيويورك عن تصوّر جديد لقصة بناء تمثال أبو الهول، مؤكدين أن القصة الحقيقية لتمثال أبو الهول الذي شكَّل أحد ألغاز الحضارة الفرعونية.
صحيفة «ديلي ميل»: رياح الصحراء شكلت تمثال أبو الهول قبل 4500 عام
وأوضح العلماء قصة بناء تمثال أبو الهول قبل 4500 عام بالجيزة، مختبرين نظرية تزعم أن رياح الصحراء هي التي شكلت ملامح تمثال أبو الهول العامة، وذلك حسبما أفاد موقع صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
واعتمدوا، في دراستهم الحديثة، على إنشاء منحوتات مصغرة تشبه الأسد من الطين باستخدام ديناميكية السوائل.
ووجدوا أنه من الممكن أن يكون الشكل الطبيعي للصخرة هو الذي ألهم المصريين إنشاء تمثال أبي الهول.
وقال المؤلف الرئيس للدراسة، البروفيسور ليف ريستروف: «تقدم النتائج التي توصلنا إليها قصة أصل محتملة لكيفية ظهور التكوينات الشبيهة بأبي الهول من التآكل».
وأضاف ريستروف: «لقد أظهرت تجاربنا المعملية أن الأشكال التي تشبه أبا الهول بشكل مدهش يمكن أن تأتي في الواقع من المواد التي تتآكل بسبب التدفقات السريعة».
واستخدم الفريق نظرية اقترحها العالم الجيولوجي المصري الدكتور فاروق الباز عام 1981، الذي اقترح أن شكل أبي الهول كان في البداية مسطحًا، مشيرًا إلى أنه تآكل تدريجيًا بفعل الرياح.
وافترض عالم «ناسا» السابق أن بناة الأهرام كانوا على علم بهذه العمليات الطبيعية، موضحًا أنهم بنوا هياكلها الحجرية المدببة لتدوم مثل التلال.
وقال الباز، في بيان عام 2011: «اليوم، توجد أهرام الجيزة في وئام تام مع بيئتها العاصفة».
وأضاف: «لو أن المصريين القدماء بنوا آثارهم على شكل مكعب أو مستطيل، لكانت قد محيت بسبب ويلات تآكل الرياح منذ فترة طويلة».
وافترض أيضًا أن «الياردانج»، وهي تشكيلات صخرية غير عادية موجودة في الصحاري ناتجة عن الغبار والرمل الذي تحمله الرياح نُحتت بصورة طبيعية بواسطة الرياح، ربما تكون قد ارتفعت على هضبة الجيزة.
وتابع: «ربما اختار المهندسون القدماء إعادة تشكيل رأسه على صورة ملكهم»، لافتًا إلى أنهم «أعطوه أيضًا جسمًا يشبه الأسد بشكل مقنع مستوحى من الأشكال التي واجهوها في الصحراء، وللقيام بذلك كان عليهم حفر خندق حول النتوء الطبيعي».
تمثال أبو الهول.. الدراسة الجديدة تتحقق باستخدام أكوام طين
لكنَّ الدراسة الجديدة تحققت من ذلك باستخدام أكوام من الطين الناعم مع مواد أكثر صلابة وأقل قابلية للتآكل ممزوجة بعضها ببعض، وصوَّرت التكوينات ما كانت عليه المناظر الطبيعية شرقي مصر.
وغسل الباحثون هذه التكوينات بتيار سريع من الماء؛ لتقليد الرياح التي نحتتها وأعادت تشكيلها، ووصلت في النهاية إلى مظهر يشبه أبا الهول.
وأصبحت المادة الأكثر صلابة أو مقاومة هي رأس الأسد، وظهرت العديد من السمات الأخرى، مثل الرقبة المقطوعة، والكفوف الموضوعة في الأمام على الأرض، والظهر المقوَّس.
وقال ريستروف: «توفر نتائجنا نظرية أصل بسيطة لكيفية ظهور التكوينات الشبيهة بأبي الهول من التآكل»، مؤكدًا أن «هناك، في الواقع، ياردانج موجودة اليوم تبدو وكأنها حيوانات جالسة أو مستلقية، ما يدعم استنتاجاتنا».
وأضاف: «قد يكون العمل مفيدًا أيضًا للجيولوجيين؛ لأنه يكشف عن العوامل التي تؤثر في التكوينات الصخرية، أي أنها ليست متجانسة أو موحَّدة في التكوين».
وتابع: «تأتي الأشكال غير المتوقعة من كيفية تحويل التدفقات حول الأجزاء الأكثر صلابة أو الأقل قابلية للتآكل».
يذكر أن معظم علماء المصريات يعتقدون أن تمثال أبي الهول يمثل شبه الملك خفرع، في حين يرى آخرون أن جدف رع، الأخ الأكبر لخفرع، هو من بنى تمثال أبي الهول تكريمًا لوالده خوفو.
وهذا من شأنه أن يضع وقت البناء في مكان ما بين 2550 قبل الميلاد و2450 قبل الميلاد.
ومع ذلك، فإن الأدلة المحدودة التي تربط بين أبي الهول وخفرع هي أدلة غامضة إلى حد ما.
وظل تمثال أبو الهول مخفيًا حتى عام 1817، عندما كشف فريق التنقيب بقيادة عالم الآثار الإيطالي جيوفاني باتيستا كافيجليا عن صدر الوحش، ولم يكن الصدر والأقدام والهضبة مرئية بالكامل حتى عام 1887.