كلاركسونز: أسعار شحن الحاويات من موانئ الصين قفزت 114% منذ منتصف ديسمبر
أعلنت شركة كلاركسونز البريطانية الرائدة في الاستشارات البحرية ووساطة السفن والخدمات اللوجستية أن أسعار شحن الحاويات عبر المسارات العالمية الرئيسية قفزت الأسبوع الماضي مع ارتفاع مؤشر شنغهاي القياسي للشحن بالحاويات بأكثر من 16 % على أساس أسبوعي ليصل إلى 2206 نقاط بينما زاد المؤشر الذي يقيس الأسعار الفورية للشحن بالحاويات من موانئ الصين بحوالي 114 % منذ منتصف ديسمبر وحتى الآن بسبب التهديدات المستمرة التي يوجهها الحوثيون علي سفن الشحن في البحر الأحمر.
أسعار شحن الحاويات بين آسيا وأوروبا والولايات المتحدة قفزت 173% لانخفاض الطاقة الاستيعابية
وأكدت شركة كلاركسونز البريطانية الرائدة في الاستشارات البحرية ووساطة السفن والخدمات اللوجستية أن أسعار شحن الحاويات على المدى القصير بين آسيا وأوروبا والولايات المتحدة قفزت بنسبة 173% بفعل انخفاض الطاقة الاستيعابية، نتيجة التهديدات المستمرة لسفن الشحن في البحر الأحمر ومن المتوقع أن تواصل أسعار شحن الحاويات الارتفاع وسط مخاوف من طول أمد الاضطرابات بالبحر الأحمر بعد الغارات الجوية الأمريكية والبريطانية على مواقع الحوثيين في اليمن.
وأوضحت شركة كلاركسونز البريطانية الرائدة في الاستشارات البحرية ووساطة السفن والخدمات اللوجستية أن أسعار شحن الحاويات في المسار من شنغهاي إلى أوروبا صعدت 8.1 % إلى 3103 دولارات لكل حاوية 20 قدما اليوم مقارنة بأسبوع مضى، بينما قفز سعر شحن الحاويات إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة 43.2 % إلى 3974 دولارا لكل حاوية 40 قدما على أساس أسبوعي في حين أن موقع فريتوس دوت كوم لأسواق الشحن البحري أشار إلى أن السعر الفوري لشحن البضائع في حاوية طولها 40 قدمًا من آسيا إلى شمال أوروبا يتجاوز الآن 4 آلاف دولار سط مخاوف من طول أمد الاضطرابات بالبحر الأحمر.
أسعار شحن الحاويات عبر المسارات العالمية الرئيسية ستواصل الارتفاع الفترة المقبلة
وذكرت قناة CNBC أن شركة كلاركسونز البريطانية الرائدة في الاستشارات البحرية ووساطة السفن والخدمات اللوجستية ترى أن أسعار شحن الحاويات عبر المسارات العالمية الرئيسية ستواصل الارتفاع الفترة المقبلة إذ أثارت الضربات الجوية الأميركية والبريطانية على اليمن مخاوف من إطالة مدة الاضطرابات على صعيد التجارة العالمية بالبحر الأحمر، وهو واحد من أكثر المسارات البحرية ازدحاما في العالم.
وتتجنب أغلب سفن الحاويات المرور في قناة السويس القريبة، وهي طريق مختصر من آسيا إلى أوروبا يمر خلاله ما يقرب من ثلث شحنات سفن الحاويات ولكن أدى التصعيد الأخير إلى إثارة المخاوف من أن تتجنبه أيضا ناقلات النفط وناقلات البضائع السائبة، التي تنقل سلعا حيوية مثل الحبوب، وهو ما يهدد بجولة جديدة من التضخم العالمي بحسب شركة كلاركسونز البريطانية الرائدة في الاستشارات البحرية ووساطة السفن والخدمات اللوجستية.
صعوبة حل الأزمة مع تفاقم الصراع في اليمن وفي غزة
ويتفق مع تقرير شركة كلاركسونز البريطانية الرائدة في الاستشارات البحرية ووساطة السفن والخدمات اللوجستية بيتر ساند كبير المحللين لدى منصة زينيتا للشحن اليوم الذى قال إنه كلما طالت مدة الأزمة، زادت الاضطرابات التي ستحدثها في شحن البضائع بحرا في أنحاء العالم وستستمر التكاليف في الارتفاع وأنه أمام السفن والناقلات البحرية أشهر لا أسابيع أو أيام قبل أن تصل هذه الأزمة إلى حل من أي نوع مع تفاقم الصراع في اليمن وفي غزة.
وزادت تكلفة شحن السلع من آسيا إلى البحر المتوسط إلى 5175 دولارًا كما طلبت بعض الجهات أسعار أعلى من 6 آلاف دولار عن الفترات التي تبدأ من منتصف يناير الجاري وارتفعت أيضا الأسعار من آسيا إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة 55% إلى 3900 دولار للحاوية التي يبلغ طولها 40 قدمًا وفقًا لبيانات شركة كلاركسونز البريطانية الرائدة في الاستشارات البحرية ووساطة السفن والخدمات اللوجستية.
تكلفة الخدمات من آسيا إلى شمال أوروبا ضعف مستوياتها في يناير من عام ما قبل الوباء
وقال رئيس الأبحاث في موقع فريتوس دوت كوم لأسواق الشحن البحري إن تكلفة الخدمات من آسيا إلى شمال أوروبا والبحر المتوسط هي أكثر من ضعف مستوياتها في يناير من عام ما قبل الوباء ولكنها لا تزال أقل من ذروتها خلال جائحة كورونا في حين أن مقياس آخر منفصل للأسعار وهو مقياس دروري العالمي للحاوية أكد تضاعف تكلفة الشحن من الصين إلى أوروبا منذ 21 ديسمبر الماضي بينما زادت أسعار الشحن من شنغهاي إلى لوس أنجلوس بنسبة 30% تقريبا.
وأدت التوترات التي شهدها البحر الأحمر بفعل هجمات الحوثيين على السفن ذات الصلة بإسرائيل إلى اتجاه العديد من شركات الشحن إلى تعليق الإبحار في البحر الأحمر واختيار طريق رأس الرجال الصالح بدلًا من ذلك بينما أعلنت عدد من الشركات رسومًا إضافية على البضائع التي تنقلها من وإلى الشرق الأوسط في ظل زيادة حدة المخاطر.
إعادة فتح الطريق التجاري للبحر الأحمر مسألة قد تستغرق أشهر
يعتقد كليرك فينسنت رئيس شركة ميرسك العالمية من أن إعادة فتح الطريق التجاري للبحر الأحمر مسألة قد تستغرق أشهر، بعد أن أعلنت الشركة وقف جميع عمليات العبور في البحر الأحمر وخليج عدن حتى إشعار آخر، في ظل هجوم الحوثيين على سفنها بما يخاطر بأزمات اقتصادية وتضخمية قد تؤثر على الاقتصاد العالمي والأفراد والشركات وخصوصا أن صندوق النقد الدولي أكد أن البحر الأحمر ممر ملاحي ذو أهمية نظامية ويتعامل مع أكثر من 19 ألف سفينة تعبر كل سنة وأن هناك تراجعًا واضحًا في حركة المرور منذ 16 ديسمبر الماضي وحتى الآن وربما لفترة طويلة قادمة.
ووصف فينسنت إغلاق البحر الأحمر أمام معظم حاويات الشحن بعد سلسلة من الهجمات من الحوثيين وفي مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية بأنها مسألة وحشية ودرامية ولا يوجد فائزين من هذا الوضع الذي أجبر السفن على أخذ طرق أطول وأكثر تكلفة حول جنوب إفريقيا وأنه من غير الواضح بالنسبة لشركات الشحنة ما إذا كانت استعادة ممر آمن في البحر الأحمر في غضون أيام، أو أسابيع، أو أشهر ومن المحتمل أن تتسبب الأزمة في عواقب كبيرة بالنسبة للتجارة العالمية والنمو العالمي.
بذل المزيد من الجهد للسماح بإعادة فتح البحر الأحمر
وطالب فينسنت المجتمع الدولي بقيادة واشنطن ببذل المزيد من الجهد للسماح بإعادة فتح البحر الأحمر أمام السفن لأن تحويل مسار سفن الحاويات إلى طريق رأس الرجال الصالح يضيف 13 ألف كيلومتر في الرحلة ذهابًا وإيابًا عبر طريق رأس الرجاء الصالح، بجانب تكلفة تقدر بمئات الدولارات لكل حاوية وأبحرت بالفعل 121 سفينة حاويات طرق أطول لتجنب قناة السويس والبحر الأحمر، حيث تعرض عدد من السفن مؤخرًا لهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ من الهجمات التي يشنها الحوثيون منذ بدء الحرب في غزة.
وحذر خبراء من أن الهجمات التي يشنها الحوثيون على بعض السفن التي تعبر البحر الأحمر قد تقلص سعة الشحن العالمية بحوالي 20% بعد أن تراجعت التجارة العالمية 1.3% في ديسمبر الماضي على أساس شهري، إذ يتم نقل نحو 200 ألف حاوية عبر البحر الأحمر يوميًا في الوقت الحالي، مقارنة أكثر من 500 ألف حاوية في نوفمبر الماضي بينما تشكل سفن الحاويات 30% من شحنات البضائع، وتنقل تلك السفن ما قيمته تريليون دولار من البضائع كل عام، وسط تقديرات بأن 10% من تلك المعدلات تمر بقناة السويس.
إبحار 121 سفينة حاويات عن طرق رأس الرجاء الصالح
وبمقارنة بيانات الشهر الجاري بنوفمبر يتضح التغير في تحركات السفن في أعقاب الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن وبحسب بيانات شركة الخدمات اللوجيستية، سلكت 121 سفينة حاويات طرقًا ملتفة حتى يوم الأربعاء الماضي مما أثر على 1.6 مليون حاوية حيث تضيف الرحلات بين أوروبا وآسيا عبر طريق رأس الرجال الصالح بدلًا من الإبحار عبر قناة السويس مدة تتراوح ما بين 3 إلى 4 أسابيع إلى مدة الرحلة.
وأدت تحويلات الرحلات بسبب الهجمات الحوثية إلى استغراق الرحلات بين مراكز الإنتاج في آسيا والمستهلكين في أوروبا مدة أطول بنحو 20 يومًا وتهبط أرقام التجارة بالنسبة لألمانيا والاتحاد الأوروبي إذ أن البضائع المنقولة لا تزال في البحر ولم يتم تفريغها في الموانئ كما هو مخطط لها لتتراجع الصادرات من أوروبا والواردات إليها بنحو 2% و3.1% على الترتيب بينما حذرت شرك تجارة عالمية من أن أسعار الشحن عبر المحيط الهادئ قد ترتفع إلى مستويات لم نشهدها منذ أوائل عام 2022، مع تعليق طريق قناة السويس.
