سعاد حسني ومحمد عبد الوهاب.. الذكاء الاصطناعي يعيد النجوم الراحلين إلى الشاشة
شهدت إعلانات شهر رمضان لعام 2025 قفزة تقنية بارزة، حيث لجأ أحد البنوك المصرية إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإعادة إحياء اثنين من رموز الفن المصري، هما الفنانة الراحلة سعاد حسني والموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب.
جاء هذا الإعلان بمثابة تجربة فريدة جمعت بين الماضي والحاضر، حيث شارك فيه النجمان محمد حماقي وويجز، في مزيج فني استثنائي أعاد للجمهور ذكريات الزمن الجميل بروح معاصرة.
تقنيات الذكاء الاصطناعي تحاكي الأداء والملامح بدقة
اعتمد الإعلان على الذكاء الاصطناعي في تحليل وإعادة تجسيد ملامح وأداء سعاد حسني ومحمد عبدالوهاب، حيث ظهرا في مشاهد تحاكي تفاصيل مظهرهما وأسلوبهما الفني بدقة مذهلة، ما جعل ظهورهما يبدو وكأنه عودة حقيقية إلى الشاشة بعد سنوات طويلة. وقد تحقق ذلك من خلال تحليل أرشيف موسيقي وبصري واسع، وإعادة إنتاجه بتقنيات متطورة جعلت الشخصيات تبدو أقرب ما يكون إلى الواقع.
يمثل هذا الإعلان علامة فارقة في مجال الدعاية، حيث أتاح استخدام الذكاء الاصطناعي تقنيات متقدمة لتحليل وتحريك صور الشخصيات الفنية الراحلة، ما ساهم في إعادة إحياء التراث الفني بطريقة تحافظ على أصالة الأعمال القديمة مع مواكبة التطورات التكنولوجية.
كما أظهر مدى قدرة الذكاء الاصطناعي على دمج الأجيال من خلال تقديم مشاهد تفاعلية تربط الماضي بالحاضر، وهو ما يفتح المجال أمام تطبيقات أوسع في مجالات السينما والإعلانات مستقبلاً.
رافق الإعلان أغنية بعنوان “جواك عالم”، التي كتب كلماتها أحمد حسن راؤول، ولحنها مدين، وقام بتوزيعها حسن الشافعي.
وقدمت الأغنية بأسلوب يمزج بين الطابع الكلاسيكي لزمن الفن الجميل والإيقاع العصري، ما جعلها تحقق صدى واسعًا لدى الجمهور، وترسخ فكرة الجمع بين التراث والتقنيات الحديثة.
الذكاء الاصطناعي وإحياء التراث الفني
فتح هذا الإعلان الباب أمام استخدام أوسع للذكاء الاصطناعي في إعادة تقديم الشخصيات الفنية الراحلة للأجيال الجديدة بأساليب حديثة، ما يسهم في الحفاظ على القيمة الفنية لهذه الأسماء الكبيرة، ويجعلها جزءًا من المشهد الإبداعي المعاصر.
ورغم الجدل الذي قد يثار حول مدى قبول هذه التقنية في إعادة إحياء أعمال الفنانين الراحلين، فإنها توفر فرصة للحفاظ على التراث الفني وتقديمه برؤية معاصرة، ما قد يمهد الطريق لمزيد من التطورات في هذا المجال خلال السنوات المقبلة.
