عباس: نرفض تهجير الفلسطينيين ونشيد بالدعم العربي والدولي لإعمار غزة
خلال كلمته في القمة العربية الطارئة لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية، شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الرفض القاطع لمحاولات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، معربًا عن تقديره للدول العربية والأوروبية التي رفضت هذه الدعوات غير الإنسانية وغير المسؤولة.
كما أكد رفض ممارسات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس التي تهدف إلى تكريس الاستيطان وتقويض حل الدولتين.
وأشار عباس إلى أن المشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية، مثمنًا دور مصر في دعم الفلسطينيين، ومؤكدًا أهمية الخطة المشتركة بين مصر وفلسطين والدول العربية لإعادة إعمار غزة بوجود الفلسطينيين على أرضهم.
الإشادة بدور مصر وقطر في وقف إطلاق النار واستعداد فلسطيني للانتخابات
كما أشاد عباس بالدور البارز الذي لعبته كل من مصر وقطر في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدًا استعداد القيادة الفلسطينية لإجراء انتخابات عامة حال تهيئة الظروف المناسبة في كل من غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، مشيرًا إلى أن إسرائيل عرقلت إجراء الانتخابات السابقة في القدس.
القمة العربية تناقش تحديات خطيرة تهدد القضية الفلسطينية
وأوضح الرئيس الفلسطيني أن القمة العربية تنعقد في ظل تحديات خطيرة تواجه القضية الفلسطينية، أبرزها محاولات تهجير الشعب الفلسطيني، مجددًا التأكيد على رفض ذلك، ورفض السياسات الإسرائيلية القائمة على فرض الأمر الواقع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وطرح عباس رؤية فلسطينية لمواجهة هذه التحديات، تقوم على عدة محاور، أولها تولي الدولة الفلسطينية مهامها في قطاع غزة عبر مؤسساتها الحكومية، وتفعيل الأجهزة الأمنية تحت إشراف السلطة الفلسطينية بعد إعادة هيكلتها وتدريب كوادرها في مصر والأردن.
ثانيًا، اعتماد الخطة المصرية الفلسطينية العربية لإعادة إعمار غزة، وحشد الدعم الدولي لإنجاح مؤتمر إعادة الإعمار المزمع عقده في مصر الشهر المقبل، مع ضرورة استمرار دعم وكالة الأونروا.
كما تضمنت الرؤية تعزيز الإصلاحات الحكومية الفلسطينية في المجالات المؤسسية والقانونية والخدمية، بالتعاون مع البنك الدولي والمؤسسات الدولية، لضمان الشفافية والمساءلة.
أكد عباس أهمية تكليف لجنة وزارية عربية إسلامية بالتواصل مع الأطراف الدولية، بما فيها الولايات المتحدة، للترويج للخطة العربية الخاصة بغزة، والتأكيد على تولي السلطة الفلسطينية مهامها هناك، والعمل على انسحاب إسرائيل الكامل، إضافة إلى اقتراح تهدئة طويلة الأمد في الضفة وغزة، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية، ودعم الجهود الدولية لعقد مؤتمر السلام في يونيو المقبل، استنادًا إلى الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
كما شدد على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والتأكيد على مبدأ النظام الواحد والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد في الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذا المبدأ كان محور النقاش مع حركة حماس.
الأردن يرفض تهجير الفلسطينيين ويدعو لتصور واضح لإدارة غزة
من جانبه، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني دعم الأردن لخطة إعادة إعمار غزة، ورفضه الكامل لمحاولات تهجير الفلسطينيين أو ضم الأراضي الفلسطينية، مشيدًا بصمود الشعب الفلسطيني، ومؤكدًا أن تحقيق السلام لا يمكن أن يتم من خلال التصعيد العسكري أو إنكار حقوق الشعب الفلسطيني.
كما شدد على أهمية الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة، ورفض قرار إسرائيل بمنع دخول المساعدات الإنسانية، داعيًا إلى وضع تصور واضح لإدارة غزة وربطها بالضفة الغربية.
وفي كلمته، أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، أي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، معتبرًا ذلك شكلًا من أشكال التطهير العرقي وجريمة حرب، كما شدد على ضرورة تمكين وكالة الأونروا من الاستمرار في عملها، داعيًا إلى تقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني، والعمل على تحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي، ووضع حد لمعاناة الفلسطينيين، وتسريع عملية إعادة الإعمار.
أما الرئيس اللبناني جوزيف عون، فقد أكد أن القضية الفلسطينية ليست فقط قضية وطنية فلسطينية، بل هي قضية قومية وإنسانية، مشيرًا إلى أهمية توظيف كافة الأدوات المتاحة لحشد الدعم الدولي لصالح الحق الفلسطيني، وإبراز البعد الأخلاقي للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية.
من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن سكان غزة يعانون أوضاعًا كارثية بسبب الحرب الإسرائيلية، داعيًا إلى منع تصاعد الأعمال العدائية، وضمان أن تبقى غزة جزءًا من الدولة الفلسطينية المستقبلية، تحت إدارة السلطة الفلسطينية. كما شدد على ضرورة احترام القانون الدولي وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين دون عوائق.
