الثلاثاء، 25 مارس 2025 04:21 م
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
سيارات و نقل

السيارات الذاتية القيادة تحت المجهر مجددًا بعد حادثة مثيرة للجدل

الأحد، 23 مارس 2025 05:40 م
السيارات الذاتية القيادة تحت المجهر مجددًا بعد حادثة مثيرة للجدل
السيارات الذاتية القيادة تحت المجهر مجددًا بعد حادثة مثيرة للجدل

لا تزال السيارات ذاتية القيادة تثير الجدل حول مدى جاهزيتها للاستخدام اليومي، رغم التقدم التكنولوجي الكبير في هذا المجال. أحدث مثال على ذلك ما تعرض له مايك جونز خلال رحلته من لوس أنجلوس إلى سكوتسديل بولاية أريزونا، حيث استقل سيارة أجرة ذاتية القيادة تابعة لشركة Waymo، لكنه فوجئ بأن السيارة تدور في حلقة داخل موقف للسيارات دون أن يتمكن من السيطرة عليها. الحادثة التي بدت وكأنها “عطل محرج” جعلت جونز موضع أنظار المارة وأثارت ضجة واسعة على الإنترنت.

و وثّق جونز تجربته ونشرها عبر الإنترنت، لتنتشر بشكل فيروسي وتعيد الجدل حول مدى موثوقية هذه التكنولوجيا. رغم أن شركة Waymo، التابعة لشركة Alphabet (الشركة الأم لجوجل)، أكدت أنها أصدرت تحديثًا فوريًا لإصلاح المشكلة، إلا أن هذا الحادث لم يكن الأول من نوعه. ففي عام 2023، اضطرت الشركة إلى استدعاء أكثر من 600 سيارة بعد اصطدام إحدى مركباتها بعامود في الشارع. كما تخضع الشركة حاليًا لتحقيقات من قبل الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA) بشأن 22 حادثًا مرتبطًا بمركباتها.

انسحابات كبرى من سباق القيادة الذاتية

بينما تواصل Waymo ريادتها في السوق، فضّلت بعض الشركات الكبرى الانسحاب من هذا السباق. ففي ديسمبر 2023، أغلقت شركة جنرال موتورز قسمها المختص بالسيارات ذاتية القيادة Cruise بعد حادث خطير أدى إلى إصابة مشاة. كما قررت أبل التخلي عن مشروعها في هذا المجال، فيما أوقفت أوبر استثماراتها في السيارات ذاتية القيادة منذ عام 2020.

و رغم انسحاب بعض الأسماء الكبرى، لا تزال شركات أخرى تراهن على مستقبل السيارات ذاتية القيادة. من بينها شركة Zoox المملوكة لأمازون، وشركة Nvidia المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى Tesla التي يواصل رئيسها إيلون ماسك تطوير تقنيات القيادة الذاتية المتقدمة.

عوامل نجاح Waymo رغم العقبات

يرى الخبراء أن نجاح Waymo في الاستمرار رغم التحديات يعود إلى ثلاثة عوامل رئيسية، وفقًا لما صرح به المحاضر في جامعة ستانفورد، سفين بيكر:
    1.    الكفاءات البشرية: تمتلك الشركة فريقًا من أفضل المهندسين في العالم في مجال الذكاء الاصطناعي والقيادة الذاتية.
    2.    الدعم المالي القوي: تحصل الشركة على تمويل ضخم من Alphabet، ما يسمح لها بمواصلة البحث والتطوير.
    3.    الالتزام باللوائح التنظيمية: تعمل الشركة بشكل وثيق مع الجهات التنظيمية لضمان توافق تقنياتها مع معايير السلامة.

المناخ يحدد مستقبل السيارات الذاتية القيادة

وفقًا للخبراء، فإن سرعة انتشار السيارات ذاتية القيادة تعتمد إلى حد كبير على الظروف الجوية. فمن المتوقع أن تشهد المناطق ذات المناخ المعتدل، مثل تكساس وفلوريدا، توسعًا أسرع لهذه التكنولوجيا، نظرًا لأن البطاريات تعمل بكفاءة أعلى في الأجواء الدافئة، كما تقل المخاطر المرتبطة بالثلوج والأمطار الغزيرة.

الصين تتقدم في السباق

بينما تواجه الشركات الأمريكية تحديات تقنية وتنظيمية، تحقق الصين تقدمًا ملحوظًا في هذا القطاع. ففي مدينة ووهان وحدها، تدير شركة Baidu أسطولًا يضم 500 مركبة ذاتية القيادة، فيما تُستخدم هذه التكنولوجيا في 16 مدينة صينية، ويتم اختبارها من قبل 19 مصنعًا.


بالعودة إلى مايك جونز، فقد وصف تجربته مع Waymo بأنها “جزء من تجربة مدفوعة الثمن”، مشيرًا إلى أن الشركات تطور أنظمتها بناءً على المشكلات التي تواجهها في كل مدينة على حدة. ورغم أن المستقبل يبدو واعدًا، إلا أن الطريق نحو انتشار السيارات ذاتية القيادة لا يزال مليئًا بالتحديات التقنية والتنظيمية، حيث يمكن لأي حادث كبير أن يعرقل تطور هذه الصناعة ويدفع الجهات الرقابية إلى تعليق أو حتى إيقاف تشغيل هذه المركبات لحماية السلامة العامة.