الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024 09:56 ص
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
مقالات

فن إدارة الأزمة

الإثنين، 06 أبريل 2020 08:31 م
فن إدارة الأزمة
فن إدارة الأزمة

لقد استوحيتُ عنوان مقالي هذا من كتاب فن الحرب، الذى أرى أنه من أهم الكتب فى تاريخ البشرية، ولا يمكن أن تخلو مكتبة أى سياسى أو مدير شركة منه.

ويتساءل الكثير من مديرى الشركات حاليًا: ماذا نفعل فى هذه الأزمة؟ حائريون بين كثير من الإجراءات التى اتخذت والآراء التى طرحت.. كيف يمكن التوفيق بين إجراءات الحظر والعزل من ناحية، والمطالبة بعودة دوران عجلة الإنتاج من ناحية أخرى؟ سأحاول من خلال هذا المقال أن أبسّط الإجراءات المطلوبة للعبور بالشركات من هذه الأزمة الراهنة.

أولاً: لا تجعل ما يحدث فى العالم من حولك مع قسوته يفقدك تركيزك التام فى إدارة شركتك فى هذا الوقت الحرج، ولا تنس أن فى وقت الأزمات تصبح كفاءة المديرين وأصحاب الأعمال العامل الأهم فى المعادلة، وتذكّر أنك أنت الذى ستصنع الفارق مع شركتك، وتذكر أيضًا أن مصير الشركة ومن يعملون بها متعلق بشكل مباشر بطريقة إدارتك للأزمة.

ثانيًا: فكّر بشكل إيجابى، لأن فرص النمو فى الأوقات الصعبة دائما موجودة ومتاحة فقط للشركات التى لديها خطة طموح، ولديها مدير يستطيع صنع الفارق، ومرحلة الركود بالنسبة له ما هى إلا مرحلة ترحيل للأرباح. ثالثًا: الالتزام الكامل بكل الإجراءات الحكومية لمكافحة الوباء، لأن العمالة هى أهم أصول الشركات، والحفاظ عليها سيمكنك من تفعيل خططك أثناء الأزمة وبعدها.

رابعًا: ادرس جيدًا كل مصادر قوة الشركة، خاصة الثروة البشرية والأصول والشركاء.

خامسًا: عمل ما يسمى "اختبار ضغط" وهو عبارة عن تصور وتسجيل عدة سيناريوهات مختلفة متوقعة للمرحلة المقبلة، يختلف فى كل منها التوقيت والتأثير على النتائج. وهنا يجب وضع خطة عمل واضحة، مع تحديد موعد للبدء لكل سيناريو مفترض، وجميعها يجب أن تتفق مع الإمكانيات المتاحة للشركة. وينبغي ان نضع فى الاعتبار أن هذا الوباء (كورونا) سيغير الكثير من سلوكيات العملاء بعد انتهاء الأزمة.

سادسا: يجب وضع خطة قصيرة الأمد لعودة العمل بشكل نسبى، وهذه الخطة تختلف من شركة لأخرى. فبالنسبة للشركات الكبرى، يمكن صنع بيئة آمنة للعمل عن طريق إخلاء مواقع العمل ثم تعقيمها وتطهيرها والكشف على العاملين قبل السماح لهم بالعودة لتلك المواقع، مع عزلهم داخل هذه الأماكن لمدة لا تقل عن شهر وتطبيق إجراءات صارمة على دخول وخروج الأشخاص والتوريدات. أما عن الشركات الصغيرة، فأرى وجوب عودة العمل بشكل نسبى مع اتباع جميع الإجراءات التى يمكن تعميمها فى أماكن العمل كافة، مثل تقليل تواجد العاملين فى المكان نفسه والتباعد بمسافات محددة بين الأشخاص، وما إلى ذلك.

سابعا: إدارة التدفقات النقدية بشكل احترافى، وتقليل مصاريف التشغيل. وقد يلى ذلك أيضا عمل خطة مدروسة بشكل دقيق لتخفيض الرواتب بنسب مختلفة طبقا للدرجة الوظيفية والراتب الحالى، وقد يغضب البعض من ذلك، ولكن لا بد من اتخاذ إجراءات حازمة للحفاظ على كيان الشركات، وأنصح متخذى القرار بعد تأجيل القرار للغد.

أوصى أيضًا صانعى القرار من مديرى الشركات بعدم إغفال أهمية التحدث للعاملين ونقل خطة إدارة الأزمة لهم بشفافية كاملة وإعلامهم بمخطط الشركة كاملاً، والذى يجب أن يشتمل على تأكيد أن احتجاز هذه النسب من رواتب العاملين هو وضع مؤقت سينتهى مع انتهاء الأزمة، وأن الشركات يجب أن تنظر فى دراسة إمكانية إعادة هذه المبالغ المخصومة للعاملين ولو بشكل تدريجى بعد انتهاء الأزمة.

أخيرًا، تذكر أن هناك العديد من الفرص تنتظرك، وأؤكد مرة أخرى ان ما يحدث حاليًا للشركات ما هو إلا ترحيل للأرباح، وأن مصير من يعملون معك مرتبط بسلامة قراراتك كصانع قرار، فلا تخذلهم.

عضو مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري