محمد المكاوي الرئيس التنفيذي للشركة: سيتي إيدج تطبق آلية عمل متوازنة بين التطوير والتسويق وإدارة الأصول

استطاعت شركة «سيتي إيدج» للتطوير العقاري أن تخلق حالة من التنافسية في القطاع خلال فترة عملها في السوق -التي لم تتجاوز عامين- باتباع أحدث الآليات في الترويج والتشغيل والإدارة، وأيضًا التطوير العقاري، بما قدم إضافة إلى السوق في مختلف المجالات. وشركة «سيتي إيدج» أحد النماذج الناجحة للشركات الوطنية التي يشارك في رأسمالها كيانات حكومية رائدة، وهي هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وبنك التعمير والإسكان والشركة القابضة للتنمية والاستثمار، وتمكنت من تحقيق المعادلة الصعبة بالجمع بين مهام التسويق لكبرى المشروعات التي تنفذها الدولة حاليًّا، وكذلك التطوير العقاري عبر تنفيذ مشروعين رائدين بمدينة الشيخ زايد.

وحاورت «أصول مصر» الدكتور محمد المكاوي -الرئيس التنفيذي لشركة «سيتي إيدج»- حول ما حققته الشركة خلال العامين الماضيين والمستهدَف في العام الجاري والخطط التوسعية لها، وكذلك توقعاته للقطاع العقاري في المرحلة المقبلة. وإلى الحوار :

قال محمد المكاوي إن شركة «سيتي إيدج» تمكنت من العمل بتوازن ونجاح في ثلاثة اتجاهات مختلفة، وهي الترويج والتسويق لمشروعات هيئة المجتمعات العمرانية الكبرى التي يتم تنفيذها بمدن الجيل الرابع، مثل مشروعات مدينة العلمين الجديدة ومشروع المقصد بالعاصمة الإدارية الجديدة ومشروعات المنصورة الجديدة، كما تتولى مهام التشغيل والإدارة أيضًا لتلك المشروعات، بالإضافة إلى مشروعات حكومية أخرى مثل عين الصيرة وسور مجرى العيون، ويأتي الدور الثالث الذي يتم العمل فيه بالتوازي مع الدورين الآخرين وهو التطوير العقاري عبر تنمية محفظة الأراضي المملوكة للشركة والسعي نحو الحصول على أراضٍ جديدة لتوسعة حجم الاستثمارات في المرحلة المقبلة.

وأشار إلى أن مجلس إدارة الشركة يستكمل مسيرة النجاح التي حققها المجلس السابق ويسعى لتوسعة حجم الأعمال المسندة إليه في قطاعي التشغيل والتسويق مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة في المدن التي يتم العمل بها، كما ستكون هناك مشروعات بمدن أخرى ستنفذها الهيئة مثل أسوان الجديدة.

وأوضح المكاوي أن التشغيل إحدى المهام التي أُسندت إلى الشركة من هيئة المجتمعات العمرانية، حيث من المتوقع الانتهاء قريبًا من بروتوكول تعاون مع الهيئة تصبح بمقتضاه شركة «سيتي إيدج» ممثلها في التعاقد مع المشغل العالمي لفندقين في منطقة المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكذلك في المناطق التجارية، وهناك اتفاق تفاوض مع العديد من العلامات الفندقية الكبرى، منها «أكور»، كما يتم إجراء مفاوضات شبيهة في العلمين الجديدة.

ولفت إلى أن الشركة تتولى أيضًا مهمة الترويج والتشغيل والتفاوض مع مستثمرين في مشروعات تطوير القاهرة الكبرى، مثل ماسبيرو وسور مجرى العيون وعين الصيرة، وتشمل تلك المشروعات استثمارات تجارية وسياحية وترفيهية وثقافية، وأيضًا سكنية، ففي عين الصيرة سيتم تنفيذ مجموعة من المطاعم والأكشاك والكافيهات التي تتناسب مع جميع فئات المجتمع ومشروعات ترفيهية وثقافية، منها مسرح مفتوح، كما سيتم اختيار أنشطة تتناسب مع مشروع متحف الحضارة، وتوفير ملاعب أطفال ومتنزه للمواطنين، وسيتم تنفيذ أنشطة استثمارية وفندقية تتلاءم مع طبيعة منطقة مجرى العيون التي تميل إلى الجانب الثقافي والتراثي ووجود أنشطة حرف يدوية.

وعن مدينة العلمين الجديدة قال المكاوي: «ذهبت منذ 5 أشهر للمرة الأولى فور بدء عملي بشركة سيتي إيدج ولم أكن أتخيل حجم الإنجاز والتقنيات المستخدمة في المدينة التي تعتبر فخرًا للدولة المصرية، وهناك اهتمام كبير بأن تصبح العلمين الجديدة نموذجًا عالميًّا وفريدًا عن باقي المدن بالنظر إلى المقومات التي تمتلكها من حيث الموقع الرائع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وكذلك تنفيذ مشروعات كبرى بها للمرة الأولى مثل الأبراج، وأيضًا سير الدولة في تنفيذ مخططها بأن تصبح مدينة تعمل طوال أيام السنة وليس في أشهر الصيف فقط، وهو ما ظهر في حجم الخدمات الهائل الجاري تنفيذه وما تم افتتاحه مثل الجامعات، حيث تم تشغيل الأكاديمية البحرية، وسيتم تشغيل جامعة أخرى خلال الموسم الدراسي المقبل».

وأشار إلى أنه يتم تنفيذ خدمات أخرى تضمن تشغيل المدينة طوال العام، مثل الجزء الطبي، فهناك تفاوض مع أكثر من مستشفى كبير ومتخصص للإدارة والتشغيل.

وأوضح أن الجانب الفندقي سيتم الاهتمام به بصورة تتلاءم مع تفرد المدينة، كما أنه من المستهدف مستقبلًا الاهتمام بسياحة المعارض، خاصة أن المدينة تتسم بموقع فريد وتحوي جميع الأنشطة والخدمات وتعد نموذجًا مثاليًّا ومتكاملًا.

ولفت إلى أن سعر المتر السكني في الأبراج في العلمين الجديدة متوسطه 50 ألف جنيه، بزيادة نحو 50% عن السعر الأول للطرح، وهو ما يعكس تميز المنتج وجاهزيته التي تتيح للعميل الانتفاع بالوحدة والاستثمار فيها في أقصر وقت.

وشدد على أن أهم ما يميز الدولة في مشروعاتها التي تقوم بتنفيذها هو المعدلات السريعة في البناء والتنمية دون توقف، بما يضمن للعميل الحصول على منتج جاهز في أقل وقت زمني.

العاصمة الإدارية

وكشف الرئيس التنفيذي لشركة «سيتي إيدج» عن عزم الشركة طرح مرحلة جديدة خلال الأسابيع المقبلة من «المقصد ريزيدنسز» بالعاصمة الإدارية الجديدة، وهو ضمن المشروع الذي تسوِّقه الشركة لصالح هيئة المجتمعات، ويضم «ريزيدنسز» وحدات سكنية وخدمية تتجاوز 6000 وحدة تُسلَّم خلال عام.

وأضاف أن المشروع يضم مساحات متنوعة تبدأ من 111 مترًا مربعًا وحتى 187 مترًا مربعًا كاملة التشطيب، ويقع على مساحة 214 فدانًا مقسمة إلى منطقتين، حيث راعى التصميم الهندسي تنوع الوحدات السكنية لتناسب مختلف الأذواق وتجمع بين التصميمات الكلاسيكية والمعاصرة.

وتتميز تصميمات الوحدات السكنية ذات التشطيب الفاخر بالاستخدام الأمثل للمساحات والإطلالات المتميزة على الحدائق الداخلية والمساحات الخضراء، ويتوسط المشروع منطقة سكنية متعددة الاستخدامات تتضمن محالَّ تجارية مختلفة ومكاتب، وستطرح الشركة وحدات المشروع بالتقسيط على 10 سنوات.

وأشار المكاوي إلى أن المشروع يعد أول حي عمارات سكنية يتم طرحه بالتعاون مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بالعاصمة الإدارية الجديدة التي تمثل أحد أبرز مدن الجيل الرابع التي خططت الحكومة لإقامتها ضمن رؤية 2030.

ولفت إلى أنه يضم وحدات تتلاءم مع مبادرة البنك المركزي للتمويل العقاري بفائدة 8%، وذلك للوحدات التي لا تتخطى مساحتها 150 مترًا مربعًا وسعرها 2,250 مليون جنيه، لافتًا إلى أن الشركة وقَّعت بروتوكول تعاون مع عدد من البنوك لتوفير تمويل عقاري، وكذلك مع شركة الأولى للتمويل العقاري لتقديم خدمات التمويل العقاري بأنظمة سداد مختلفة تصل إلى مدة 20 عامًا وتناسب جميع فئات الدخل، سواء من تنطبق عليهم المبادرة أم لا.

وأضاف أن تأجيل الافتتاحات الرئاسية لمشروعات العاصمة لم يؤثر على معدلات التسويق بالمشروعات، فمعدل العمليات الإنشائية للمشروعات يسير بصورة سريعة، والعميل مهتم بالحصول على وحدات تحقق عوائد مرتفعة على الاستثمار في وقت قياسي.

ولفت إلى أنه سيتم تسليم المرحلة الأولى لفيلات بمشروع «المقصد» قرب نهاية العام الجاري.

وكشف المكاوي عن عزم الشركة على توسعة محفظة أراضيها بالحصول على قطع جديدة، وسيتم الإعلان عن قطعة جديدة قريبًا، مشيرًا إلى أن الشركة مهتمة بالحصول على أراضٍ في القاهرة الجديدة والشيخ زايد والساحل الشمالي.

وأضاف أن المحفظة الحالية للشركة قيد التنمية، وتضم كومباوند «إيتابا» السكني على مساحة 77 فدانًا و»إيتابا سكوير» التجاري بمساحة 14 فدانًا، ويضم ساحة كبيرة Piazza وممشى وواحة سكاي وبارك الأطفال ومركزًا للترفيه العائلي ومركزًا طبيًّا و٣ مبانٍ إدارية ومولًا تجاريًّا وسوقًا وفندقًا 4 نجوم ومركزًا للِّياقة البدنية وساحة لانتظار السيارات تحت الأرض، وأشار إلى أن شركة الشعفار هي مقاول المشروع.

وكومباوند «إيتابا» سكني متكامل يُقام على مستويات ومناسيب مختلفة، تم تخصيص 86% من مساحة المشروع كمساحات خضراء مفتوحة، بينما تقام الوحدات السكنية التي يبلغ عددها 493 وحدة فقط على 16% من إجمالي مساحة المشروع، وتقع أرض المشروع على تبة متدرجة الارتفاع حتى 22 مترًا.

وأوضح أن شركتي «جاما» و»ريدكون» تقومان بتنفيذ الأعمال الإنشائية بالمراحل التي تم طرحها إلى الآن، وخلال شهرين سيتم طرح مراحل جديدة.

وكشف عن أن حجم المبيعات الذي حققته «سيتي إيدج» إلى الآن في مشروعاتها والمشروعات التي تسوِّقها لصالح المجتمعات العمرانية يتخطى 24 مليار جنيه، استحوذت مشروعات العلمين على النسبة الكبرى منها، ومن المتوقع أن يصل إجمالي المبيعات إلى 30 مليار جنيه نهاية العام.

وأكد محمد المكاوي أن شركة «سيتي إيدج» شأنها شأن الشركات الجادة والوطنية العاملة في السوق، فهي جميعًا تعمل بصورة تكاملية بغرض واحد هو تنشيط السوق العقارية وقطاع التشييد الذي يخلق فرصًا لأكثر من 100 صناعة أخرى.

وأوضح أن العمل في شركة «سيتي إيدج» يسير بصورة مؤسسية ولا يعتمد على أفراد، وتقدم الشركة أعلى مستوى من خدمة ما بعد البيع، كما أن مساهميها ومصداقيتهم الكبيرة يضمنان تقديم الخدمات على أعلى مستوى.

وأشار إلى أن الشركة تتواصل بصورة دورية مع العملاء وتحرص على إزالة جميع العقبات التي تواجههم وتقوم بدراسة أي حالات تعثر من العملاء وتقوم باتخاذ القرار وفقًا للحالة.

وأضاف أن الأسعار في المشروعات شهدت زيادات بنسب متفاوتة، وكانت أقصى زيادة في العلمين الجديدة بنسبة 10%.

ولفت إلى أن سير الأعمال السريع بالمشروعات يزيد من توقعات التسليم قبل المواعيد المتفق عليها مع العملاء.

القطاع العقاري بعد كورونا

وأكد أن السوق تأثر بالطبع بانتشار فيروس كورونا، ولكن بعد عيد الفطر وعودة الحياة تدريجيًّا شهدت السوق تحسنًا ملحوظًا في المبيعات، كما أن الأسلوب الذي انتهجته الدولة في التعامل مع الوباء أسهم في الحد من انتشاره وسرعة عودة الحياة إلي طبيعتها.

وأشار إلى أن السوق العقارية ستعود بقوة خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وأوضح أن تصدير العقار وفتح أسواق جديدة للمنتج المصري ملف هام ويجب التركيز عليه لخلق المنتج الملائم، كما أن المشروعات التي تقوم «سيتي إيدج» بالترويج لها تتناسب مع طلبات العملاء الأجانب.

ولفت إلى أن السياسات الاقتصادية وبرنامج الإصلاح الذي اتبعته الدولة ساعد في دفع معدلات النمو بصورة كبيرة وتقليل الآثار السلبية لفيروس كورونا، فمصر من الدول القليلة التي تستهدف تحقيق نمو موجب، في حين أن أغلب الدول تتوقع تحقيق نمو سالب.

ولفت إلى أن معدلات النمو المرتفعة والاستقرار السياسي والمشروعات الكبرى الجاري تنفيذها جميعها عوامل هامة تجعلها جاذبة للاستثمارات الأجنبية.

وأوضح أن المعارض الخارجية آلية مهمة للترويج للعقارات المصرية، والأفضل أن تتم تحت رعاية الدولة لنظهر للعالم الفرص الاستثمارية المتاحة بمصر، لافتًا إلى أن الخطوة المقبلة بعد المشاركة في المعارض افتتاح أفرع خارجية للشركات المصرية.

وأشار إلى أن الشركة تتبع أحدث الآليات التسويقية وتستخدم التكنولوجيا في الترويج للمنتج، فأتاحت الحجز الأون لاين واستخدام برامج تتيح للعملاء معاينة الوحدات بدلًا من تكبد عناء الذهاب إلى المواقع. وأطلقت الشركة مؤخرًا جولة افتراضية هي الأولى من نوعها للأبراج في مصر بمشروع مدينة العلمين الجديدة، وأتاحت الجولة للعملاء تفقد الوحدات ورؤية الإطلالات المختلفة والمتميزة لكل وحدة، سواء على البحر أو البحيرات التركوازية الممتدة داخل المدينة.وتسعي شركة «سيتي إيدج» إلى تغيير مفهوم المشروعات العقارية على سواحل المتوسط بتقديم مشروع يصلح للسكن على مدار العام، وذلك لتحويل منطقة العلمين الجديدة إلى مركز حيوي يستقطب سبل العيش المتكامل ويصبح وجهة للسياحة مستقبلًا.

الدكتور محمد المكاوي تمتد خبرته إلى ثلاثة عقود في المؤسسات الخاصة والعامة ومنشآت التعليم العالي وحائز على شهرة أكاديمية بجانب خبرته.

تقلد المكاوي عدة مناصب وأدوار قيادية في كبرى الشركات العقارية خلال السنوات الماضية، منها المدير التنفيذي لـ»بورتو جروب»، والعضو المنتدب لـ»الفطيم جروب»، وقد عمل بها لمدة 10 سنوات، كما كان يشغل منصب العضو المنتدب لـ»صندوق أغا خان» للثقافة لمدة تصل إلى ثماني سنوات.

له خبرات في مجال إدارة المشروعات تمتد إلى 15 عامًا، قضى 10 سنوات منها مديرًا لمشروعات بالولايات المتحدة.

عمل المكاوي في التدريس الأكاديمي لدى جامعة جورج تاون وجامعة ميلاند في الولايات المتحدة، وانضم في عام 1998 إلى كلية الهندسة بجامعة عين شمس أستاذًا مساعدًا، وظل يعمل في هذا المنصب حتى تاريخه.

المكاوي حاصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة عين شمس، ودرجتي الماجستير والدكتوراه في الإدارة الهندسية من جامعة جورج واشنطن.