تقلب الأسهم العالمية و«وول ستريت» تقاوم بيانات قاتمة
سيطرت حالة من الارتباك على مؤشرات الأسهم العالمية اليوم وتباينت المؤشرات ما بين الصعود والهبوط، حيث ارتفعت أسهم أوروبا بعد انتعاش السوق الأمريكية وشركات الطيران لتقتفي أثر «وول ستريت»، التي ارتفعت لتقاوم ضغوط بيانات النمو الأسوأ في عقود وارتفاع البطالة الأمريكية، فيما تراجعت المؤشرات اليابانية والصينية بصورة شبه جماعية.
وفتحت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية على ارتفاع، متغاضية عن بيانات أظهرت انكماشاً حاداً جديداً للاقتصاد الأمريكي وتنامياً في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.
وصعد مؤشر داو جونز الصناعي 74 نقطة بما يعادل 0.24 % إلى 30377.19 نقطة، وزاد مؤشر ستاندرد أند بورز 500 نحو 5 نقاط أو 0.13 % مسجلاً 3755.75 نقطة، في حين تقدم مؤشر ناسداك المجمع 52.7 نقطة أو 0.40 % إلى 13323.294 نقطة.
وتراجع عدد طلبات الحصول على إعانة بطالة في الولايات المتحدة، خلال الأسبوع المنتهي في 23 يناير الحالي، بأكثر من توقعات المحللين، وهو ما يشير إلى إمكانية تراجع وتيرة شطب الوظائف بعد ارتفاعها خلال ديسمبر الماضي وأوائل الشهر الجاري.
وأشار تقرير وزارة العمل الأمريكية إلى أن عدد طلبات الحصول على إعانة بطالة لأول مرة، بلغ الأسبوع الماضي 847 ألف طلب، بتراجع 67 ألف طلب عن الأسبوع السابق عليه، في حين تراجع العدد بدون حساب المتغيرات الموسمية إلى 873966 طلباً.
وأضافت الوزارة أن عدد طلبات إعانة البطالة المستمرة، تراجع أيضاً بواقع 203 آلاف طلب، ليصل إلى 4.77 ملايين طلب، في الأسبوع المنتهي يوم 16 الحالي.
وكان المحللون الذين استطلعت وكالة بلومبيرغ للأنباء آراءهم يتوقعون تراجع عدد طلبات إعانة البطالة لأول مرة خلال الأسبوع الماضي إلى 875 ألف طلب، تراجع عدد طلبات الإعانة المستمرة إلى 5.09 ملايين طلب.
ورغم تراجع عدد طلبات الحصول على إعانة بطالة لأول مرة، مازال الرقم أعلى من 4 أمثاله تقريباً مقارنة بمستوياته قبل تفشي جائحة «كورونا» وهو يكشف بوضوح عن التأثيرات السلبية القوية للجائحة على العديد من القطاعات الاقتصادية.
وأغلقت الأسهم الأوروبية مرتفعة معوضةً خسائرها المبكرة بفضل انتعاش السوق الأمريكية ومكاسب لشركات الطيران وتقارير نتائج تبعث على التفاؤل.
وبعد انخفاضه بما يصل إلى 2 % في المعاملات الصباحية، ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1 % بحلول الإغلاق، ليتحوّل المؤشر القياسي إلى تحقيق مكاسب طفيفة منذ بداية العام.
وزاد مؤشر داكس الألماني 0.3 %، وارتفع كاك 40 الفرنسي 0.9 % بينما انخفض مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني الغني بالشركات المصدرة 0.6 % متأثراً بصعود الجنيه الاسترليني.
وشهدت الأسهم العالمية طفرة تقلبات هذا الأسبوع في ظل حمى تداولات المستثمرين الأفراد بالولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، مما ضخم من قيمة أسهم بعينها كانت صناديق تحوط رئيسية تراهن على انخفاضها.
وقفزت سوق الأسهم الأمريكية بفضل مكاسب في شركات التكنولوجيا، بينما صعد سهم أمريكان إيرلاينز أكثر من 20 % بعد أن ورد ذكر الناقلة الأمريكية على منتدى «رهانات وول ستريت» بموقع ريديت عقب إعلانها نتائجها.
وصعدت أسهم سفر أوروبية مثل لوفتهانزا وتوي وآي.إيه.جي مالكة الخطوط الجوية البريطانية بين 4.7 و7.2 % وزادت أسهم ويز إير وإيزي جت أكثر من 4.5 % رغم الإعلان عن تراجع في خانة العشرات لإيرادات الربع الرابع.
وقال جاسبر لولر، مدير الأبحاث في إل.سي.جي، «شركات الطيران البريطانية تقتفي أثر تصفية المراكز المدينة في أمريكان إيرلاينز الذي تسببت فيه صفحة «رهانات وول ستريت» عقب إعلان نتائج الربع الرابع.. المراكز المدينة في سهم أمريكان إيرلاينز أكبر من المعتاد لكن كذلك شركات الطيران الأخرى نظراً لحالة القطاع».
وتراجع مؤشر «شنغهاي المركب» الصيني في ختام تعاملات الخميس مسجلاً أسوأ انخفاض يومي له خلال أكثر من 6 أشهر، وسط مخاوف المستثمرين من تشدد صانعي السياسات وسعيهم لكبح جماح أسعار الأسهم.
وأوضح كين تشيونج كبير استراتيجيي العملات الأسيوية لدى بنك «ميزوهو» بهونج كونج: إلى جانب التحذير السابق الذي وجهه المركزي الصيني بشأن فقاعات الأصول، أدت المخاوف من تقليص المديونية إلى انخفاض الأسهم الصينية، مضيفًا أن هذه المخاوف يمكنها تقليل رؤوس الأموال الداخلة إلى الأسواق.
وبدأ فريق منظمة الصحة العالمية اليوم تحقيقاته بشأن منشأ الوباء في «ووهان»، بعد قضاء أسبوعين من الحجر الصحي بعد الوصول إلى الدولة الآسيوية.
وانخفض «شنغهاي المركب» في ختام التداولات بأكثر من 1.9% عند 3505 نقاط، مسجلًا أدنى مستوى إغلاق له منذ الرابع من يناير وأكبر وتيرة انخفاض يومي منذ يوليو الماضي، كما تراجع «شنتشن المركب» بما يزيد عن 2.8% عند 2353 نقطة.
وتراجعت البورصة اليابانية في ختام تداولات مقتفية أثر نظيرتها في «وول ستريت» الليلة الماضية رغم انخفاض مبيعات التجزئة في اليابان بأقل من التوقعات.
ووفقًا لوزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية تراجعت مبيعات التجزئة في اليابان 0.3% خلال ديسمبر على أساس سنوي عند 14.434 تريليون ين (0.14 تريليون دولار) مقارنة مع التوقعات التي أشارت إلى انخفاض 0.4%.
وانخفض سهم «سوفت بنك» 3.6%، كما أغلق سهم كل من «أدفانتست» لتصنيع أشباه الموصلات متراجعًا بنحو 4.3%، و«طوكيو إلكترون» منخفضًا بأكثر من 4.6%.
وتراجع مؤشر«نيكاي 225» في ختام التعاملات بأكثر من 1.5% مسجلًا 28197 نقطة، مقلصًا خسائره بعدما تراجع في وقت سابق اليوم عند 27976 نقطة، كما انخفض «توبكس» بنحو 1.2% عند 1839 نقطة.