وزيرة الهجرة: شبابنا يواجه حربًا لطمس الهوية وتغيير الثقافة
عُقدت اليوم، السبت، ندوة حوارية موسعة لاستعراض مبادرة “اتكلم عربي”بمشاركة السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، وعادل بن عبد الرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي، والدكتورة ميثاء الشاميوزيرة الدولة بحكومة الإمارات العربية، وداليا إبراهيم رئيس مجلس إدارة دار “نهضة مصر”، والدكتور مدحت العدل مؤلف الأغنية الرسمية للمبادرة، والفنانة كارول سماحة مطربة الأغنية الرسمية.
ويأتي تنظيم هذه الندوة في اليوم العالمي للغة العربية الذي يتم الاحتفال به في 18 ديسمبر من كل عام، وهو اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بإدخال اللغة العربية ضمن لغات عملها الرسمية في 18 ديسمبر عام 1973.
وخلال الندوةقدمت وزيرة الهجرة عرضًا توضيحيًّا سرد جهود الوزارة من أجل تدشين مبادرة "اتكلم عربي" ومراحل التنفيذ على مدار نحو عامين، مشيرة إلى أن اللغة العربية عزيزة وثرية وقريبة إلى قلوبنا لأنها لغتنا وثقافتنا، مستعرضة جهود الوزارة أيضًا في إطلاق التطبيق الإلكتروني للمبادرة بالتعاون مع دار “نهضة مصر”، ويقدم محتوى تعليميًّاشيقًا لتعليم الأطفال اللغة العربية، إلى جانب تقديم تجربة معايشة متكاملة لثقافتنا المصرية وعاداتنا وتقاليدنا، حيث يقدم مواقف حياتية مختلفة عبر القصص والأغاني تهدف إلى خلق معايشة متكاملة تقدم عاداتنا وتقاليدنا في إطار ممتع وجذاب.
وأوضحت مكرمأن المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" وطنية ومهمة لتعريف أولادنا بالقيم والثقافة المصرية، بجانب تعريف الشباب بتاريخهم وحضارتهم العريقة بجانب إنجازات الدولة المصرية في المرحلة الراهنة، وقالت: "إن أولادنا بالخارج والداخل يواجهون حربًا لطمس الهوية ويتعرضون لثقافات مختلفة، ونحن نؤكد من خلال هذه المبادرة أننا لسنا ضد تعلم اللغات الأخرى والانفتاح على الثقافات المختلفة، ولكن لا بد من عدم إغفال لغة وطنهم"، مشيرة إلى أنه تم عقد أكثر من 15 معسكرًا عبر الفيديو كونفرانس والكثير من الفعاليات ضمن الأنشطة والتدريبات الخاصة بالمبادرة.
وأضافت: "اليوم يوم خاص لأنه اليوم العالمي للغة العربية، فكان لا بد أن نحتفي ونفخر بلغتنا"، مؤكدة أهمية دور الأسرة في متابعة الأبناء في ذلك وتأكيد أهمية التحدث في المنزل باللغة العربية.
فيما أثنى عادل بن عبد الرحمن العسومي -رئيس البرلمان العربي-على المبادرة التي تعد من أهم المبادرات التي تستهدف الحفاظ على اللغة العربية والهوية والثقافة الوطنية والعربية، وأشاد العسومي برعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لهذه المبادرة، مؤكدًاحرص البرلمان العربي على المساهمة في إنجاحها لما تمثله من خطوة نوعية غير مسبوقة في تعزيز الاهتمام والحفاظ على اللغة العربية.
وأوضح أن البرلمان العربي يدعم أهداف المبادرة المصرية "اتكلم عربي"انطلاقًامن الاهتمام الذي يوليه البرلمان العربي لدعم اللغة العربية باعتبارها أساس الهوية والثقافة العربية.
كما أثنت الدكتورة ميثاء الشامي -وزيرة الدولة بحكومة الإمارات-على المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي"، وقالت: "إن اللغة هي الهوية، وبها يتعرف الغير على هويتك، وإننا نفتخر بالثقافة العربية ونعتز بها"، لافتة إلى دور المعلمين بالمدارس في ترسيخ حب اللغة العربية لدى الطلاب ودور الأسرة كذلك لدعم هذه القضيةلأننا بحاجة إلى الاعتزاز باللغة العربية.
من جانبهقال الدكتور مدحت العدل إن هذه المبادرة مهمة جدًّا، فهي عمل تنويري يستهدف الحفاظ على هويتنا، مشيرًا إلى أهمية معلمياللغة العربية في المدارس، فاللغة العربية لغة هامة جدًّا، وفي الخارج يترجمون أعمالًا فنية وأشعارًا من اللغة العربية إلى لغتهم، لافتًا إلى أنه كان حريصًا على أن يكون أبناؤه على علم كبير باللغة العربية وقواعدها، ملقيًا أبياتًا شعرية احتفاء باللغة العربية.
كما أعربت الفنانة كارول سماحة عن سعادتها بالمشاركة في المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي"، لافتة إلى أن قضية الحفاظ على لغتنا العربية وهويتنا أمر هام في ظل الاستعمار الفكري الموجود حاليًّا، فهويتنا العربية هي مصدر قوة لنا، متابعة: "لا بد أن يتم أيضًا توفير المعلومات في مواقع الإنترنت باللغة العربية، حيث إن أبناءنا يجدون المعلومات باللغات المختلفة، وبداية الحفاظ على اللغة العربية تكون من البيت والمدرسة".
وأطلقت وزارة الهجرة مبادرة "اتكلم عربي" في أكتوبر 2019، ودخلت حيز التنفيذ رسميًّا في أكتوبر 2020، ثم حظيت برعاية كريمة من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي -رئيس الجمهورية- بهدف الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز روح الانتماء لمواجهة حرب طمس الهوية لدى أبناء الأجيال المصرية الناشئة بالخارج.