معركة الغاز الروسي.. هل ترضخ أوروبا وتدفع بالروبل؟ 

جدل عالمي، دار منذ تلك اللحظة التي أعلن فيها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأن موسكو قررت تحويل مدفوعات إمدادات الغاز نحو أوروبا إلى عملة الروبل، خاصة بعد أن أصدر تعليماته للبنك المركزي ومجلس الوزراء «لتحديد إجراءات المعاملات مع أوروبا بالروبل الروسي في غضون أسبوع منذ إعلانه في 23 مارس، قبل أن يوقع مرسوما في 31 مارس الماضي، حول آلية سداد ثمن الغاز الطبيعي المورد للدول غير الصديقة، بما في ذلك بلدان الاتحاد الأوروبي، بالروبل الروسي.

القرار الذي أكد فيه بوتين أنه لا معنى لتوريد السلع الروسية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وتلقي المدفوعات باليورو والدولار، وأن موسكو اتخذت قرارها بالامتناع عن استخدام «عملات الدول غير الصديقة» في نقل الغاز، قابلته مجموعة السبع بالرفض بشكل جماعي، إلا أن دولاً بدأت في تغيير مواقفها وقبلت الدفع بالروبل.

وفي هذا التقرير نرصد أبرز التصريحات المتبادلة في هذه القضية وآخر التطورات، ورأي خبير اقتصادي حول تأثير دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل سواء على روسيا أو على الدولار.

رفض مجموعة السبع الدفع بالروبل

بعد إعلان الرئيس الروسي، تحويل مدفوعات الغاز إلى الروبل، نقل وزير الاقتصاد والطاقة الألماني، روبرت هابيك، رفض مجموعة السبع بالإجماع طلب بوتين.

وقال هابيك، بعد اجتماع افتراضي مع قادة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا واليابان وإيطاليا وكندا: «اتفق جميع وزراء مجموعة السبع تمامًا على أن هذا سيكون انتهاكًا واضحًا ومن جانب واحد للعقود الحالية».

لماذا تطلب روسيا دفع ثمن الغاز بالروبل وماذا تستفيد؟

الخبير الاقتصادي محمد نجم، أوضح أن مسألة دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل ستكون فارقة، لأنه في حال رضخت الدول الأوروبية ووافقت على دفع قيمة الغاز الروسي بالروبل، سترتفع قيمة الروبل بشكل كبير، لافتاً إلى أن هذا الأمر على الأجل الطويل يعد تهديداً للدولار وقيمته.

وأضاف نجم في تصريح خاص لـ «أصول مصر»، إنه في حال رفضت الدول التي صنفتها روسيا بأنها دول غير صديقة، دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل، من الممكن أن توقف روسيا إمداداتها وعندها ستتعمق أزمة الطاقة العالمية، مؤكداً أن أوروبا لن تستطيع ملء المخازن وستصبح في مشكلة كبيرة.

إيطاليا ورفض جديد

وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو أكد الجمعة الماضية، عدم امكانية دفع ثمن إمدادات الغاز الروسي بالروبل

.

وقال دي مايو: "لا يمكننا الدفع بالروبل... هذا ما تم قوله في جميع الأوساط "، مشيرا إلى أن "روسيا أنشأت نظام حساب مزدوج يورو- روبل، وهذا غير ممكن لأنه يعني التحايل على العقوبات التي تم فرضها على البنك المركزي الروسي" من جانب الاتحاد الأوروبي بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

ولفت إلى أنه "من وجهة نظر فنية، الحظر تفرضه روسيا على نفسها. فمن الواضح أنه إذا قال (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين أدفعوا بالروبل، فإننا نجد صعوبة في القيام بذلك"، مضيفا: "كما أن الاتحاد الأوروبي قال بوضوح أنه لا يمكنه الخضوع لابتزاز الروبل".

تطور جديد ودول توافق

ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي، قال الجمعة الماضية، إن عددا من مشتري الغاز الروسي وافقوا على تغيير عملة السداد لتكون الروبل الروسي.

وأضاف في تصريحات نشرتها مجلة خاصة بالوزارة: "نتوقع اتخاذ مستوردين آخرين قرار (التحول إلى استخدام الروبل)"، وفق "رويترز".

ولم يفصح عن هوية العملاء الذين تحولوا بالفعل لاستخدام الروبل.

بوتين: لا يوجد لدى أوروبا بديل عن الغاز الروسي

من جانبه شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الدول الأوروبية لا يمكنها الاستغناء عن الغاز الروسي ولا يوجد لديها بديل عنه

وخلال كلمة له في اجتماع مع شركات مصدري النفط والغاز الروسية، لفت بوتين إلى أن السعي وراء بدائل عن مصادر الطاقة الروسية سيكون مكلفا ، مؤكدا أن شركات النفط والغاز الروسية تعد لاعبا مسؤولا في السوق العالمي وأن محاولات إبعادها عن سوق الطاقة يؤثر على الاقتصاد العالمي.

وحول التقلبات التي تشهدها أسواق الطاقة الأوروبية في الفترة الحالية ، أضاف الرئيس الروسي: إن تصريحات قادة الدول الأوروبية حول التخلي عن موارد الطاقة الروسية تزيد من زعزعة استقرار السوق وتضخم الأسعار"

موافقة المجر وأرمينيا

وقالت مذكرة داخلية للمفوضية الأوروبية إن قيام المشترين من الاتحاد الأوروبي بالدفع بالروبل مقابل الغاز الروسي من شأنه أن يمثل خرقاً لمنظومة عقوبات الاتحاد الأوروبي على موسكو.

وأكد وزير الاقتصاد الأرميني فاجان كروبيان في مقابلة مع شبكة "آر.بي.سي" الإعلامية الروسية، الجمعة، أن بلاده سددت عدة مدفوعات لشراء غاز طبيعي روسي بالروبل.

وذكر وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو، الإثنين الماضي، أن المجر تعتزم دفع مقابل الغاز الروسي بالروبل.