الإثنين، 23 ديسمبر 2024 12:01 ص
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
مصر

رئيس الوزراء: الدولة حريصة على استيعاب مختلف الأفكار ومنفتحة على جميع الآراء

الإثنين، 13 يونيو 2022 10:39 م

- الخبراء يشيدون بطرح الوثيقة للحوار المجتمعي بصورة تؤكد اهتمام الدولة والحرص على تحقيق المشاركة الفاعلة بين كل الأطراف والاستماع لمختلف الآراء

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال جلسة حوار الخبراء بشأن وثيقة "سياسة ملكية الدولة"، مساء اليوم، أن الوثيقة تُدشن لمرحلة جديدة للاقتصاد المصري، تتجه نحو تعزيز دور القطاع الخاص ليعود إلى قيادة الأنشطة الاقتصادية المختلفة خلال المستقبل القريب.

وأشار إلى أن الدولة حريصة على استيعاب مختلف الأفكار، ومنفتحة على جميع الآراء، ولذا كان الحرص على تواجد هذه الكوكبة من الخبراء والمختصين، ذوي التوجهات المختلفة على النحو الذي يثري الحوار المجتمعي حول الوثيقة بقدر كبير.

رؤية تعزيز دور القطاع الخاص ودور الدولة كمنظم للمسألة مع وجود آليات محددة للمتابعة المجتمعية للتنفيذ

وشهدت الجلسة عدداً من المداخلات المهمة من جانب الحضور، من الخبراء والمختصين، الذين أكدوا سعادتهم بهذا الحوار الذي يعتبرونه مبادرة تبعث على التفاؤل، وتوجها عاما مطمئنا، كما لفتوا إلى ارتياحهم لما تضمنته الوثيقة من تحديد فلسفة الدولة في إدارة أصولها، ورؤية تعزيز دور القطاع الخاص، ودور الدولة كمنظم للمسألة، مع وجود آليات محددة للمتابعة المجتمعية للتنفيذ.

أشاد جانب من الحضور بأسلوب إعداد الوثيقة الذي يتمتع بطابع علمي ومنهجي

وأشاد جانب من الحضور بأسلوب إعداد الوثيقة، والذي يتمتع بطابع علمي ومنهجي، والاطلاع على تجارب العديد من البلدان الأخرى، وأشاروا إلى أهمية تحديد دور الدولة كمنظم في عدد من القطاعات، مع العمل على تهيئة بيئة العمل لاستثمار القطاع الخاص، لتحقيق النتيجة المطلوبة.

إقرأ أيضاً.. جلسة حوارية.. رئيس الوزراء: الإعداد لوثيقة سياسة ملكية الدولة تم منذ 7 أشهر

كما أشادوا بطرح الوثيقة للحوار المجتمعي، بصورة تؤكد اهتمام الدولة والحرص على تحقيق المشاركة الفاعلة بين كل الأطراف، والاستماع لمختلف الآراء، كما أكدوا أهمية أن تتمتع الوثيقة بالمرونة في ظل ما يتعرض له العالم من تحديات ومستجدات متلاحقة كل حين، خاصة فيما يتعلق بتحديد فترة 3 سنوات للتخارج من القطاعات المحددة، لضرورة التأقلم مع المستجدات.

أهمية قيام الدولة قبل التخارج من القطاعات المحددة بإنشاء الاجهزة التنظيمية الخاصة بكل قطاع

وأكدوا أهمية قيام الدولة قبل التخارج من القطاعات المحددة بإنشاء الاجهزة التنظيمية الخاصة بكل قطاع، بحيث تقوم هذه الكيانات بتنظيم التعامل فيها، واشاروا الى ان الوثيقة تدعم القطاع الخاص وتعزيز دوره، بحيث يساهم في خلق المزيد من فرص العمل وزيادة معدلات التشغيل.

طرح جانب من الخبراء عددا من المقترحات والآراء من واقع خبراتهم العملية في الإدارة والاقتصاد

كما طرح جانب من الخبراء عددا من المقترحات والآراء من واقع خبراتهم العملية في الإدارة والاقتصاد، والتي تضمنت العديد من الأفكار الايجابية، التي يمكن أن تشكل مدخلات مهمة على مسودة الوثيقة خلال مرحلة الحوار والنقاش، قبل وضعها في صورتها النهائية.

الدور الذي تمارسه الدولة كمنظم ورقيب لضمان التوازن والمنافسة العادلة لكي يظل المناخ مفتوحا للجميع

وفي تعقيبه على المداخلات، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أنه في كافة بلدان العالم، تظل الدولة متواجدة في الاقتصاد، بنسب ليست بالقليلة، ولكن الأهم، هو الدور الذي تمارسه الدولة كمنظم ورقيب لضمان التوازن والمنافسة العادلة، لكي يظل المناخ مفتوحا للجميع.

الحوار يستهدف معرفة مقترحات وآراء الخبراء لتحقيق استدامة هذا التوجه

كما أوضح أن هذا الحوار يستهدف معرفة مقترحات وآراء الخبراء لتحقيق استدامة هذا التوجه، مؤكداً أن الوثيقة هي "وثيقة حية" قابلة للتعديل، ولا يمكن أن تكون جامدة، في ظل المتغيرات التي تحدث، ولكن دون أن يعني ذلك أن تتغير سريعاً، فهناك أسس واضحة تحكمها، تضمن أن يكون هناك شراكة أكبر مع القطاع الخاص، وتعزيزا أكبر لدوره، لافتأً إلى أن أحد أهم الآليات لتحقيق ذلك، هو انشاء الصندوق السيادي، بشكل يحقق المرونة بعيداً عن كل الإجراءات الروتينية، بحيث ينفتح بصورة أكبر مع القطاع الخاص، في الدخول في اتفاقيات تمكنه من اسراع الخطى أكثر.

وأشار مدبولي إلى أنه تم وضع حد أقصى لاتمام الحوار المجتمعي حول هذه الوثيقة، ليتم اعلانها بمجرد الانتهاء، مؤكداً التطلع لمعرفة الخطوات التنفيذية التي يراها الخبراء، سواء كانت تتضمن تشريعات مطلوبة يمكن أن تدخل لمجلس النواب، لافتاً الى ان وجود أعضاء مجلسي النواب والشيوخ يساهم بقدر كبير في هذا الأمر، أو قرارات من الرئيس أو مجلس الوزراء يمكن اصدارها.

ولفت إلى أن الدولة تدعم تعزيز دور القطاع الخاص، كما شهد اليوم افتتاح أحد المشروعات الكبرى، بتشريف الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان هناك حرص اليوم على أن يقوم القطاع الخاص الذي يشارك الدولة بتقديم العرض حول المشروع، مؤكداً أننا حريصون حتى في القطاعات التي ستستمر فيها الدولة على الشراكة مع القطاع الخاص، حيث نرى القطاع الخاص أفضل كثيراً في الإدارة والتشغيل، وتجارب العالم تؤكد ذلك.

وأضاف رئيس الوزراء أن الدولة وضعت آليات كثيرة لموضوع التخارج، موضحاً أن التخارج لا يعني ان الدولة تبيع او تقوم بالخصخصة، ولكن بالعكس، الدولة قد تكون محتفظة بملكية كامل الاصل، ولكن يمنح حق ادارته كاملة للقطاع الخاص، وهذا نوع من التخارج.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن دور الخبراء سيكون رئيسياً في تحسين الصورة الذهنية لدى المواطن حول مشاركة الدولة مع القطاع الخاص، بحيث يدرك أنها لا تعني اطلاقاً أن الدولة تبيع الأصول، أو تتخلى عن دورها الرئيسي في أداء هذه الخدمات، وتوفير هذه السلع والمنتجات، ولكن على العكس، فالقطاع الخاص ناجح في ادارة وتشغيل الأصول، والتي تحرص الدولة على الحفاظ عليها، والتعظيم من قيمتها، لتحقيق الهدف الاساسي وهو رضاء المواطن.

وأشار رئيس الوزراء إلى أنه مع تزايد الاستثمارات العامة التي نفذتها الدولة خلال الفترة الماضية، من أجل تعويض تراجع دور القطاع الخاص، كانت الدولة تضخ الاستثمارات، بينما ينفذ المشروعات القطاع الخاص، لافتا إلى أن 99% من كافة الاستثمارات العامة التي تم تنفيذها، قام بها القطاع الخاص، وبالتالي فهذه الاستثمارات فتحت المجال أكثر للقطاع الخاص للدخول في المشروعات، لافتأً إلى أن الدولة حريصة كل الحرص على تعظيم دور هذا القطاع خلال الفترة المقبلة.

وفي ختام حديثه، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن لدينا مئات التجارب الناجحة ونحتاج جميعاً أن نتكاتف من أجل تغيير الوعي لدى المواطن البسيط، من أجل تحقيق الإستدامة لهذا الموضوع، مشيراً إلى أن الخبراء سيكون عليهم دور كبير في تغيير الوعي، لكي يدرك المواطن مدى الاستفادة التي ستعود على البلد، وعلى المواطن بصفة شخصية، من تعظيم الاستفادة من الأصول المملوكة لها، وأن دخول القطاع الخاص وتعزيز دوره لمشاركة الدولة في عملية النمو الاقتصادي، هو جزء يضمن الاستدامة، ولا يكون الأمر حينها مرتبطاً بحكومة ما، فمن الضروري بناء هذا الوعي لدى الشارع المصري، والحكومة وحدها لا يمكنها تحقيق ذلك دون مساندة الخبراء.

كما توجه مدبولي بالشكر للخبراء والمختصين، وطلب منهم النظر إلى مستهدفات هذه الوثيقة، والتمسك بدورهم المهم خلال الفترة المقبلة، لافتأً إلى أننا لا نملك رفاهية الوقت، ومن المهم الانتهاء منها في وقت لا يتجاوز شهرين، بحيث تكون منتهية مع بداية الشهر الثالث، كي نتحرك بمنتهى السرعة، لأنه في ظل المستجدات والتحديات الراهنة، فكل يوم يمر لا يمكن تعويضه.