"صدمة الغاز" تصيب قطاعات الصناعة الأوروبية.. وروسيا تلجأ للصين لوقف صعود الروبل
ارتفعت اليوم أسعار الغاز بأكثر من 30% كرد فعل للمتداولين على قرار روسيا يوم الجمعة الماضي بالإبقاء على خط أنابيب الغاز الرئيسي مغلقًا إلى أجل غير مسمى، إذ اضطر المستثمرون إلى تسريع وتيرة بيع الأسهم الأكثر تعرضاً لأزمة الطاقة، بعد توجيه روسيا ضربة جديدة بعدم استئناف توريد الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم.
وشهدت قطاعات الصناعات والكيماويات والبناء والسيارات والطاقة والمرافق، صدمة الغاز، ومن بين الأسهم التي سجلت أسوأ أداء في أوروبا كل من تيسين كروب (ThyssenKrupp AG) لصناعة الصلب، و"فاليو" (Valeo) لصناعة لقطع غيار السيارات، و"باسف" (BASF SE) للكيماويات، و"سي اي اي. دي سانت -جوبيا اس ايه" (Cie de Saint-Gobain) لصناعة الإسمنت، و"يونيبر إس إي" (Uniper SE) للغاز. كذلك سجل مؤشر "داكس" الألماني المتخم بالشركات المدرجة ذات الوزن النسبي الكبير من تلك القطاعات أكبر تباطؤ بين المؤشرات الرئيسية بالمنطقة.
وتدفع الزيادة الأخيرة فى أسعار الطاقة مزيد من الشركات الصناعية إلى تقليص عملياتها، وخفضت شركتي الأسمدة يارا إنترناشونال (Yara International ASA)، وغروبا أزوتي (Grupa Azoty SA) إنتاجهما، بينما تراجعت مؤشرات التصنيع في أوروبا، وآسيا الأسبوع الماضي.
وقطع إمدادات الغاز الروسي لفترات طويلة تدفع الحكومات الأوروبية لاتخاذ إجراءات طارئة، وترشيد استهلاك الطاقة لحماية الشركات والمستهلكين من ارتفاع التكاليف، ومن المقرر مناقشة وزراء الطاقة مقترحات للحد من أسعار الكهرباء المرتفعة في اجتماع طارئ.
الحكومة الروسية مقترحاً بموجبه قد تقوم بشراء 3 إلى 4 مليارات دولار من اليوان الصيني شهرياً
فيما تدرس الحكومة الروسية مقترحاً بموجبه قد تقوم بشراء 3 إلى 4 مليارات دولار من اليوان الصيني شهرياً، حتى نهاية العام، للمساعدة في وقف صعود الروبل، وذلك مع حصولها على إيرادات نفطية وفيرة.
وتدرس روسيا أيضاً سبل سد نقص الاحتياطيات في ظل إعادة تفعيل قاعدة للميزانية بدون شراء عملات الدول غير الصديقة، التي جمدت حوالي نصف الاحتياطيات الأجنبية للبلاد، بعد إرسال موسكو قواتها إلى أوكرانيا.
تعليق شراء العملات بموجب قاعدة الميزانية التي تحول فائض إيرادات النفط إلى صندوق للثروة
وجرى تعليق شراء العملات بموجب قاعدة الميزانية التي تحول فائض إيرادات النفط إلى صندوق للثروة أوائل 2022، ويحتاج قراراً إعادة التفعيل لموافقة من الرئيس فلاديمير بوتين.
وعقد مسؤولون كبار من الحكومة والبنك المركزي وبنوك تجارية روسية، اجتماعاً رأسه رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، في 30 أغسطس الماضى لمناقشة تطوير النظام المالي الروسي، ويشير المقترح الذي ناقشه الاجتماع إلى أنه سيكون من العملي لروسيا شراء 16 مليار دولار من اليوان الصيني بحلول نهاية العام.
إقرأ أيضاً.. حرب الطاقة تشتعل.. الاتحاد الأوروبي: مستعدون جيدًا للرد على وقف إمدادات الغاز الروسي