«سوفيكون»: تراكم القمح الروسي إلى 100 مليون طن لأعلى مستوى في تاريخه
تتوقع مؤسسة سوفيكون الروسية لاستشارات أسواق السلع ارتفاع محصول القمح فى روسيا هذا الموسم لأكثر من 100 مليون طن ليسجل أعلى مستوى فى تاريخه لتتراكم مخزونات هذه السلعة الاستراتيجية فى صوامع روسيا التى تكافح لتصديرها بدون جدوى بسبب العقوبات التى فرضتها حكومات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى بعد غزو موسكو لجارتها أوكرانيا منذ أكثر من 7 شهور حتى الآن.
ارتفاع محصول القمح فى روسيا بفضل المناخ المناسب فى موسم الصيف
ورفع أيضا مجلس الحبوب العالمى تقديراته لمحصول القمح الروسى هذا الموسم بحوالى 6 ملايين طن زيادة على توقعات سوفيكون ليصبح 106 ملايين طن قمح ولكن المجلس يعتقد أن معظمه سيظل باقيا فى المخازن الروسية بسبب حظر التصدير وأن موسكو لن تستطيع أن تصدر سوى 36.5 مليون قمح فقط حتى نهاية العام الجارى .
وذكرت وكالة بلومبر ج أن المزارعين فى روسيا انتهوا مؤخرا من حصاد كميات وفيرة من القمح بفضل ظروف الزراعة المواتية طوال فصل الصيف ليتوفر معروض ضخم لروسيا أكبر مصدر للقمح فى العالم والتى تساعد صادراتها الضخمة عادة فى تخفيض أسعار القمح على مستوى العالم .
وقال أندريي سيزوف العضو المنتدب لمؤسسة سوفيكون أن الضرائب التى فرضتها حكومة موسكو على التصدير والمشاكل اللوجيستية الناجمة عن الحرب الروسية فى أوكرانيا أدت إلى تراكم تلال القمح داخل الصوامع هذا الموسم وبات التخزين مشكلة عويصة للعديد من مزارعى القمح لأول مرة منذ سنوات طويلة.
تراكم تلال من القمح فى روسيا وانخفاض أسعاره
وأصبحت أسعار صادرات القمح الروسى أرخص من أسعاره لدى الدول الكبرى التى تصدره مثل فرنسا والولايات المتحدة مما يعنى ارتفاع صادرات القمح الروسى غير أن شركات الشحن و التأميم والبنوك ترفض التعامل مع الشركات الروسية بسبب العقوبات الغربية التى فرضتها على العديد من الكيانات الروسية بسبب الغزو مما جعل أسعار القمح الروسى أعلى تكلفة وتراجعت صادرات روسيا كثيرا.
العقوبات الغربية تمنع تصدير القمح المتراكم فى روسيا
ورغم أن صادرات السلع الغذائية لا تخضع للعقوبات الأمريكية والأوروبية نتيجة ارتفاع التضخم وحدوث أزمة مجاعة فى العديد من مناطق البلاد النامية وخصوصا فى أفريقيا إلا أن العديد من دول العالم ترفض التعامل مع روسيا بسبب الحظر وخوفا من أن تضعها حكومة واشنطن فى القائمة السوداء وتمنع التعامل معها على مستوى العالم.
وكانت أسعار القمح قفزت لمستويات قياسية بعد غزو روسيا لأوكرانيا فى نهاية فبراير الماضى وأغلقت موانئ أوكرانيا ومنعتها من التصدير مما أدى إلى صعود أسعار المنتجات الغذائية وإن كانت اتفاقية الأمم المتحدة مع موسكو لإعادة فتح الموانئ فى يوليو الماضى ساعدت على خفض أسعار القمح قليلا ولكن استمرار الحرب الروسية أعادت أسعار القمح إلى مستوياته المرتفعة قبل هذه الاتفاقية.