الجمعة، 22 نوفمبر 2024 07:39 ص
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
Green

مع اقتراب مؤتمر COP27.. زيادة مساحة زراعة المانجروف 50% لامتصاص العوادم الكربونية 

الخميس، 13 أكتوبر 2022 02:52 ص

توسعت الحكومة المصرية فى زراعة نبات المانجروف الذى يساعد فى تعزيز المناخ الأخضر لتتجاوز 1750 فدان على سواحل البحر الأحمر مع اقتراب استضافة مصر مؤتمر المناخ COP27 المقرر انعقاده شهر نوفمبر المقبل بمدينة شرم الشيخ لتميز هذا النبات المزروع فى الماء بقدرته الهائلة على امتصاص العوادم الكربونية وحماية الشواطئ من النحر والتآكل بدلا من بناء مصدات الأمواج ومن المقرر عرض هذا الكنز النباتى بمؤتمر المناخ لتشجيع الدول الصناعية على تمويل استزراعه فى البلاد النامية.

وذكرت قناة سكاى نيوز أن الحكومة المصرية نجحت فى زيادة المساحة المزروعة من نبات المانجروف بأكثر من 51% من ما يقرب من 1150 فدان لتصل إلى أكثر من 1750 فدان على سواحل البحر الأحمر للاستفادة من قدرته على امتصاص غازات الاحتباس الحراري ومنها غاز ثاني أكسيد الكربون وخصوصا مع اقتراب استضافة مصر لمؤتمر المناخ COP27 الشهر المقبل.

عرض تجربة زراعة غابات المانجروف بمؤتمر المناخ COP27 المقبل

وأكد دكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين في مصر والمشرف على المشروع القومي لانتشار غابات المانجروف فى المناطق الساحلية، على أن الدولة تتوجه للتوسع في زراعة غابات نبات المانجروف، وستعرض هذه التجربة الزراعية بمؤتمر المناخ COP27 المقبل لاستعراض قدرة هذا النبات على الحفاظ على المناخ الأخضر من خلال امتصاص العوادم الكربونية وخصوصا ثانى أوكسيد الكربون.

ويأمل دكتور سيد خليفة أن يصبح مؤتمر المناخ COP27فرصة لإقناع الحضور من الدول الصناعية الكبيرة على دفع تمويل للدول النامية ومنها مصر للتوسع في زراعة نبات المانجروف لإمكانية استغلال المساحات التي تنمو فيها هذه الغابات الخضراء في جني فوائد اقتصادية أخرى للبلاد.

تكثيف زراعة غابات المانجروف تساعد على تخفيف التغيرات المناخية

وأوضح دكتور سيد خليفة أن تكثيف زراعة غابات المانجروف تساعد البلاد النامية على مجابهة التغيرات المناخية، وتوفير الأمن الغذائي لشعوبها ولاسيما أن الأشقاء الأفارقة يتمنون أن يكون هناك حزمة تمويلات من الدول الكبرى لتنفيذ مشروعات التكيف مع تغيرات المناخ.

وتنمو مساحات المانجروف على ساحل البحر الأحمر وفي خليج العقبة، ومحمية رأس محمد في جنوب سيناء ولكن بعد دعم الحكومة من خلال التمويل الذي تقدمه أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، بالتعاون مع مركز بحوث الصحراء، ومحافظة البحر الأحمر، ومحافظة جنوب سيناء، نجحت مصر في التوسع من خلال زراعة 600 فدان جديدة وإعادة تأهيل المناطق التي تدهورت.

وجود نوعين من نبات المانجروف

وأشار دكتور سيد خليفة على وجود نوعين من نبات المانجروف ، الأول يسمى بالشورى أو القرم واسمه العلمي افيسينيا مارينا، وينتشر في دول الخليج العربي وعلى ساحل البحر الأحمر، أما النوع الثاني فهو القندل واسمه العلمي رايزفورا ماكروناتا وينتشر بكثافة في مصر والسودان.

وشرح دكتور سيد خليفة، في حديثه لموقع سكاي نيوز عربية أن نبات المانجروف يعد من الكنوز النباتية اللازمة لامتصاص الاحتباس الحرارى والعوادم الكربونية ، لأنه ينمو في المياه المالحة مثل مياه البحر الأحمر التي تبلغ نسبة الملوحة فيها قرابة 40 %.

المانجروف يساعد في نقل جينات لمحاصيل حقلية لتحمل الملوحة

ويتوقع الباحثون أن يكون لنبات المانجروف دور في نقل جينات تستطيع من خلالها المحاصيل الحقلية أن تتحمل الملوحة وزراعتها فى الصحراء ويستطيع أيضا حماية الشواطئ، حيث يقوم بدور حاجز دفاعي خلال عمليات المد والجزر في البحر، وبالتالي يقوم بحماية سواحل البحر الأحمر من عمليات النحر وتآكل الشواطئ.

وقال دكتور سيد خليفة المشرف على المشروع القومي لانتشار غابات المانجروف في مصر إن الدراسات والبحوث تشير إلى أن نبات المانجروف الذى يطلق عليه الكربون الأزرق، يستطيع امتصاص غازات الاحتباس الحراري، مثل ثاني أكسيد الكربون، بنسبة 4 أضعاف الغابات الاستوائية، لانتشار هذا النبات على ساحل البحر.

وجاءت دراسات فى بلاد أخرى تؤكد انخفاض نسبة الانبعاثات الحرارية في ماليزيا بصفة عامة بنسبة 1 % نتيجة التوسع في زراعة غابات المانجروف مما يؤكد أهميته الكبيرة بالنسبة لحماية العالم من التغيرات المناخية.

نمو المانجروف بأرض طينية رملية يساعد على استزراع الجمبري والإستاكوزا

ويميز أيضا مشروع زراعة المانجروف أهميتة الاقتصادية لأنه البيئة الحاضنة لأنواع من الأسماك القشرية مثل الجمبري والإستاكوزا، لأنه ينمو في أرض طينية رملية وهى نفس التربة التى تنمو فيها أسماك القشريات التى تحتاج تربة طينية لنموها وبذلك يسهم هذا النبات في تحسين التنوع البيولوجي والحفاظ على المناخ الأخضر.

وأضاف دكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين المصريين أن غابات المانجروف تنمو وتزهِر في مصر طوال العام، وتساعد على تحقيق بعض الأنشطة الاقتصادية مثل تربية نحل العسل، كأحد المشروعات الصغيرة للسكان المحليين، حتى نحمي النبات من التدهور، وبالتالي يدرك السكان المحليون القريبون من هذه الغابات أهميتها الاقتصادية، ويقومون بحمايتها من عمليات رعي الجمال التي تضر بها.

وتقوم الحكومة منذ عام 2017 بتأهيل المساحات التي ينمو فيها نبات المانجروف وزراعة مساحات جديدة بهذا النبات بعد أن أوضحت صور الأقمار الاصطناعية تحسن حالة غابات المانجروف في مصر بطول البحر الأحمر منذ خمس سنوات، بحسب نقيب الزراعيين.