المباني الخضراء والمكاسب المشتركة للدولة والمطور والعميل
بقلم المهندس عمرو بدر الدين رئيس مجلس إدارة «شركة البدر للاستثمار العقاري» والعضو المنتدب لـ«أركان بالم»
رغم التوسع في تقنيات العمارة الخضراء والبناء المستدام وانتشار حملات التوعية بالتزامن مع الاستعدادات لاستضافة مصر لمؤتمر قمة المناخ COP27 في مدينة شرم الشيخ الشهر المقبل، ما زلنا نحتاج إلى آليات مُنظِّمة لنشر تلك التقنيات وتحفيز الشركات على استخدامها، وكذلك توعية العملاء بمزايا تلك المباني.
فتتسم المباني الصديقة للبيئة بعدة مزايا؛ منها توفير استهلاك الطاقة وتقليل مصروفات التشغيل على العملاء في المستقبل، وهو الأمر الذي يمنح العميل مزايا مدى الحياة.
ولا تقتصر المكاسب على العميل فقط؛ فإن استخدام الطاقة المتجددة بديلًا عن الكهرباء سيحقق نتائج إيجابية عديدة مثل ترشيد الموارد وتخفيض النفقات على الدولة التي تنفق مبالغ طائلة بالدولار لتوفير الطاقة الكهربائية.
وتحقق الطاقة البديلة جانبًا بيئيًّا هامًّا أيضًا، وهو تقليل الانبعاثات الضارة قدر الإمكان وخلق حياة وبيئة صحية.
وعليه، يجب بحث آليات تحفيز المطورين وتوعيتهم بأهمية استخدام الطاقة المتجددة باعتبارها مكسبًا لجميع الأطراف، فلا شك في أن اتباع تلك التقنيات يُحمِّل المطور تكاليف إضافية تزيد على الطاقة التقليدية، ولذلك يمكن منح تحفيزات تتعلق بآليات سداد المبالغ المستحقة على الأراضي على سبيل المثال.
فمثلما يتم فرض غرامات تأخير على المطور إذا أخلَّ بالجدول الزمني للتنفيذ أو سداد الأقساط، يمكن ربط منح خصم من ثمن الأرض أو المبلغ المستحق عليها عند استخدام الطاقة البديلة في المشروع. وكذلك يجب أن تقوم مراكز بحوث البناء والجهات المختصة بمنح كل مبنى شهادة معتمدة في حال استخدامه تقنيات البناء الأخضر، لتشرح بدورها تلك الشهادة التقنيات المستخدمة بالتفصيل ودورها في ترشيد المياه والكهرباء وجميع مصادر الطاقة، وكذلك مزايا القيمة المضافة التي توفرها، بما يتيح الصورة كاملة أمام العميل.
ففي الوضع الحالي؛ إذا افترضنا وجود شركتين في منطقة واحدة وقامت إحداهما باتباع تقنية البناء الأخضر، فبالتأكيد ستتحمل تكلفة تزيد على البناء التقليدي بنحو 10% أو أكثر، وبالتبعية ستقوم ببيع الوحدة بأسعار تزيد على نظيرتها التقليدية، ولكن قد نجد في تلك الحالة الشركة الأخرى التي اتبعت النظام التقليدي تبيع بنفس سعر الشركة التي اتبعت تقنية البناء الأخضر لعدم وجود التوعية اللازمة للعملاء أو الشهادات المعتمدة التي توضح استخدام سبل البناء المستدام.
فوجود تلك الشهادات يضمن حقوق العملاء ويتيح لهم حرية الاختيار بين الحصول على وحدة بسعر أقل نسبيًّا في الوقت الحالي وتحمُّل تكاليف تشغيل وصيانة أكبر مدى الحياة، أو العكس تمامًا مع ضمان ارتفاع القيمة المضافة للوحدة بصورة دورية.
وهناك تقنيات عديدة ومتنوعة للبناء المستدام لا تقتصر فقط على استخدام الطاقة النظيفة أو المتجددة، فهناك نوعيات معينة من الزجاج -على سبيل المثال- تعكس الإضاءة وتتيح للوحدات التمتع لأطول فترة زمنية بالإضاءة الطبيعية بما يقلل استخدام الطاقة، وكذلك تقنيات تضمن العزل الحراري وتقلل استخدام التكييفات وتسمح بالتهوية الطبيعية، وأيضًا تقنيات تقلل من البرودة في فصل الشتاء، وكذلك يمكن للشركات استغلال نواتج الحفر في عملية البناء بما يقلل العودام والهدر.