الأحد، 17 نوفمبر 2024 06:29 م
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
حول العالم

المناخ الأخضر في الصين يتطلب استثمار 14 تريليون دولار خلال 3 عقود

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2022 11:05 ص

تحتاج حكومة بكين إلى استثمارات بقيمة تقترب من 14 تريليون دولار لكى تحقق المناخ الأخضر فى الصين صاحبة أكبر منتج للغازات المسببة للاحتباس الحراري على مستوى العالم، وتصل إلى الأهداف المتعلقة بصافي انبعاثات كربونية زيرو بحلول 2050 حيث يمكنها الاستفادة من بعض المزايا مثل ابتكاراتها التكنولوجية المتقدمة في تطوير تقنيات تخلو من العوادم الكربونية وخصوصا أنها تنتج أكثر من 33% من طاقة الرياح العالمية علاوة على أنها أكبر سوق للسيارات الكهربائية بالعالم.

وجاء فى دراسة حديثة للبنك الدولي أن الصين ستحتاج إلى هذه الاستثمارات الضحمة للوصول إلى المناخ الأخضر الخالى من العوادم الكربونية من خلال تطوير أنواع الطاقة المستخدمة فى الصناعات المختلفة ولا سيما أن الضباب الدخانى ينتشر فى مدنها المليئة بالمصانع التى تعمل بالوقود التقليدى مثل الفحم والذى يؤدى إلى تلوث الهواء الذى يكلف العالم سنويا مايزيد عن 8 تريليونات دولار.

وذكرت قناة CNBC أن الرئيس الصيني شي جين بينج أكد في خطابه الافتتاحي أمام مؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم على خطته للقضاء على تلوث الهواء وتحقيق المناخ الأخضر وتقليص نسبة الانبعاثات الكربونية بحلول نهاية العقد الحالى.

تحقيق المناح الأخضر يتمثل فى صفر عوادم كربونية

ويرى البنك الدولى أن الصين لكى تحقق المناح الأخضر وتصل إلى أهدافها التى تتمثل فى صفر عوادم كربونية يتعين عليها تقليل الطلب على الفحم بالقرب من الصفر من مستوياتها المرتفعة فى الاستهلاك حاليا والتى تقدر بحوالى نصف استهلاك العالم.

وأشار تقرير البنك الدولي إلى أن الصين -أكبر منتج للغازات المسببة للاحتباس الحراري على مستوى العالم- تأثرت بشدة اقتصادياً من العوادم الكربونية ولاسيما مدنها الساحلية والتي تساهم بحوالى ثلث الناتج المحلي الإجمالي للصين مما يجعلها أكثر المدن تلوثا بالانبعاثات الكربونية.

وأكدت عدة مراكز بحثية أن تحقيق المناخ الأخضر على مستوى العام والتحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة مثل الكهرباء والرياح والشمس قد يوفر للعالم حوالي 12 تريليون دولار بحلول منتصف القرن الحالى.

التحول لمصادر الطاقة المتجددة مطلوب بسرعة للوصل إلى المناخ الأخضر

ويرى الخبراء والباحثون أن التحول السريع لمصادر الطاقة المتجددة لن يتكلف كثيرا وأن الانتقال للطاقة النظيفة للوصل إلى المناخ الأخضر أمر منطقي من الناحية الاقتصادية بفضل انخفاض تكلفة مصادر الطاقة المتجددة على مدار عقود وأن تسريع الانتقال سيجعلها أرخص وأرخص لأن استبدال الوقود الأحفوري بالطاقة النظيفة بشكل كامل بحلول عام 2050 سيوفر تريليونات الدولارات.

ارتفع مؤخرا الوعي بالتغير المناخي فى أكبر اقتصادين فى العالم وهما الصين أكبر مصدر للانبعاثات الضارة في العالم والولايات المتحدة التى تأتى في المرتبة الثانية بقائمة أكثر الدول التي تسبب تلوثا بالعالم وباتت الشعوب فيهما تعتقد أن تغير المناخ يشكل تهديدا بالغ الخطورة ويمنع تحقيق المناخ الأخضر اللازم لحماية كوكب الأرض.

وجاء تقرير البنك الدولى قبل الجولة المقبلة من محادثات المناخ (كوب 27 COP) والمقرر عقدها في مصر الشهر المقبل مع تزايد الاهتمام العالمي بضخامة التكاليف البيئية والاقتصادية الناجمة عن التغير المناخي بسبب غازات الاحتباس الحرارى.