كوب27 يتوصل بختام مؤتمر تغير المناخ لمسودة صندوق تمويل التعويضات للبلاد النامية
نشرت اليوم السبت منظمة الأمم المتحدة المعنية بقمة تغير المناخ مسودة أحدث مقترح لمعالجة قضية الخسائر والأضرار وتتضمن المسودة اتفاقاً على إنشاء صندوق التعويضات للبلاد النامية والفقيرة ولكنه يتطلب الحصول على موافقة جميع الدول ولاسيما الغنية المشاركة في مؤتمر تغير المناخ كوب27 فى مصر والتى هيمنت فيها دعوة البلاد النامية إلى إنشاء صندوق الأضرار المناخية على مفاوضات المؤتمر خلال الأسبوعين الماضيين، مما دفع أطراف القمة للاستمرار بعد موعد انتهائها الأصلي الذي كان مقرراً أمس مع صعوبة التوصل لاتفاق.
وجاء فى قمة منظمة الأمم المتحدة لمؤتمر تغير المناخ كوب27 فى منتجع شرم الشيخ فى مصر أن الدول المعنية ستتفق على إنشاء صندوق التعويضات الجديد لمساعدة البلاد في تحمل تكلفة الخسائر والأضرار الناجمة عن التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة.
مطالبة الدول النامية والفقيرة بإنشاء صندوق التعويضات لتحمل الأضرار المناخية هيمنت على مؤتمر كوب27
وذكرت قناة CNBC أن دعوة الدول النامية والفقيرة إلى إنشاء صندوق التعويضات لتحمل الأضرار والخسائر المناخية هيمنت على مفاوضات الأمم المتحدة خلال الأسبوعين الماضيين أثناء قمة تغير المناخ كوب27 وحتى نهايتها اليوم مع مواجهة الدول صعوبة في التوصل لاتفاق حول تحديد الدول التى ستتحمل تكاليف هذه التعويضات.
وتتضمنت المسودة المقترحة ترحيل معظم القرارات الأكثر إثارة للجدل حول الصندوق إلى العام المقبل، حيث ستقدم لجنة انتقالية توصيات للدول حتى تتبنى قمة المناخ (كوب28) في نوفمبر القادم ومنها تحديد موارد تمويل التعويضات وتوسيع نطاقها في إشارة إلى السؤال المحير خصوص الدول التي يتعين عليها تمويل هذا الصندوق.
الاتحاد الأوروبي يؤيد إنشاء صندوق التعويضات بمشاركة الصينوكان الاتحاد الأوروبي أعلن يوم الخميس الماضى أنه سيؤيد إنشاء صندوق التعويضات إذا شاركت في تمويله الاقتصادات الناشئة كثيفة الانبعاثات مثل الصين بدلاً من الاقتصار فقط على الدول المسؤولة تاريخياً عن التسبب في قدر كبير من الانبعاثات مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وذلك بعد سنوات من مقاومة الدول الغنية لدعوات البلاد المعرضة لتداعيات تغير المناخ المطالبة بتمويل لتعويض الخسائر والأضرار.
وأكدت اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة غربي آسيا (الإسكوا ESCWA ) التابعة لمنظمة الأمم المتحدة فى تقرير جديد أصدرته تحت عنوان "الاحتياجات والتدفقات المتعلقة بتمويل العمل المناخي في المنطقة العربية"، أن هذه المنطقة تحتاج حتى عام 2030 إلى تمويل يزيد عن 570 مليار دولار من أجل تحسين قدرتها على التكيف مع آثار تغير المناخ.
وجاء إعلان لجنة الإسكوا ESCWA أثناء انعقاد قمة الأمم المتحدة لمؤتمر تغير المناخ كوب27 ( COP27 ) فى منتجع شرم الشيخ والذى امتد منذ 6 نوفمبر الجارى وحتى اليوم والذى رأسته القيادة المصرية.
تفاقم تتداعيات تغير المناخ في السنوات المقبلة
ومن المتوقع أن تتفاقم تتداعيات تغير المناخ في السنوات المقبلة، وتتضاعف معها المخاطر على الأمن والاستقرار وخصوصا أن الموارد المالية المتاحة للتعامل معها غير كافية على الإطلاق حيث تعاني العديد من البلاد العربية والأفريقية وغيرها ذات الدخل المحدود من عدم قدرتها على تخصيص مبالغ لمواجهة تداعيات تغير المناخ أو حتى الوفاء بالتزاماتها في مجال البيئة والمحافظة عليها.
وتفاقمت التحديات التى تواجهها البلاد النامية ولاسيما البلاد العربية بعد ارتفاع حجم ديونها الحكومية منذ عام الوباء في 2020 إلى مستوى تاريخي بلغ 1.4 تريليون دولار بسبب المخصصات المالية التى أنفقتها لمكافحة تداعيات جائحة كوفيد-19 بجانب الضغوط المالية الناجمة عن ارتفاع معدلات التضخم وتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا منذ نهاية فبراير الماضى وحتى الآن وربما لشهور طويلة قادمة وارتفاع أسعار السلع الخام كالبترول والمحاصيل الزراعية الاستراتيجية مثل القمح والبذور الزيتية والذرة.