كيف يؤثر ارتفاع سعر الفائدة على أرباح البنوك؟
قال خبراء مصرفيون إن أرباح البنوك تتأثر بعد قرارات البنك المركزي برفع أسعار الفائدة، حيث ستنعكس إيجابا على زيادة العائد من القروض وبالتالي زيادة صافي الدخل من العائد وخاصة للبنوك التي لديها توظيف كبير في قطاع قروض الشركات وبالتالي هناك بعض البنوك المدرجة في البورصة التي ستكون من أكثر المستفيدين من رفع الفائدة، وفق حديث الخبراء مع "أصول مصر".
وكانت قررت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري، في اجتماع استثنائي في أكتوبر الماضي رفع سعر الفائدة على الجنيه بمقدار 200 نقطة أساس.
وأوضح المركزي في بيان، إنه تقرر رفع سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي بواقع 200 نقطة أساس ليصل إلى 13,25٪ و14,25٪ و13,75٪، على الترتيب، كما تم رفع سعر الائتمان والخصم بواقع 200 نقطة أساس ليصل إلى 13,75٪.
قال هاني أبو الفتوح، الخبير المصرفي، إن صافي دخل الفوائد هو جزء كبير من أرباح البنوك وهذا هو السبب الأساسي حين تسعى البنوك الى تقديم أقل عوائد للمدخرين وإقراض الأموال للمقترضين على بفوائد أعلى.
وأوضح أنه عندما يقوم البنك المركزي برفع أسعار الفائدة الرئيسية فذلك يؤثر على ربحية البنوك، لكن هذا التأثير يكون أكبر على البنوك الصغيرة أكثر من البنوك الكبيرة التي تكون تكلفة الأموال لديها أقل لما لديها من أرصدة كبيرة من الودائع التي لا تدفع عنها فائدة مثل أرصدة الحسابات الجارية.
وأضاف أن إحدى المؤشرات الهامة لحساب ربحية البنوك هي نسبة صافي هامش الفائدة Net Interest Margin. يتم احتسابها على النحو التالي: إجمالي الفوائد المحصلة مطروحًا منه اجمالي الفوائد المدفوعة مقسومًا على إجمالي الأصول المنتجة للدخل (تشمل القروض والسلفيات ، أرصدة مع البنوك والمؤسسات المالية الأخرى) فعند رفع الفائدة يرتفع نسبة صافي هامش الفائدة.
وأشار إلي أنه لكن مع رفع الفائدة غالبا ما يتجه العملاء الذين لديهم خطط لاقتراض الأموال إلى إلغاء أو تأجيل هذه الخطط إلى وقت لاحق حتى تنخفض أسعار الفائدة. فالشركات التي ترغب في اقتراض الأموال لتوسيع أعمالها ستواجه تكاليف اقتراض أعلى. وكذلك تتجه القروض الاستهلاكية إلى التباطؤ، ويتأثر بالتالي نمو نشاط قطاع التجزئة نتيجة لذلك.
كما عندما ينخفض منح الائتمان تلجأ البنوك إلى ضخ مزيد من فائض السيولة إلى الاستثمار في أدوات الدين الحكومية ، لتحقيق مستهدفها من الربحية.
ومن جانبه قال أبانوب مجدي، نائب رئيس البحوث لقطاع البنوك والمؤسسات المالية في بنك استثمار بلتون، إن تأثير رفع أسعار الفائدة بالبنك المركزي سيكون إيجابيا بشكل عام على البنوك، لأن مع رفع الفائدة في المركزي يرتفع صافي دخل البنوك من العائد.
تسعير الأوعية الادخارية
وأضاف أن رفع أسعار الفائدة يتيح الفرصة للبنوك الخاصة في مصر لإعادة تسعير الأوعية الادخارية، وهو ما بدأته بعض البنوك بالفعل مثل التجاري الدولي، والعربي الأفريقي، وقطر الوطني الأهلي والتي رفعت الفائدة على الأوعية الادخارية لديها.
وأوضح مجدي أن إعادة تسعير الأوعية الادخارية سيعود بالإيجاب على زيادة حجم المركز الإجمالي لهذه البنوك، وهو ما يكون إيجابيا لصافي الدخل من العمليات المصرفية.
وذكر أن رفع الفائدة سينعكس إيجابا على زيادة العائد من القروض وبالتالي زيادة صافي الدخل من العائد وخاصة للبنوك التي لديها توظيف كبير في قطاع قروض الشركات وبالتالي هناك بعض البنوك المدرجة في البورصة التي ستكون من أكثر المستفيدين من رفع الفائدة مثل بنك تنمية الصادرات، وأبو ظبي الإسلامي، وكريدي أجريكول.
وأشار إلى أن الإقبال على القروض الجديدة في البنوك قد يتأثر سلبا برفع أسعار الفائدة بسبب ارتفاع تكلفة التمويل، ولكن نتائج الأعمال لن تتأثر بهذا التراجع لأنها مستفيدة بالفعل من القروض الحالية للشركات التي تقترض من البنوك بفائدة متغيرة.