خاص| خبراء يوضحون موقف الشركات الناشئة المصرية من انهيار سيليكون فالي بنك
أثار انهيار بنك سيليكون فالي الأمريكي، مخاوف الشركات الناشئة المصرية من عدم القدرة على الوصول لمصادر تمويل، في ظل الأضرار التي ستلحق بالقطاع المصرفي عالميًا، ومصادر تمويل الشركات الناشئة.
ودفع انهيار البنك الشهير الشركات في جميع أنحاء العالم إلى التدافع لإيجاد وسيلة للوفاء بالرواتب والمصروفات التشغيلية الأخرى، بينما تحاول الجهات التنظيمية الأمريكية استرداد ودائع العملاء.
وتتباين الآراء بشأن تأثر الشركات الناشئة فى مصر بتلك الأزمة، حيث يذهب البعض إلى أنها قد تتأثر على المدى الطويل بشكل طفيف نتيجة الذعر الذي يشعر به قطاع الشركات الناشئة فى جميع أنحاء العالم، بينما يرى آخرون أن هناك شركات مصرية بالفعل لديها ودائع في سيليكون فالي.
بدرة: أزمة بنك سيليكون لن تؤثر على القطاع المصرفي المحلي وكذلك الشركات الناشئة المصرية
قال مصطفى بدرة، الخبير الاقتصادي، إن إفلاس بنك "سيليكون فالي" يؤثر تأثير كبير على أسواق الشركات الناشئة التي تتعامل معه من كافة دول العالم، مشيرا إلى أن الجهاز المصرفي المصري ليس له علاقة بتلك الأزمة.
وأضاف أن الجهاز المصرفي المصرفي لا يودع ولا يستثمر في بنك سيليكون فالي، قائلا إن المعايير المحاسبية التي تصدرها المؤسسات الأمريكية لا تطبقها بشفافية وإلا كان يمكن لها أن يجدي نفعا في التدقيق عن المخاطر التي واجهت البنك مسبقا للوصول لحلول تساعد على مواجهتها.
وأشار إلى أن الإدارة التنفيذية الخاصة بالبنك كانت على علم بتوابع الأزمة الذي واجهها خلال الفترة الأخيرة حتى أن بعض الموظفين أقبلوا على بيع أسهمهم في البنك ليتراجع سعر السهم لأكثر من 60% حتى تم الإعلان عن إفلاسه بشكل رسمي.
ويرى أن عدم تقنين الأوضاع بشفافية حملت المودعين والمستثمرين مخاطر أعلى من طاقاتهم، موضحا أنه بموجب قانون الولايات المتحدة يتم تأمين أول 250 ألف دولار من ودائع العملاء من قبل شركة تأمين الودائع الفيدرالية وأن كل من له وديعة أقل من ذلك المبلغ سيحصل عليه لكن دون تحديد وقت معين ومن لديه ودائع بمبالغ أكبر لن يحصل عليها.
وقال إن الحكومات تبحث عن حلول لإنقاذ ذلك الوضع في باقي الفروع الخاصة ببنك سيليكون فالي وأن هناك من بادر بخطوات بالفعل كبريطانيا التي قامت عن طريق وزارة الخزانة بالاستحواذ على الأسهم البريطانية في بنك سيليكون فالي.
أنيس: الشركات الناشئة قد تبحث عن سبل تمويل في أسواق مختلفة
من جانبه قال محمد أنيس، الخبير الاقتصادي، إن سياسة رفع الفائدة التي انتهجها البنك الفيدرالي الأمريكي طوال عام 2022 كان لها عامل ودور مهم في تعسف بنك سيليكون فالي وما زاد من الأزمة سحب العملاء للودائع الخاصة بهم والتي فاقت قدرة البنك على الصمود أمام تلك الأزمة.
ويرى أن هذه الأزمة قد تؤثر على المستوى البعيد بشكل مباشر أو غير مباشر على بعض الشركات الناشئة المصرية التي تتعامل مع بنك سيليكون فالي في حالة لم يتوفر لديها المال الكافي الذي قد يقوي من موقفها المالي أمام تلك الأزمة خاصة مع حالة الزعر التي يشعر بها قطاع الشركات الناشئة في كافة أنحاء العالم.
وتوقع أن تبحث الشركات الناشئة خلال الفترة المقبلة على أسواق مختلفة وعدم الاعتماد على التمويل الأمريكي فقط خاصة في ظل التسهيلات الكبير التي تمنحها بعض الدول العربية لأصحاب الشركات الناشئة ومنها الدول الخليجية.
على جانب آخر، أعلن خالد إسماعيل، الشريك المؤسس لصندوق “هيم أنجل” (HimAngel)،عن عدد الشركات الناشئة المصرية التي تتعامل مع بنك سيليكون فالي يقدر بعشرات الشركات، ومن الصعب تقدير عدد الشركات في الوقت الحالي.
وقدر حجم أموال الشركات المصرية المودعة في البنك الأمريكي بين عدة ملايين و100 مليون دولار.
كان سيليكون فالي أحد أشهر البنوك في العالم للشركات الناشئة، ويقدم خدماته للشركات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وامتلك البنك ما يقرب من 209 مليارات دولار من إجمالي الأصول و175.4 مليار دولار من إجمالي الودائع، وكان البنك سادس عشر أكبر بنك في الولايات المتحدة حتى الأسبوع الماضي عندما تسببت موجة سحب الودائع لمدة يومين في انهيار البنك بسبب مخاوف بشأن ملاءته المالية.