مجموعة العشرينG20 تطرح مشروع الممر الاقتصادي الجديد لمنافسة مبادرة الحزام والطريق الصينية
أعلنت مجموعة العشرينG20 عن اتفاق تاريخي لإطلاق مشروع الممر الاقتصادي العملاق الجديد يضم عدة دول ويربط جنوب آسيا وخصوصا الهند مع الشرق الأوسط وأوروبا حيث ينطلق المشروع من الهند بحرًا إلى دولة الإمارات ثم برًا في السعودية، ومنها إلى الأردن وإسرائيل عبر خط سكة حديد، ثم بحرًا وصولًا إلى اليونان ومنها إلى أوروبا برًا لمنافسة مبادرة الحزام والطريق الصينية وبالتالي فإن دول الشرق الأوسط المشاركة في هذا الممر هي الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل لربط الموانئ عبر قارتين وتحقيق شرق أوسط أكثر استقرارا وازدهارا وتكاملا.
ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين، أثناء قمة مجموعة العشرينG20 مشروع الممر الاقتصادي العملاق الجديد المشروع بأنه "تاريخي" وباعتباره "ممرًا اقتصاديًا بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا من شأنه أن يجعل التجارة بين الهند وأوروبا أسرع بنسبة 40% كما يهدف إلى تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط انابيب وكذلك إنشاء خطوط للسكك الحديدية وإلى تعزيز أمن الطاقة، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، وتنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية، وتعزيز التبادل التجاري وزيادة مرور البضائع من خلال ربط السكك الحديدية والموانئ لمنافسة مبادرة الحزام والطريق الصينية.
مشروع الممر الاقتصادي العملاق بين الهند وأوروبا عبر الشرق الأوسط
جاء هذا الإعلان في نيودلهي على هامش قمة مجموعة العشرينG20 والذي يتناول مشروع الممر الاقتصادي العملاق بين الهند وأوروبا عبر الشرق الأوسط، وبدأت الدول المشاركة في هذا المشروع بإعداد العدة للمراحل العملية التي من المقرر أن تبدأ قريبًا ورغم أن الولايات المتحدة طرف رئيس في الاتفاق، إلا أنها طرف راع ومستثمر ولا يشملها الممر الاقتصادي غير أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وصف الصفقة بأنها صفقة كبيرة حقًا.
وذكرت كالة أسوشيتد برس أن تفاصيل مشروع الممر الاقتصادي العابر للقارات بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا والذي طرحته مجموعة العشرينG20 لم تتضمن تصريحات القادة عن أسماء كافة الدول المشاركة في الممر الاقتصادي، إلا أن دولة الإمارات تلعب دورا محوريا في إنجاح المشروع كما أن تقارير صحافية استندت إلى مصادر رسمية حددت خارطة هذا الممر الاقتصادي الجديد الذي سينافس الممرات الدولية الأخرى وخصوصا برنامج "طرق الحرير الجديدة" التي أنفقت الصين عليه أكثر من 8 تريليونات دولار.
مشروع الممر الاقتصادي العملاق من الهند بحرًا إلى دولة الإمارات
و ينطلق مشروع الممر الاقتصادي العملاق من الهند بحرًا إلى دولة الإمارات ثم برًا في السعودية، ومنها إلى الأردن وإسرائيل عبر خط سكة حديد، ثم بحرًا وصولًا إلى اليونان ومنها إلى أوروبا برًا وبالتالي فإن دول الشرق الأوسط المشاركة في هذا الممر هي الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل بهدف ربط دول الشرق الأوسط بالسكك الحديدية وبالهند عبر خطوط ملاحية من موانئ المنطقة ليتضمن جانبين في البنية التحتية، الملاحة البحرية والسكك الحديدية كما جاء في اجتماعات قمة مجموعة العشرينG20.
وينقسم مشروع الممر الاقتصادي الذى أطلقته مجموعة العشرين G20 من ممرين منفصلين هما "الممر الشرقي" الذي يربط الهند مع الخليج العربي و"الممر الشمالي" الذي يربط الخليج بأوروبا ويبدأ الممر الشرقي من موانئ الهند إلى الإمارات العربية المتحدة، ثم يشق طريقه داخل السعودية عبر خطة سكة حديد تعبر الأردن ومنها إلى إسرائيل حتى ميناء حيفا ثم يستكمل الممر طريقه إلى أوروبا بحرًا حتى اليونان.
وسيعمل المشاركون في مشروع الممر الاقتصادي على تقييم إمكانية تصدير الطاقة الخضراء ومنها الكهرباء والهيدروجين النظيف لتعزيز سلاسل الإمداد الإقليمية كونه جزءًا من الجهود المشتركة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ودمج جوانب الحفاظ على البيئة في المبادرة التي تنافسة مبادرة الحزام والطريق الصينية.
تعاون دولة الإمارات في تنفيذ مشروع الممر الاقتصادي المقدم من مجموعة العشرينG20
ويؤكد تعاون دولة الإمارات في هذه المبادرة لتنفيذ مشروع الممر الاقتصادي ودورها المحوري فيها، على جهودها لتعزيز شراكاتها الدولية والإسهام في تحقيق مستقبل مستدام، لاسيما قبيل استضافتها مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28 " خلال شهر نوفمبر المقبل.
وتتطلع الدول المعنية بكل ممر إلى العمل الجماعي لتنفيذ مشروع الممر الاقتصادي وإنشاء كيانات تنسيقية لمعالجة مجموعة كاملة من المعايير التقنية والتصميمية والتمويلية والقانونية والتنظيمية ذات الصلة لدعم هذه المبادرة ولكن لم تحدد الولايات المتحدة جدولًا زمنيًا حتى الآن، ولم تقدم أي تفاصيل عن تكلفة المشروع أو تمويله إلا ان عاموس هوشستين، منسق بايدن للبنية التحتية العالمية وأمن الطاقة، وضع جدولًا زمنيًا تقريبيًا للمشروع خلال العام المقبل علي أن تقوم مجموعات عمل بوضع خطة وتحديد جداول زمنية في غضون الستين يومًا المقبلة.
ربط البنية التحتية المادية بين الدول ووضع الخطط موضع التنفيذ العام المقبل
وتتضمن المرحلة الأولى من مشروع الممر الاقتصادي تحديد المجالات التي تحتاج إلى الاستثمار وحيث يمكن ربط البنية التحتية المادية بين الدول ووضع الخطط موضع التنفيذ خلال العام المقبل حتى يتمكن المشروع من الانتقال إلى التنفيذ الفعلي والذى يتم الإعداد له منذ يوليو 2022 حيث تحدث بايدن عن الحاجة إلى مزيد من التكامل الاقتصادي الإقليمي أثناء قمة مجموعة العشرين G20.
بدأ البيت الأبيض في يناير الماضي، بإجراء محادثات مع الشركاء الإقليميين، في مقدمتهم دولة الإمارات، حول مشروع الممر الاقتصادي وبحلول الربيع، كانت تتم صياغة الخرائط والتقييمات المكتوبة للبنية التحتية الحالية للسكك الحديدية في الشرق الأوسط بينما قام مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، وكبار مساعديه في البيت الأبيض هوشستاين وبريت ماكغورك، بجولة في مايو للقاء نظرائهم الإماراتين والسعوديين والهنود وعملت جميع الأطراف منذ ذلك الحين على وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل الاتفاق الذي أُعلن عنه في ختام قمة مجموعة العشرين G20.
مشروع الممر الاقتصادي يجمع دول الشرق الأوسط كمركز للنشاط الاقتصادي
وأكد جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، إن البنية التحتية المتطورة ستعزز النمو الاقتصادي وتساعد على جمع دول الشرق الأوسط معًا وترسيخ المنطقة كمركز للنشاط الاقتصادي بدلًا من أن تكون مصدرًا للتحدي أو الصراع أو الأزمة كما كانت في التاريخ الحديث حيث إن جزءًا من البنية التحتية لهذا الممر الاقتصادي جاهز عمليًا في العديد من الدول، وأن دولة الإمارات من أكثر الدول جاهزية نظرًا لاستثمارها المبكر في تطوير البنية التحتية بكافة القطاعات، وستقوم الدول بتطوير خطوط سكك حديدية قائمة بالفعل وتوظيفها لتكون ملائمة لأخذ دور جديد في نقل البضائع عبر القارات.
يأتي الاتفاق مشروع الممر الاقتصادي العملاق الجديد العابر للقارات في وقت حساس يسعى فيه الرئيس الأميركي جو بايدن لمواجهة مبادرة البنية التحتية العالمية الصينية لمشروع الحزام والطريق من خلال طرح واشنطن شريكًا ومستثمرًا بديلا أمام الدول النامية في مجموعة العشرين G20 وسيتيح فرصًا لا نهاية لها للطاقة الخضراء والكهرباء النظيفة ومد الكابلات لربط المجتمعات.
مشروع الممر الاقتصادي العملاق الجديد يضع بذورا لأحلام الأجيال المقبلة
وقال ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند المضيفة لقمة مجموعة العشرين G20 إن مشروع الممر الاقتصادي العملاق الجديد يضع بذورا تجعل أحلام الأجيال المقبلة أكبر بينما أكد جون فاينر نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي إن الاتفاق سيعود بالنفع على الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل في المنطقة، ويتيح للشرق الأوسط أداء دور حاسم في التجارة العالمية لأن المشروع يهدف إلى ربط دول الشرق الأوسط من خلال السكك الحديدية وربطها بالهند من خلال الموانئ، مما يساعد على تدفق صادرات الطاقة والتجارة من الخليج إلى أوروبا، مما يساعد في تقليص أوقات وتكاليف الشحن واستخدام الوقود.
ومن المقرر توقيع مذكرة تفاهم للاتفاق علي مشروع الممر الاقتصادي العملاق الجديد من جانب الاتحاد الأوروبي والهند والسعودية والإمارات والولايات المتحدة وشركاء آخرين في مجموعة العشرين G20 لأن ربط هذه المناطق الهامة فرصة هائلة لخفض التوتر في أنحاء المنطقة" و"التعامل مع الصراعات الإقليمية ولم تتوفر تفاصيل عن قيمة الصفقة حتى الآن غير أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أعلن خلال كلمته بمبادرة الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار التي أطلقها الرئيس بايدن بمساهمة المملكة بحوالي 20 مليار دولار.