ارتفاع الأسهم الأمريكية عقب تصريحات جيروم باول بشأن السياسة النقدية
حصلت الأسهم الأميركية على جرعة من التشجيع بعد أن أشار جيروم باول، رئيس الاحتياطى الفيدرالى، إلى أن دورة التشديد النقدي الحالية قد قطعت شوطًا طويلًا في مسيرتها، وأشار إلى أن الاحتياطي الفيدرالي يتحرك بحذر، ليرتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بأكثر من 1%، وانخفضت أسعار الفائدة على سندات الخزانة لأجل 10 أعوام بمقدار 20 نقطة أساس إلى 4.73%، ذلك الصعود الذي حفزه في البداية خطط وزارة الخزانة لإبطاء وتيرة زيادة مبيعاتها للديون طويلة الأجل. تُظهر مقايضة الفائدة لشهر يناير معدل ذروة عند 5.41%، أي زيادات إضافية بما يعادل ثماني نقاط أساس فقط.
ارتفاع الأسهم الأمريكية عقب تصريحات جيروم باول بشأن أسعار الفائدة
قال إدوارد مويا، كبير محللي السوق للأميركتين في "واندا" (Oanda): "حاول الاحتياطي الفيدرالي إرسال رسالة متشددة، لكن وول ستريت لا تعتقد أنه سيحدث المزيد من التشديد في هذه الدورة.. حاول باول التحدث بلهجة متشددة، لكنه لم يكن مُقنعًا بما فيه الكفاية".
استفادت السوق أيضًا من إشارة الاحتياطي الفيدرالي إلى أن ارتفاع عوائد سندات الخزانة طويلة الأجل يقلل من الدافع لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى. والتصوّر هنا هو أن الزيادة الهائلة في أسعار الفائدة طويلة الأجل قد أنجزت بشكل فعّال بعض العمل الذي كان يسعى الاحتياطي الفيدرالي لإنجازه في سعيه لتشديد الأوضاع المالية وإعادة التضخم إلى هدف 2%.
قالت كالي كوكس من "إي تورو" (eToro): "لم يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة اليوم لأن سوق السندات زادتها له.. يجب أن يكون هذا بمثابة مصدر ارتياح للمستثمرين.. فالاحتياطي الفيدرالي يهتم بالصورة الكبيرة، وهو يعلم أن زيادة التشديد النقدي في ظل الظروف الصعبة إلى حد كبير يمكن أن يضر بالاقتصاد".
النشاط الاقتصادي والتوظيف والتضخم
أبقت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية التابعة للبنك المركزي الأميركي، والتي تضع السياسات النقدية، أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ 22 عامًا للمرة الثانية على التوالي يوم الأربعاء، وقالت في بيان بعد الاجتماع إن "تشديد الشروط المالية والائتمانية للأسر والشركات من المرجح أن يؤثر على النشاط الاقتصادي والتوظيف والتضخم"، كما أضافت كلمة "مالية" إلى الجملة التي كانت تشير في السابق إلى "شروط الائتمان" فقط.
قال مات بوش، محلل الاقتصاد الأميركي لدى "غوجنهايم بارتنرز لإدارة الاستثمارات" (Guggenheim Partners Investment Management): "ألمح البيان إلى ارتفاع أسعار الفائدة طويلة الأجل من خلال إضافة أن الظروف المالية من المرجح أن تؤثر على النشاط الاقتصادي.. حاول باول التقليل من أهمية ذلك بالقول إن التغييرات يجب أن تكون مستمرة حتى تكون مهمة، ولكن يبدو أن ارتفاع عوائد السندات قد فاجأ الاحتياطي الفيدرالي، وقد رأينا انعكاس ذلك حتى على مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي المتشددين الذين تحولوا للإدلاء بتصريحات أقل تشددًا خلال الأسابيع القليلة الماضية".
على الجانب الآخر، ترى تيفاني وايلدنغ، الخبيرة الاقتصادية لدى "باسيفيك انفستمنت مانجمنت" (Pacific Investment Management) أن البنك المركزي يعمل على موازنة البيانات الاقتصادية القوية التي صدرت في الأشهر الأخيرة، مع الظروف المالية الأكثر صرامة، وقالت: "استنادًا إلى اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في نوفمبر، يبدو أن الظروف المالية الأكثر تشددًا هي التي تصب في صالح مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في الوقت الحالي".
بينما قال باول إن مسؤولي السياسة النقدية لا يناقشون حاليًا خفض أسعار الفائدة، يرى بريستون كالدويل من "مورننغ ستار" (Morningstar) أن لهجة الاحتياطي الفيدرالي يبدو أنها تتجه نحو موقف أقل تشددًا، مما يفتح الباب أمام التيسير الحتمي في العام المقبل.