ارتفاع أسعار البترول العالمية1%الأسبوع الماضي لهجمات الحوثيين على السفن والناقلات بالبحر الأحمر
صعدت أسعار البترول العالمية بما يزيد عن 1% خلال الأسبوع الماضي بسبب هجمات المسلحين الحوثيين المتمركزين في اليمن على السفن والناقلات البحرية التي تمر عبر باب المندب إلى البحر الأحمر ومع إعلان إدارة الرئيس بايدن أن هجمات القوات الأمريكية والبريطانية الجوية على قواعد الحوثيين من المحتمل أن تستغرق وقتا طويلا مما قد تؤدي إلى تعطل الإمدادات، لترتفع أسعار النفط إلى حوالي 78.6 دولار لبرميل خام برنت القياسي العالمي وإلى أكثر من 73.4 دولار لبرميل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي.
وسجلت أسعار البترول العالمية مكاسب أسبوعية، بعد أن طغت المخاوف على الأسواق بسبب تصاعد الاضطرابات والتوترات الجيوبوليتيكية في الشرق الأوسط نتيجة الحرب على حماس في غزة وهجمات الحوثيين وتعطل الإنتاج في بعض المناطق مثل ليبيا.
تراجع أسعار البترول العالمية العالمي بسبب ضعف نمو الاقتصاد العالمي
ومع ذلك فقد تراجعت أسعار البترول العالمية بأقل من 1% في ختام تعاملات نهاية الأسبوع في جلسة الجمعة الماضية في البورصة الأمريكية للسلع وبنسبة 0.9 % لبرميل غرب تكساس الوسيط الأمريكي و0.7 % لبرميل خام برنت القياسي العالمي بسبب ضعف نمو الاقتصاد العالمي وانخفاض الطلب على النفط.
وذكرت وكالة بلومبرج أن استمرار ارتفاع أسعار البترول العالمية يرحع أساسا إلى المخاطر المتزايدة في الشرق الأوسط بسبب حرب إسرائيل ضد حماس في غزة منذ حوالي 105 يوما والمتاعب في البحر الأحمر الناجمة عن هجمات الحوثيين المستمرة على السفن والناقلات البحرية في البحر الأحمر.
استمرار إنتاج البترول برغم التوترات في الشرق الأوسط
ويرى المحللون في المراكز البحثية أنه رغم أن التوترات في الشرق الأوسط مستمرة إلا أنه لم يتوقف أي إنتاج للنفط غير أن أسعار البترول العالمية لا تزال تواجه اضطرابات في الإمدادات تشكل خطرا صعوديا مع انقطاع الإمدادات المستمر في ليبيا، التي تسببت فيها الاحتجاجات التي تضع حقول النفط هدفًا رئيسيًا ليتراجع الإنتاج دون المليون برميل يوميًا، حسب بيانات وزارة النفط والغاز الليبية.
وانخفضت أسعار البترول العالمية في نهاية الأسبوع بعد ظهور بيانات في الصين، أكبر مستورد للخام تبين تباطؤ النمو الاقتصادي عن المتوقع في الربع الماضي لتثير الشكوك حول التوقعات بأن الطلب الصيني سيقود نمو النفط العالمي في العام الحالي.
توقعات بارتفاع أسعار البترول العالمية
ولكن توقعات وكالة الطاقة الدولية المرتفعة لنمو الطلب على النفط والتى تمثل نصف توقعات مجموعة المنتجين في منظمة أوبك ساعدت على ارتفاع أسعار البترول العالمية بعد أن أكدت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا لها أن السوق تبدو جيدة بشكل معقول في عام 2024 باستثناء الاضطرابات الكبيرة في التدفقات.
وأدى أيضا انضمام وكالة الطاقة الدولية إلى مجموعة المنتجين في منظمة أوبك في توقع نمو قوي للطلب العالمي على النفط إلى صعود أسعار البترول العالمية علاوة على الطقس الشتوي البارد إنتاج الخام الأميركي وأعلنت الحكومة عن انخفاض أسبوعي كبير في مخزونات الخام مما يعنى هبوط المعروض من البترول.
ويشعر تجار النفط بالقلق إزاء المخاطر الجيوبوليتيكية الجديدة في الشرق الأوسط. بعد أن أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية إن باكستان نفذت ضربات داخل إيران، استهدفت المسلحين الانفصاليين البلوش، بعد يومين من الضربات الإيرانية داخل الأراضي الباكستانية لتزداد احتمالات نفص المعروض من الخام وارتفاع أسعار البترول العالمية.
تزايد التوقعات نمو الطلب على النفط
وجاء في التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية إنها تتوقع نمو الطلب على النفط بمقدار 1.24 مليون برميل يوميا في عام 2024، بزيادة 180 ألف برميل يوميا عن توقعاتها السابقة بينما أعلنت منظمة البلدان المنتجة للنفط (أوبك) إنها تتوقع نمو الطلب بمقدار 2.25 مليون برميل يوميا هذا العام، دون تغيير عن توقعاتها في ديسمبر وإن الطلب على النفط من المتوقع أن يرتفع بقوة بحوالي 1.85 مليون برميل يوميًا في 2025 ليزداد إلى 106.21 مليون برميل يوميًا.
وكانت الهجمات التي شنها المسلحون الحوثيون المتمركزون في اليمن على السفن في البحر الأحمر تضامنا مع الفلسطينيين خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، أرغمت العديد من الشركات على تحويل مسار الشحنات حول أفريقيا، مما زاد من أوقات الرحلات وتكاليفها ولكن بعد أن شنت الولايات المتحدة ضربات جوية ضد أهداف للحوثيين في اليمن ردا على الهجمات على السفن عادت ناقلات النفط التي حولت مسارها بعيدًا عن البحر الأحمر أدراجها ومرت عبر مضيق باب المندب، على الرغم من استمرار التوترات في المنطقة في تعطيل الشحن والتجارة العالمية.