طارق الجمال: مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي ورسائل الرئيس السيسي يدفعان نحو تحقيق انطلاقة كبرى في التعهيد
قال المهندس طارق الجمال – رئيس مجلس إدارة شركات «ريدكون» – إن مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي الذي ينعقد في مصر وحديث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الفرص الاستثمارية وعزم الدولة على الترويج لمصر كمركز إقليمي لسلاسل الإمداد للشركات الأوروبية ومركز لنقل وتداول الطاقة المتجددة والخضراء، سيفتحان آفاقًا جديدة نحو جذب المزيد من الاستثمارات.
مصر ستصبح مركزًا إقليميًّا لسلاسل الإمداد.. والموقع الجغرافي وتوافر العمالة الشابة عوامل تميز
وأشار إلى أن العالم بأكمله يتحدث عن خدمات التعهيد، والمقصود بها الاستعانة أو توظيف كفاءات وقوى وأفراد ووسائل وخدمات من مؤسسات أو شركات أو جهات خارج النطاق الجغرافي للبلد Outsourcing،
حيث يمكن للدول إنشاء مصانع لها في دول خارج حدودها وبعمالة من تلك الدول، وبعد ذلك تمدُّ دولها الأم بالمنتجات النهائية، وكذلك في مجال الخدمات المختلفة، مثل الاستشارات الهندسية والمحاسبة وغيرها، فتقوم إيطاليا على سبيل المثال بالحصول على مقار إدارية في الهند، وتدار تلك المقار بعمال من دولة الهند لتقديم الخدمات المطلوبة إلى المواطنين والمستثمرين بإيطاليا.
وقال الجمال إن مصر لديها فرصة كبرى في مجال التعهيد مع التمتع بموقع استراتيجي وتوافر العمالة.
ولفت إلى أن التوزيع الديموغرافي لمصر يتسم بأن 65% من السكان تحت سن 35 عامًا، والنسبة الكبرى منهم حملة شهادات عليا في كل التخصصات، ومن ثم هناك وفرة في العمالة، كما أن تكاليف المعيشة بمصر وأجور العمالة أقل كثيرًا من باقي الدول.
وأوضح أن الدول الأوروبية تعاني من تراجع أعداد الشباب وانخفاض المواليد الجدد، كما تحرص على الحفاظ على هويتها وعِرقها بتقليل توافد المهاجرين والجنسيات الأخرى إليها، ولذلك يعد الحل المثالي لها هو التعهيد لإمدادها بالمنتجات والخدمات المطلوبة.
وأشار إلى أن جزءًا كبيرًا من النهضة التي حققتها الهند كان من خدمات التعهيد، ووصلت إيراداتها من تلك الخدمات إلى نحو 300 مليار دولار سنويًّا، وفي مصر تبلغ الإيرادات من تلك الخدمة حتى الآن نحو 10 إلى 12 مليار دولار.
تبنِّي الدول الأوروبية آلية CBAM التي تهدف إلى ضبط انبعاثات الكربون مع التعهيد سيسرع من تحقيق الاستدامة بالدول النامية
ومن ناحية تحفيز الاستدامة قال الجمال إن التوسع في خدمات التعهيد سيكون له دور كبير في تحقيق نتائج أسرع بالاستدامة للدول، حيث تُطبِّق الدول الأوروبية آلية Carbon Boarder Adjustment Mechanism، واختصارها CBAM، وهي آلية تهدف إلى ضبط انبعاثات الكربون، وتضع ضوابط على الواردات التي يتم دخولها إلى دول القارة من الإنتاج الكثيف الانبعاثات، ومن ثم ستحرص الدول الأوروبية على أن تقوم بإنشاء مصانع في الدول الخارجية بمواصفات تراعي تقليل الانبعاثات.
وأوضح أن دول الاتحاد الأوروبي نظرًا لقيامها بنقل مصانعها إلى الخارج ستقل الانبعاثات بها، ومع حرصها على تقليل الرسوم على الواردات وفقًا للآلية ستقوم بإنشاء مصانع بمواصفات بيئية تقلل من الانبعاثات الكربونية بما يحقق الاستدامة.
وCBAM هي أداة الاتحاد الأوروبي لتحديد سعر عادل للكربون المنبعث في أثناء إنتاج السلع الكثيفة الكربون التي تدخل الاتحاد الأوروبي، وتشجيع الإنتاج الصناعي الأنظف في البلدان خارج الاتحاد الأوروبي، وهي مجموعة من الضوابط التي سيطبقها الاتحاد الأوروبي على وارداته الخارجية اعتبارًا من يناير 2026.