خلال مؤتمر الغرفة الأمريكية بالقاهرة
مصر أنفقت مليارات الدولارات لتطوير البنية الأساسية وتحقيق الاستدامة
عقدت الغرفة الأمريكية بالقاهرة المؤتمر السنوي الخاص بها لمناقشة مستجدات سوق العقارات في مصر، بحضور كبار المسؤولين ومطوري القطاع الخاص.
«عقارات النيل» راعٍ رئيسي للمؤتمر.. وكبار الخبراء ناقشوا آليات تعظيم الاستفادة من المشروعات الكبرى التي نفذتها الدولة
وانعقد المؤتمر برعاية شركة «إكسبو ريبابلك» المُنظِّمة لمعارض «عقارات النيل».
الدكتور عبد الخالق إبراهيم: الدولة أنفقت نحو 20 مليار دولار للتطوير وتحسين جودة الحياة
وتحدث الدكتور عبد الخالق إبراهيم – نائب وزير الإسكان – عن جهود الدولة في السنوات الأخيرة لتطوير البنية الأساسية وبناء المدن الجديدة وتحسين جودة الحياة للمصريين، مشيرًا إلى أن الدولة أنفقت نحو 20 مليار دولار لتنفيذ عمليات التطوير وتحسين جودة الحياة.
وأضاف أن السنوات الخمس الماضية شهدت إنفاق العديد من الاستثمارات على مدن الجيل الرابع، من بينها العاصمة الإدارية الجديدة، وقد تم إنفاق 5 مليارات دولار في العلمين الجديدة، وهو ما ساهم في تحول الساحل الشمالي إلى وجهة عالمية.
الساحل الشمالي
وأشار إلى أنه خلال العام الماضي زار الساحل الشمالي 105 جنسيات، خاصة مدينة العلمين الجديدة، وهذا أمر يؤكد قيمة ما تم تنفيذه من تطوير بهدف تحقيق التنمية المستدامة.
وأضاف نائب وزير الإسكان أن رأس الحكمة جذبت 35 مليار دولار، وهو رقم كبير من الاستثمار والمشروعات في مصر، لافتًا إلى أن رأس الحكمة وجهة سياحة هامة في الساحل الشمالي، وستكون المرحلة الأولى على مساحة 10 آلاف فدان.
وزير الطيران المدني: خطط لتطوير مطار برج العرب وإنشاء مطار برأس الحكمة
وكشف الدكتور سامح الحفني – وزير الطيران المدني – أن هناك خططًا لتطوير مطار برج العرب، وهناك خطة لإنشاء مطار في رأس الحكمة بجانب مطار العلمين تزامنًا مع عمليات التعمير والتطوير في الساحل الشمالي.
وأضاف أن الحكومة تخطط لعملية ربط كبيرة للمناطق الاقتصادية والاستثمارية في السخنة وجرجوب والعريش وطابا وغيرها، بوسائل المواصلات المتنوعة التي تخدم الاقتصاد بشكل أساسي، وتخطط لزيادة طاقة المطارات إلى 50.9 مليون مسافر.
الشيخ حمد بن طلال آل ثاني: «الديار» القطرية تبحث عن فرص استثمارية بمصر.. والحكومة حلَّت العديد من التحديات التي واجهتنا
ومن جانبه أشار الشيخ حمد بن طلال آل ثاني – الرئيس التنفيذي للتطوير وتسليم المشروعات في آسيا وإفريقيا لشركة «الديار» القطرية – إلى أن مصر تُعَدُّ وجهة سياحية جاذبة تمتلك جميع المقومات، وأن الشركة تبحث عن فرص استثمارية بها ومهتمة بالوجود في مصر رغم أنها تستثمر في 20 دولة.
وتابع: «نشكر الحكومة المصرية على حل العديد من التحديات التي واجهتنا».
نجيب ساويرس: ارتفاع الفائدة البنكية إلى 30% سبب رئيسي في زيادة أسعار العقارات في مصر
ومن جانبه قال رجل الأعمال نجيب ساويرس – رئيس مجلس إدارة شركة «أورا ديفلوبرز إيجيبت» – إن هناك فرصًا استثمارية ذهبية في البحر المتوسط، والدليل على ذلك ارتفاع استثمارات العرب في الساحل الشمالي، وهو ما من شأنه تعزيز التدفقات النقدية الأجنبية للبلاد.
وأضاف ساويرس أن تكلفة اتفاقية المشروع المصري الإماراتي الجديد لإنشاء منتجع سياحي في الساحل الشمالي تتجاوز 3 مليارات جنيه.
وأكد ضرورة جذب المستثمرين الأوروبيين إلى الساحل الشمالي، لافتًا إلى أن تونس تستطيع جذب 10 ملايين سائح من خلال شواطئها سنويًّا، وتستطيع مصر تحقيق ما هو أكثر من ذلك.
أسعار الفائدة
وأكد ساويرس أن زيادة أسعار الفائدة البنكية إلى 30% تشكل عائقًا كبيرًا أمام تحقيق الأرباح، وتعتبر أيضًا أحد الأسباب الرئيسية في ارتفاع أسعار العقارات في مصر، مؤكدًا أن هذه الفائدة المرتفعة تؤثر سلبًا في قدرة المطورين على تسليم مشروعاتهم في المواعيد المتفق عليها مع العملاء.
وأضاف ساويرس أنه يجب على البنك المركزي المصري إعادة النظر في معدل الفائدة على القروض، مشيرًا إلى أن نسبة 30% لا تشكل عائقًا أمام قطاع العقارات فحسب، بل تؤثر في باقي القطاعات الاقتصادية أيضًا.
وأوضح ساويرس أن الذهب لا يزال فرصة استثمارية جيدة، متوقعًا استمرار زيادة أسعاره، خاصة أن المعروض بدأ يتراجع في ظل زيادة معدلات الطلب، على حدِّ قوله.
البنية التحتية المتطورة
وأكد نجيب ساويرس أهمية البنية التحتية المتطورة وشبكة الطرق في مصر، التي ساهمت بشكل كبير في تحسين الربط بين شرق القاهرة وغربها.
أحمد شلبي: التعاون الحكومي مع القطاع الخاص يخلق مستقبلًا مستدامًا
من جانبه قال الدكتور أحمد شلبي – الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة «تطوير مصر» – إن الوقت الحالي هو الأمثل للاستثمار في المدن الجديدة، مثل الجلالة بالعين السخنة، والعلمين الجديدة، والمنصورة الجديدة.
وأضاف أن القطاع العقاري والصناعات المساعدة له يساهمان بنحو 32% في الناتج المحلي الإجمالي.
وأشار إلى أن تعزيز التعاون الحكومي مع القطاع الخاص يخلق مستقبلًا مستدامًا لتحقيق نمو اقتصادي قوي.
طارق الجمال: الدولة اتخذت خطوات هامة في السنوات العشر الماضية.. وركزت على تنفيذ وسائل مواصلات صديقة للبيئة
ومن جانبه أكد المهندس طارق الجمال – رئيس مجلس إدارة شركات «ريدكون» – أن توفير البنية التحتية بمختلف أنواعها من مياه وكهرباء وطرق ومواصلات وغيرها هو أساس خلق حياة بالمدن الجديدة، وتُعَدُّ المواصلات المرفق الأهم الذي يسهم فعليًّا في جذب الكتل السكانية والاستثمارات إلى المدن.
وأشار إلى أن القطاع الخاص يستطيع إمداد مشروعاته ببعض المرافق، مثل المياه والصرف الصحي والكهرباء، ولكن لا يستطيع توفير المواصلات، وخاصة السكك الحديدية، لأنها تتطلب استثمارات كبرى، ومن ثم فتوفيرها يقع على عاتق الحكومات.
وأوضح أن مصر اتخذت خطوات هامة في السنوات العشر الماضية نحو تطوير منظومة المواصلات والطرق، وتم تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى وتطوير السكك الحديدية وتنفيذ خطَّي مترو الأنفاق الثالث والرابع، وكذلك المونوريل والقطار الكهربائي، وجميعها مواصلات تحقق الاستدامة لأنها تعمل بالكهرباء وتسهم في الحفاظ على البيئة.
وأضاف أن مصر بدأت حاليًّا في التركيز على خلق براندات للعديد من المقاصد السياحية بها، بما يضمن جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وتصدير العقار والخدمات، والمطلوب هو استمرار عمليات التطوير وابتكار آليات ترويجية جديدة.
الاستدامة
وشدد على أن الاستدامة أحد أهم العوامل التي تدفع نحو زيادة الأرباح وتحقيق العوائد المستهدفة لشركات القطاع الخاص، وهو ما أدركته الشركات الكبرى العاملة في القطاع العقاري، وأصبحت تركز على إدخال التقنيات المستدامة بمشروعاتها، وذلك لدورها في توفير مصروفات التشغيل والصيانة والحفاظ على الطاقة، وكذلك جذب العملاء الأجانب والشركات المتعددة الجنسيات.
وأضاف أن شركة «ريدكون» تحرص دائمًا على تطوير التقنيات المستدامة المستخدمة في مشروعاتها والعمل على إدخال أحدث التقنيات، وهو الأمر الذي يسهم في خلق قيمة مضافة للمشروعات.
أيمن عامر: الاستدامة واستخدام الطاقة المتجددة لم يعودا ملفات ثانوية
وأكد المهندس أيمن عامر – المدير العام لشركة «السادس من أكتوبر للتنمية سوديك» –أن الاستدامة واستخدام الطاقة المتجددة لم يعودا ملفات ثانوية، بل أصبحا متطلبات رئيسية في المشروعات العقارية، خاصة مع تركيز الاستثمارات الأجنبية والشركات المتعددة الجنسيات على الحصول على مقار ووحدات تتبع التقنيات المستدامة.
وأضاف أن التحديات التي نشهدها حاليًّا من ندرة الموارد واستمرار ارتفاع الطاقة تجعل البحث عن مصادر بديلة ضرورة قصوى، فلا بد من التوسع في استخدام مصادر الطاقة البديلة، مثل الطاقة الشمسية، وكذلك تحلية وتدوير المياه.
وأوضح أن «سوديك» بدأت مبكرًا في استخدام التقنيات المستدامة، وتمتلك حاليًّا ثاني أكبر محطة في الشرق الأوسط لتوليد الطاقة الشمسية.
وتابع المهندس أيمن عامر أن الشركة لديها محطات تحلية للمياه بمشروعاتها في الساحل الشمالي.
أيمن القوصي : الوعي والثقافة تحديات تواجه التوسع نحو التحول الأخضر
وقال المهندس أيمن القوصي – الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة «ميدار للاستثمار والتنمية العمرانية» – إن الوعي والثقافة من التحديات التي تواجه التوسع في التقنيات المستدامة والتحول الأخضر.
وأشار إلى أهمية إيجاد آليات لتوعية المجتمعات بأهمية الاستدامة ودورها في خلق حياة جيدة.
وأوضح أن التمويل تحدٍّ كبير في سبيل التحول إلى الاستدامة أيضًا، مشيرًا إلى أن الفترة الماضية شهدت تطورًا كبيرًا في ذلك الملف الهام.
القيمة المضافة
أحمد بدراوي:مشروعات البنية التحتية ساهمت في خلق حياة وقيمة مضافة
وقال أحمد بدراوي – نائب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة «مراكز» – إن مشروعات تطوير البنية التحتية التي نفذتها الدولة على مدار السنوات الماضية ساهمت في خلق حياة ورفع القيمة المضافة للمشروعات العقارية.
وأشار إلى أن الشركة عندما حصلت في 2017 على قطعة الأرض التي أقامت عليها مشروع District 5 في القاهرة الجديدة واجهت تحديات وتساؤلات، خاصة أن قطعة الأرض كانت تقع في مكان لم تكن توجد فيه مشروعات مرافق وبنية تحتية، ولكن عندما عملت الدولة على تنفيذ البنية التحتية وقامت بالإسراع من التنفيذ وتقديم مشروع مميز، حدثت طفرة في المنطقة كلها، وبالتبعية القيمة المضافة للأراضي بها.
وأوضح أن الشركة حرصت على تنفيذ مشروع مبتكر يراعي كل التفاصيل؛ من التعامل مع البيئة المحيطة وطبيعتها، وكذلك الواجهات المبتكرة، والعمل على تقديم جميع الخدمات التي يحتاج إليها العملاء.
وأوضح أن الشركة تنفذ مشروعات مميزة بالساحل الشمالي، مثل «سلفر ساند» و«رملة»، وستعمل على التوسع في السوق المصرية بالعديد من الأنشطة.
التمويلات
عاكف المغربي: تمت إتاحة 10 مليارات جنيه تمويلًا للقطاع الخاص خلال الفترة الماضية
وقال عاكف المغربي – الرئيس التنفيذي لـ «بنك قناة السويس» – إن البنوك تُموِّل المشروعات كلها، سواء المشروعات الصغيرة أو المشروعات العملاقة، في مختلف القطاعات، حيث تمت إتاحة نحو 10 مليارات جنيه للقطاع الخاص خلال الفترة الماضية.
وأضاف أن مصر أنفقت مليارات الجنيهات على البنية الأساسية والطرق والمحاور لتهيئة كل المناطق للاستثمار، ولا سيما قطاعات السياحة والعقارات وغيرها من القطاعات الهامة.
السوق العقارية
محمد عبد الله: أسعار العقارات سترتفع العام المقبل مع زيادة معدلات التضخم وأسعار الطاقة
وأكد محمد عبد الله – رئيس مجلس إدارة شركة «كولدويل بانكر مصر» – أن العام المقبل 2025 سيشهد تحقيق شركات عقارية لمبيعات كبرى ومتنامية مقارنة بـ 2024، وفي المقابل ستكون هناك شركات لن تحقق مبيعات، والمعيار هو الجدية في التنفيذ والمصداقية.
وأشار إلى أن العميل أصبح أكثر وعيًا وتركيزًا على البحث عن سابقة أعمال الشركات والتأكد من جديتها قبل التعاقد معها، وأمام التحديات التي شهدتها السوق على مدار العامين الأخيرين ستحقق الشركات الجادة التي قامت بالتنفيذ والتسليم وفقًا للجداول الزمنية المزيد من المبيعات.
وأوضح أن حدوث فقاعة عقارية في السوق المصرية أمر مستبعد، ويجب التفرقة بين السوقين؛ الأوَّلية التي يقوم فيها العميل بالشراء من المطور مباشرة، والثانوية التي يقوم العميل فيها بالشراء من عميل سابق.
وأضاف أنه وفقًا للمؤشرات الحالية فإن أسعار العقارات سترتفع مع ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع أسعار الطاقة التي تؤثر في التكلفة بصورة مباشرة، وأيضًا في معدلات التضخم، وكذلك ارتفاع الفوائد البنكية، ومن ثم لا مجال لخفض أسعار العقارات، خاصة أن المطور يقوم ببيع الوحدات للعملاء بآجال سداد ويراعي في عمليات التسعير معدلات التضخم المتزايدة.
وأوضح أنه من الممكن أن تقوم الشركات بمنح تسهيلات للعملاء، مثل زيادة آجال السداد وخفض المقدم، وذلك لامتصاص الزيادات السعرية.
وتابع: «فيما يتعلق بالسوق الثانوية، يكون البيع بسعر النقد، ومن ثم يكون أقل من المطور، وهو أمر طبيعي، ولدى تلك السوق عملاؤها الذين يبحثون عن وحدة جاهزة، إما للسكن وإما للاستثمار فوريًّا».
