إيلون ماسك يستعد لاستثمار 30 مليار دولار في خدمة الإنترنت الفضائية
أعلن الملياردير إيلون ماسك، عن خطته لاستثمار ما يصل إلى 30 مليار دولار لتطوير خدمة الإنترنت الفضائية الطموحة ستارلينك Starlink.
وتوقع رئيس Tesla، استثمار "ما لا يقل عن 5 مليارات دولار، وربما ما يصل إلى 10 مليارات" في Starlink قبل أن تحصل الخدمة على تدفق نقدي إيجابي.
وأضاف: "بمرور الوقت سيتصاعف الرقم إلى 20 أو 30 مليار دولار".
تعمل في 10 دول
ذكر ماسك خلال كلمته أمام المعرض العالمي للهواتف المحمولة، الثلاثاء، أن عدد المشتركين في شبكة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ستارلينك Starlink، التي تقدمها شركة SpaceX التابعة له، تجاوز 70 ألف مستخدم نشط.
وأضاف "نحن في طريقنا لاستقطاب مئات آلاف المشتركين، وربما أكثر من 500 ألف مستخدم في غضون 12 شهرًا”.
وأكد ماسك، خلال المعرض المُقام في مدينة برشلونة الإسبانية، "أن الشركة ”تخسر المال” على هوائيات الأقمار الصناعية التي توفرها للعملاء" موضحًا أن تكلفة الجهاز تقترب من 1300 دولار لكل منهما، لكن SpaceX تتقاضى 499 دولارًا من المستخدمين.
وأضاف ”نحن نعمل على محطة توفر المستوى نفسه من القدرة، بكلفة أدنى بكثير”.
وأوضح مؤسس تيسلا، إن ستارلينك تعمل الآن في حوالي 10 دول، ويتم إضافة المزيد كل شهر، وأن شركته لديها شراكتان مهمتان مع شركات اتصالات دولة كبرى، فضلًا عن مناقشات مع عدد من شركات الاتصالات الأخرى لتوفير الوصول إلى ستارلينك.
وبحسب ماسك، نشرت SpaceX حتى الآن أكثر من 1500 قمر صناعي وبحلول أغسطسستكون قادرة على توفير تغطية في كل مكان في العالم باستثناء القطبين الشمالي والجنوبي.
تجارب العملاء
ذكر مدير شركة نوكيا في كندا، الثلاثاء، إن خدمة ستارلينك، التي كلفته 486 دولارًا للأجهزة، واشتراكًا شهريًا بقيمة 121 دولارًا، يوفر أنترنت فائق السرعة عند تحميل مقاطع الفيديو أو بث الأفلام، لكنه أشار إلى أنه "يواجه انقطاعًا أثناء المكالمات على Microsoft Teams و Zoom. ولفت إلى أنّه لا يوصي بالخدمة لمن لديه خدمة انترنت جيدة في المدن، لكنّها تشكّل برأيه بديلا ممتازا لمن لا تصل خدمة انترنت جيّدة.
أطلق قسم Starlink التابع لشركة SpaceX برنامج "Better Than Nothing Beta" في الولايات المتحدة في أكتوبر الأول الماضي، مع سرعات نقل بيانات تصل إلى 150 ميغابايت في الثانية، ولكن في المراجعات المبكرة، اشتكى بعض المستخدمين من مشاكل انقطاع بسبب سوء الأحوال الجويّة، سواء خلال العواصف أو الطقس الحار.
وبالنسبة لمؤسس شركة تصنيع السيارات الكهربائية Tesla، قد يعود نجاح أحد أكبر رهاناته، إلى شهادة الأشخاص الذين جربوا الخدمة، وقال ماسك العام الماضي: "لست مفلساً ، ستكون خطوة كبيرة". "هذا هو هدفنا".
تتوقع Starlink إطلاق أكثر من 40 ألف قمر صناعي، وهي أطلفت منها حتى الأن أكثر من 1500قمر، يزن كلّ منها 260 كيلوجرامًا.
تكلفة مرتفعة
أشار ماسك، مؤخرًا، إن Starlink يمكن أن تخدم أقل من 5٪ من مستخدمي الإنترنت، وتدر 30 مليار دولار سنويًا من العائدات، لكن النقاد اعتبروا كلامه مجرّد أمنيات.
ذكر رئيس شركة الإتصالات TMF Associates، تيم فارار "في معظم أنحاء العالم، إذا قلت لشخص ما، إن خدمة النطاق العريض الخاصة بك ستكلفك 100 دولار شهريًا، فسيكون الأمر مثيرًا للريبة"/ مشددا على أنّه ليس هناك الكثير من الأثرياء الذين يعيشون في مناطق منعزلة.
وأشار إلى أن Starlink ستكافح للحصول على سعة كافية لدعم ارتفاع الطلب، خصوصا وأن الأشخاص يستهلكون المزيد من البيانات لتشغيل مقاطع الفيديو. وهذا يعني "نفقات إضافية كبيرة على ترقية الأقمار الصناعية وإضافة المزيد من الأقمار الصناعية".
لكنّ Starlink ردّت بتأكيد قدرتها على خفض التكاليف من خلال بناء محطاتها وأقمارها الصناعية، وقد وظفت الشركة مهندسين من شركات تصنيع الرقائق وآخرين لتصميم رقائق الاتصالات الخاصة بها، وهو نهج مشابه للنهج الذي اتبعته Tesla، بحسب وكالة رويترز.
وقال رئيس سبيس إكس جوين شوتويل في أبريل إن الشركة لديها الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لجعل الشبكة موثوقة، مشيرا إلى أنّ Starlink خفضت تكلفة المحطة بأكثر من النصف من 3000 دولار، وتتوقع أن تكون في حدود بضع مئات من الدولارات خلال العامين المقبلين.
يمكن تخفيف عبء التسعير، بحوالي 900 مليون دولار من إعانات لجنة الاتصالات الفيدرالية المخصصة لشركة Starlink لجلب الإنترنت إلى المناطق الريفية. وطلبت SpaceX، التي تشغل Starlink، الإذن من هيئة الاتصالات الفيدرالية الأميركية، وهي الجهة المنظمة للتنظيم في الولايات المتحدة، لنشر ما يصل إلى 42 ألف قمر صناعي لتوفير خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.
منافسة قوية
أعلنت شركة Kuiper التابعة لشركة أمازون، أن لديها مشروع منافس، بينما تعهد OneWeb، مشغل الأقمار الصناعية المنهار الذي أنقذته الحكومة البريطانية، ومجموعة بهارتي الهندية، بالمشاركة في اللعبة أيضًا.
وفي الوقت نفسه، يتسابق موفرو الاتصالات الأرضية لنشر خدمات النطاق العريض عالية السرعة من الجيل الخامس (5G).
وكان الانتشار السريع للنطاق العريض اللاسلكي والأرضي، إلى جانب الأسعار المرتفعة للمشاريع المشابهه لمشروع ماسك، من العوامل المهمة في قتل تلك الأفكار في السابق.
تعرضت شركة Iridium المدعومة من موتورولا للإفلاس بعد استثمارات بمليارات الدولارات، ولقيت شركة، مدعومة من مؤسس شركة Microsoft، بيل غيتس مصيرا مشابها.