السيسي: التنمية ليست منشآت فقط.. ونحتاج إلى تريليون دولار نفقات سنوية
الرؤية التنموية للدولة «مصر ۲۰۳۰» ترتكز على مفاهيم النمو الشامل والمستدام
أطلق البنك المركزي المصري مبادرة للتمويل العقاري بتيسيرات تتضمن تخصيص مبلغ 100 مليار جنيه من خلال البنوك أو شركات التمويل العقاري لتمويل شراء الوحدات السكنية لمحدودي ومتوسطي الدخل بسعر عائد متناقص 3% لمدة تصل إلى 30 عاماً.
يأتي ذلك تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بإتاحة الفرصة للمواطنين من محدودي ومتوسطي الدخل للحصول على سكن ملائم بأسعار مدعمة وعلى فترات زمنية طويلة الاجل.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي -رئيس الجمهورية- على أن «الإعلان والإعلام عن أى سكن لابد أن يكون خالصاً 30% منه.. الدولة ما بتتفرجش الدولة بتنظم وتسيطر وبتضمن حقوق الناس»، وأكد أن التنمية في مصر ليست منشآت فقط، فالمنشآت هي من أجل استقبال الإنسان بعد بنائه وتطويره.
وأوضح الرئيس السيسي أن النمو السكاني تحدٍّ كبير يواجه الدولة المصرية وتنتج عنه قضايا كثيرة مثل الهجرة غير الشرعية.
حجم الإنفاق والتحديات
وتابع الرئيس السيسي: «مين يقدر يوفر مليون فرصة عمل لإنسان وإنسانة سنويًّا؟ مين اللى يقدر يعمل كده؟!.. مين يقدر يقدم لـ22 - 23 مليون طالب تعليم عام؟.. هيطلع إيه؟.. النظام يعني هيطلع إيه؟.. تعليم متواضع.. مين اللى يقدر يعمل تأمين طبي حقيقي لـ100 مليون مواطن؟».
وشدد الرئيس السيسي على أن الدولة المصرية تحتاج إلى إنفاق ما لا يقل عن تريليون دولار سنويًّا، متابعًا: «لما نوفر ما يقرب من 17 تريليون جنيه سنويًّا حاسبوني وحاسبوا الحكومة واتكلموا عن جودة التعليم والصحة.. يا ترى أصدقاءنا في الدول الأخرى يعلموا حجم التحديات الموجودة في البلد؟.. وإزاى تؤثر على مسيرة النمو الحضاري؟ مش قادر أعمله.. الظروف والمناخ والبيئة مؤثرة.. حجم العمل اللى موجود بتقوله هائل.. دي خطوة في ألف خطوة لبناء دولة ديمقراطية حديثة».
وأكد الرئيس السيسي أن الرؤية التنموية المتكاملة للدولة «مصر ۲۰۳۰» ترتكز على مفاهيم النمو الشامل والمستدام والمتوازن بما يتيح التوزيع العادل لفوائد التنمية وتحقيق أعلى درجات الاندماج المجتمعي لكل الفئات وضمان حقوق الأجيال الحالية والقادمة في استخدام الموارد.
وأشار الرئيس إلى حجم الإنجازات التي تم تحقيقها خلال السنوات السبع الماضية من خلال المشروعات القومية الكبرى في كل ربوع مصر ومن خلال القدرات الوطنية، سواء على مستوى التخطيط أو التنفيذ، فضلًا عن حسن توجيه الموارد المتنوعة وإدارتها للوصول إلى أعلى مستويات التنمية، وهو ما انعكس بشكل مباشر على مستوى إنقاذ الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، خاصة فيما يتعلق بالحق في السكن الملائم وفي الرعاية الصحية المناسبة وفي العمل المنتظم وفي الغذاء الصحي وفي مياه الشرب النقية والصرف الصحي المتطور وفي التعليم الجيد.
التنمية بالعاصمة الجديدة
وتابع الرئيس عبد الفتاح السيسي الموقف التنفيذي لعدد من المنشآت بالعاصمة الإدارية الجديدة، خاصة التصميمات الداخلية لمبنى «مسجد مصر» وما يضمه من قاعات.
وخلال اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع اللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، واللواء أ.ح إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، واللواء خالد فرحات مساعد رئيس الهيئة الهندسية، واللواء أشرف العربي رئيس المكتب الاستشاري الهندسي بالهيئة الهندسية، والعميد عبد العزيز الفقي مساعد رئيس الهيئة الهندسية لتصميمات الطرق، والدكتور طارق الخضيري مدير مصنع «إبداع» للرخام والجرانيت، تم تناول الموقف الإنشائي والهندسي لعدد من مشروعات الهيئة الهندسية على مستوى الجمهورية.
وتم عرض الموقف التنفيذي لعدد من المنشآت بالعاصمة الإدارية الجديدة، خاصة ما يتعلق بمقر القيادة الاستراتيجية، فضلًا عن تصميمات مبنى «مسجد مصر» وما يضمه من قاعات.
المشروعات الإنشائية
وتم تناول سير العمل في عدد من المشروعات الإنشائية القومية، خاصة مخطط زراعة أشجار الزيتون على مساحة 65 فدانًا في محيط محطة مصرف بحر البقر، بالإضافة إلى جهود الاستفادة من قطع الأراضي الفضاء غير المستغلة والمنتشرة في بعض المناطق بالقاهرة ومختلف محافظات الجمهورية، فضلًا عن مشروعات تطوير الطرق والمحاور، بما فيها تطوير طريق رأس الحكمة بالساحل الشمالي، إلى جانب الدراسات الخاصة بإنشاء محور موازٍ لمحور 26 يوليو بالقاهرة.
وتم استعراض سير العمل وجهود ترميم مقامات آل البيت وأضرحتهم وتجديدها، خاصة أضرحة السيدة نفيسة والسيدة زينب وسيدنا الحسين، وهي الجهود التي تشمل ترميم الصالات الداخلية بالمساجد وما بها من زخارف معمارية بما يتماشى مع الطابع التاريخي والروحي للأضرحة والمقامات.
مدينة السيارات العالمية
ووجَّه الرئيس باستمرار جهود تطوير الطرق والمحاور المرورية ورفع كفاءتها في مختلف المناطق على مستوى الجمهورية، فهي تمثل شرايين حياة وتنمية، بالإضافة إلى تحقيق سهولة الحركة ويسرها للمواطنين وللقضاء على الاختناقات المرورية وحل مشكلة التكدسات، وهو الأمر الذي يرسخ الواقع والانطباع الجديد لشبكة الطرق القومية الحديثة التي باتت تتمتع بها الدولة.
وعُرض الموقف التنفيذي لمدينة السيارات العالمية، حيث وجَّه السيد الرئيس بأن تضم المدينة معارض وساحات للسيارات المستعملة والجديدة ومجموعة متكاملة من الخدمات عالية المستوى من مراكز الفحص والصيانة وقطع الغيار، فضلًا عن المحلات التجارية والمباني الإدارية والبنوك ومقرات للشهر العقاري، مع مراعاة تزويدها بالمرافق العامة والاستراحات والمطاعم والطرق الواسعة لاستيعاب التدفق المتوقع من الزوار والمترددين وتلبية كل احتياجاتهم.
مصر الدولية للألعاب الأولمبية
وخلال اجتماع آخر تم عرض الموقف التنفيذي لمدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية بالعاصمة الإدارية الجديدة، خاصة الجدارية الكبرى بالمدينة التي ستعكس الشعار والمبادئ الأولمبية وتاريخ مصر الرياضي وفق منظور فني رفيع وراقي المستوى، وقد تم اختيار تصميمها من خلال مسابقة أجريت على مستوى الجمهورية اشترك فيها كبار الفنانين والأكاديميين.
ووجَّه الرئيس السيسي بالاهتمام بإتمام كل المنشآت في المدينة الأولمبية وفق المعايير والمواصفات العالمية بما يجعلها صرحًا رياضيًّا متكامل الأركان والخدمات، ومن ثم يعزز قيمة مصر في مجال النشاط الرياضي من خلال امتلاك القدرات والبنية التحتية اللازمة لاستضافة كبرى البطولات العالمية في مختلف الألعاب.
وتابع الرئيس عبد الفتاح السيسي مستجدات الموقف التنفيذي الخاص بمشروعات قطاع الطرق والمحاور الجديدة على مستوى الجمهورية، بما في ذلك تطوير الطريق الساحلي من وادي النطرون إلى مطار العلمين وامتدادًا إلى محافظة مطروح، وكذا تطوير طريق (القاهرة – الإسماعيلية) الزراعي، فضلًا عن تقاطع الطريق الدائري مع طريق السويس، بالإضافة إلى مستجدات العمل في مجمع الورش الحرفية في مدينة الأمل الذي يأتي في إطار التطوير الشامل للمنطقة وكذلك جهود رفع كفاءة طريق صلاح سالم وتوسعته باعتباره أحد المحاور المرورية الأساسية داخل القاهرة بما يساعد على تحقيق السيولة المرورية وتخفيف الأعباء عن المواطنين، وأيضًا مستجدات مشروع تطوير مطار العلمين الدولي الذي يعتمد على أحدث التكنولوجيات المستخدمة في المطارات العالمية، بالإضافة إلى محطة النقل والحافلات الدولية على تقاطع طريق السويس مع الطريق الدائري التي ستساهم في سهولة حركة المسافرين الداخلية والخارجية وتقليل الكثافات المرورية داخل القاهرة، فضلًا عن سير العمل بمشروع إسكان «أهالينا 5»، كما اطلع الرئيس على مستجدات العمل في مدينة الجلالة، خاصة منطقة الأبراج.
الموارد المائية
ووجَّه الرئيس السيسي بالاستمرار في كل الجهود التي من شأنها تحقيق الاستفادة المثلى من كل الموارد المائية المتاحة بالجمهورية بالتكامل مع جهود الدولة في المشروع القومي لتبطين الترع والمصارف، مع مراعاة التنسيق الدقيق وتكامل الجهود الجماعية بين كل الجهات الضالعة في هذه المسألة للوصول إلى أفضل النتائج الممكنة.
وتابع الرئيس الجهود المشتركة بين وزارتي الري والزراعة في مجال حجز مياه الأمطار والسيول وتوزيعها لمنع إهدارها وتحقيق الاستغلال الأمثل لها في المناطق المطيرة على مستوى الجمهورية من خلال الوصول إلى أقصى كمية ممكنة للتخزين، خاصة في سيناء والساحل الشمالي وبعض مناطق البحر الأحمر.
وتم استعراض الجهود الجارية حاليًّا في هذا الإطار، بما في ذلك إعادة تأهيل الآبار القديمة وصيانتها ورفع كفاءتها، فضلًا عن بناء السدود والحواجز للحفاظ على مياه الأمطار واستغلالها في تنمية الوديان والمراعي الطبيعية والزراعات المختلفة القائمة على مياه الأمطار، وذلك بالاعتماد على خريطة الوديان وبالتعاون والتنسيق بين الهيئات المتخصصة في وزارة الري، وكذلك مركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة.