أرقام قياسية.. المشروعات المصرية تحصد الجوائز الأولى عالميًّا وتتربع على قمة المشروعات (تقرير)

أعلنت المجلة الامريكية “Engineering News – Record” عن فوز مشروع “محطة معالجة مياه بحر البقر”، بجائزة أفضل مشروع بالعالم في مسابقة التحكيم الدولية لأفضل أعمال إنشائية في العالم لعام 2021، في نسختها السنوية التاسعة.

جهود كبيرة

وذكرت المجلة أن الحكومة المصرية تبذل جهودًا مركزة لمعالجة كل من التدهور البيئي لبحيرة المنزلة والمخاوف بشأن ندرة المياه، بالإضافة إلى ذلك، تعمل على تطوير شبه جزيرة سيناء، لتصبح مكانًا جذابًا للعيش والعمل، حيث شملت الجهود بناء محطات تحلية المياه ومحطات المعالجة الأخرى، (أحد أفضل مشاريع ENR العالمية في عام 2020).

قدرات قوية

وأوضحت أن “محطة معالجة مياه بحر البقر”، تتمتع بالقدرة على معالجة أكثر من 2 مليار متر مكعب من مياه الصرف الصحي سنويًا، وهو ما يكفي لري 1400 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية في شبه جزيرة سيناء. كما ستعيد المياه النظيفة المعالجة إلى بحيرة المنزلة، فيما أكد كتاب غينيس للأرقام القياسية بأن منشأة بحر البقر التي تبلغ مساحتها 650 ألف قدم مربع هي أكبر محطة لمياه الصرف الصحي في العالم، بناءً على كمية المياه الهائلة التي ستنتقل عبرها.

64.8 متر مكعب في الثانية

وفي الثانية تعالج 64.8 متر مكعب من المياه، وهو ما يكفي لتوفير متوسط ​​الاستخدام السنوي لمقيم واحد في أقل من 9 دقائق، وتقول موسوعة جينيس إنها أيضًا أكبر منشأة لمعالجة الحمأة في العالم.

مشاريع تمس الحياة اليومية

ونقلت المجلة الأمريكية، تصريحات المستشار الرئيسي للمشروع حازم صالح، مدير معالجة المياه في شركة Khatib & Alami في دبي، والذي أكد أن هذا هو نوع المشروع الذي يمس الحياة اليومية للناس، ويوفر فائدة حقيقية وملموسة"، لافتا إلى أنه يتمثل الهدف الرئيسي لمحطة معالجة بحر البقر في إعادة استخدام المياه القادمة من الصرف لاستخدامها في الري على طول قناة السويس، ونتيجة لذلك، سيتم تقليل كمية المياه اللازمة لإمدادات مياه الشرب.

استخدام الري

وأشارت إلى أنه ستتم معالجة مياه الصرف في المحطة الجديدة، ثم توزيعها عبر شبكة من الأنفاق التي تمر تحت قناة السويس وعلى طولها، وتستخدم بشكل أساسي للري، لافتة إلى أنه يوجد بالمحطة أربعة خطوط لمعالجة المياه بطاقة معالجة يومية تبلغ 1.25 مليون متر مكعب لكل منها، مع 5.6 مليون متر مكعب / يوم تستخدم للري الزراعي، وهي مجهزة بعمليات متقدمة لضخ المياه.

تحديات هائلة

وبينت أن المشروع شكل تحديًا هائلاً: بناء أكبر محطة لمعالجة المياه في العالم في أقل من 24 شهرًا خلال COVID-19، حيث كانت مدة المشروع ضيقة للغاية، لكن التنسيق [القوي] داخل فريقنا ومع شريكنا أوراسكوم أدى إلى الانتهاء من المشروع" في الوقت المحدد.

تاريخ البناء

وأوردت المجلة أيضا، تصريحات بنيامين طومسون، المتحدث باسم Khatib & Alami، الذي أشار إلى أنه بدأ بناء المحطة في سبتمبر 2019 واكتمل في مايو 2021، وخلال ذلك الوقت، قام أكثر من 6000 عامل، يعملون في ثلاث نوبات مختلفة في اليوم، بتسجيل أكثر من ثلاثة ملايين ساعة عمل، فيما يواصل خبراء من تسعة بلدان بشكل افتراضي واستخدموا نمذجة BIM لإبقاء المشروع على المسار الصحيح.

تطوير حلول تناسب الاحتياجات

كما يقول طارق أمين، عضو مجلس إدارة مشروع البناء المشترك، إن فريق المشروع عمل على تطوير حلول تناسب الاحتياجات قائلا: "نحن نخصص حلولنا لتناسب كل حالة"، مبينا أنه كان الموقع الأصلي المخصص للمنشأة يقع على الجانب الغربي من قناة السويس ولكن نظرًا لإمكانية أن تكون هذه الأرض صالحة للزراعة، اقترح الفريق البناء على الجانب الشرقي بدلاً من ذلك.

تثبيت التربة

وأضاف: "هذا في حد ذاته يمثل تحديات، لأن التربة الرملية لم تكن مواتية لدعم هيكل كبير، وللالتفاف على ذلك، استخدم فريق البناء 6500 ركيزة بناء بطول 80 سم × 100 سم لتثبيت التربة بحيث يمكنها دعم ألواح الأساس للمنشأة".

الأول من نوعه

وبجانب ذلك، قام الفريق بتركيب 16000 متر مربع من وحدات التجفيف بالطاقة الشمسية لتجفيف الحمأة الخارجة من أجهزة الطرد المركزي بالمحطة بنسبة 50٪ إضافية، فيما أشار إيهاب جرجس، مدير المشروع المشترك: "نحن نستخدم القليل جدًا من الطاقة لأننا نستخدم ضوء الشمس"، وقد أدى ذلك بدوره إلى تقليل متطلبات منطقة تجفيف الحمأة والبصمة البيئية للمصنع.

وبين قائلا: "يعتبر نظام التجفيف الشمسي هو الأول من نوعه الذي يتم تركيبه في مصر وهو واحد من الأكبر من نوعه في العالم، حيث يقول جرجس إن معظم الحمأة المجففة ستتم إعادة استخدامها كسماد أو لأغراض صناعية.

نموذج لمشاريع مستقبلية

فيما أكد حازم صالح، استشاري رئيس المشروع، أن محطة المعالجة يمكن أن تكون بمثابة نموذج لمشاريع مستقبلية مماثلة وأن تبادل المعلومات حول الابتكارات التقنية يمكن أن يساعد فقط في تعزيز الصناعة، يعمل فريق المشروع حاليًا على مشروع مياه ضخم آخر ليس بعيدًا عن منشأة معالجة بحر البقر.

أفضل مشروع عالمي في فئة مشروعات الترميم

وسبق للمجلة الأمريكية في سبتمبر الماضي إعلان فوز مصر بعدة مشروعات أيضا حيث حصدت كذلك جوائز أفضل المشروعات، وهي فوز شركة المقاولون العرب بجائزة أفضل مشروع عالمي في فئة مشروعات الترميم وإعادة التأهيل عن مشروع ترميم وتوثيق المعبد اليهودي “الياهو هانبي بالإسكندرية”، والذي نفذته شركة “المقاولون العرب” تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

أفضل مشروع عالمي في فئة مشروعات النقل والسكة الحديد

وحصلت مصر على جائزة أفضل مشروع عالمي في فئة مشروعات النقل والسكة الحديد عن مشروع مترو الانفاق، الخط الثالث، المرحلة الرابعة B4، والذي نفذه تحالف شرکتی “المقاولون العرب” و”أوراسكوم”، تحت إشراف الهيئة القومية للأنفاق بوزارة النقل

أفضل مشروع عالمي في فئة مشروعات المباني الحكومية

هذا بالإضافة إلى جائزة أفضل مشروع عالمي في فئة مشروعات المباني الحكومية عن مشروع مبنى مجلس النواب بالعاصمة الادارية الجديدة، والذي نفذته شركة المقاولون العرب تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

طفرة إعمار ضخمة

الجدير بالذكر أن المجلة الأمريكية كان لديها تصريحات قبل أشهر، أكدت فيها أن مصر، البلد الذي يبلغ عدد سكانه 103 ملايين نسمة، يشهد طفرة إعمار ضخمة، في القلب منها مشروع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، وهو المشروع الذي يستهدف نقل مقر الحكومة إلى مبان عصرية حديثة.

موطنا لنحو 7 ملايين

وأوضحت المجلة الأمريكية أن الحكومة المصرية كانت قد أعلنت في العام 2015 أنها ستبني عاصمة جديدة، في منطقة تقع بين الطرق الرئيسية المؤدية إلى مدينتين بهما موانئ مهمة، هما السويس والعين السخنة، لافتة إلى أنه عند اكتمال أعمال بناء العاصمة الإدارية الجديدة في عام 2050، ستكون موطنا لنحو 7 ملايين مواطن.

رد الفعل الحكومي

الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كان قد ردّ حول إعلان المجلة الأمريكية "Engineering News - Record" فوز مشروع "محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر"، حيث توجه رئيس الوزراء بالتهنئة والشكر للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، المشرفة على تنفيذ المشروع، ولشركتي "المقاولون العرب" و"أوراسكوم" ولجميع العاملين.

التنمية والرخاء

وأشاد "مدبولي" بهذا الإنجاز الذي يعد نتاجاً لعمل شاق، وجهد مضنٍ، وإرادة وطنية لبناء جمهورية جديدة بسواعد مصرية، ينعم فيها الشعب المصري بثمار التنمية والرخاء.

كما أكد أن فوز مصر بخمس جوائز إنشائية لهذا العام، بل وتربعها على قائمة المشروعات الفائزة، يعد شهادة دولية جديدة بسيرها على مسار التنمية الصحيح، ويبعث برسالة للعالم تبرز وجه مصر المستقبل.

المشروعات المصرية الفائزة عالمياً