أكبر البنوك الأمريكية تخصص 4 مليارات دولار لخسائر الديون المعدومة
أبرزت أكبر البنوك الأمريكية مخاوفها بشأن اقتصاد بلادها الأقوى في العالم، عبر تقارير أرباح الربع الثالث التي تبدأ الأسبوع المقبل، وحسب توقعات محللو فاينانشيال تايمز، فأنها ستخصص أكثر من 4 مليارات دولار لتغطية الخسائر المحتملة من القروض المعدومة.
استمرار نمو الطلب على القروض
وستكون مخصصات أصغر بكثير من التى قدمتها في بداية الوباء عام 2020، عندما قاموا بزيادة الاحتياطيات بعشرات المليارات من الدولارات للاستعداد لصدمة اقتصادية تم تجنبها إلى حد كبير، بفضل التحفيز النقدي والمالي غير المسبوق.
ومع استمرار نمو الطلب على القروض تستعد البنوك حالياً لاحتمال أن يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى إبطاء الاقتصاد وخسائر ائتمانية أعلى، وهو قلق أدى بالفعل إلى تراجع أسعار أسهم البنوك هذا العام.
وقال كين أوسدن، المحلل المصرفي في جيفريز: «لقد تدهورت التوقعات الاقتصادية العامة إلى حد ما، وبالتالي سيكون من الطبيعي أن نتوقع بعض الانتعاش الإضافي في إجراءات الاحتياطي المصرفي»، متسائلاً: كيف سيبدو الاقتصاد على مدار العام المقبل إلى 18 شهراً؟ وتوفر أكبر ستة بنوك أمريكية من حيث الأصول -جي بي مورجان تشيس، وبنك أوف أمريكا، وسيتي جروب، وجولدمان ساكس، وويلز فارجو، ومورجان ستانلي- مجتمعة نحو 4.5 مليار دولار في احتياطيات خسائر القروض في أرباح الربع الثالث، وفقاً لتقديرات المحللين التي جمعتها بلومبيرغ، وسيكون هذا هو الربع الثالث على التوالي من مخصصات خسائر القروض من قبل البنوك.
وستكشف جيه بي مورجان ومورجان ستانلي وسيتي وويلز فارجو عن أرباحها في 14 أكتوبر، يليها بنك أوف أمريكا في 17 أكتوبر وجولدمان في اليوم التالي.
انخفض مؤشر بنك KBW بنحو 22% في عام 2022
وانخفض مؤشر بنك KBW بنحو 22% في عام 2022، مقارنة مع انخفاض بنسبة 20% تقريباً في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي، ويعكس الانخفاض مخاوف من أن المزيد من القروض سوف تفسد، حتى مع ارتفاع أسعار الفائدة لمساعدة المقرضين على زيادة صافي دخل الفائدة، وهي الفرق بين ما تدفعه البنوك مقابل الودائع وما يكسبونه من القروض والأصول الأخرى.
وكتب المحللون في «ايتونميس ريسيرش» أن «مستثمري أسهم البنوك، وهم مجموعة لا تميل أبداً إلى الاستمتاع باللحظة، يبحثون بالفعل عن الأخبار الجيدة وقلقون من أننا نقترب من ذروة الأرباح».
وقال المسؤولون التنفيذيون في البنك إن جودة الائتمان في الولايات المتحدة لا تزال ممتازة مع تتبع حالات التخلف عن السداد والتي تعد أقل بكثير من المعايير التاريخية.
وفي مؤتمر صناعي الشهر الماضي، قال رئيس «جي بي مورجان»، دانييل بينتو، إن المستهلك هنا في الولايات المتحدة في مكان جيد للغاية، ويقول المحللون أيضاً إن البنوك الأمريكية الكبرى، بعد اختبارات الإجهاد التي نظمها الاحتياطي الفيدرالي ومتطلبات رأس المال الجديدة، في وضع جيد لمواجهة التباطؤ الاقتصادي.
وقال جيسون جولدبيرج، محلل البنوك في باركليز، إن «البنوك تدخل هذه الفترة من عدم اليقين في موقع قوة».
ويتوقع المحللون أن تنخفض ربحية السهم عبر البنوك الستة الرائدة في المتوسط بنحو 22% في هذا الربع.
ومن المتوقع أن ترتفع إيرادات الربع الثالث في جيه بي مورجان وبوفا وسيتي وويلز على أساس سنوي بنحو 4%، مستفيدة من ارتفاع صافي دخل الفوائد.
كما يتوقع أن يشهد كل من جولدمان ومورجان ستانلي، اللذين يستمدان حصة أكبر من الأرباح من الخدمات المصرفية الاستثمارية، انخفاض الإيرادات بسبب تباطؤ نشاط إبرام الصفقات.
ومن المتوقع -أيضاً- أن تواصل أقسام تداول الأسهم والسندات في البنوك -على خلفية الأسواق المتقلبة- أداءها القوي في الربع الثالث.
وقال جولدبيرج من بنك باركليز، إن التداول بشكل عام يجب أن يرتفع بشكل طفيف عن الربع الثالث من العام الماضي، والذي كان ربعاً قوياً بشكل خاص.
إقرأ أيضاً.. "وول ستريت" تصطدم بنتائج أعمال مخيبة للأمال لكبرى البنوك الأمريكية