مبيعات العقارات فى إمارة دبي850ألف صفقة لأول مرة منذ الأزمة المالية العالمية
قفزت مبيعات العقارات فى إمارة دبي خلال العام الماضى لتقترب من 850 ألف صفقة لتسجل أعلى مستوى لأول مرة منذ 14عاما عندما حققت الرقم القياسي البالغ حوالى 832 ألف صفقة فى ذروة الأزمة المالية العالمية عام 2009 وذلك لأول مرة فى تاريخها، كما انتعشت التصرفات العقارية فى عام 2022 لتتجاوز قيمتها نصف تريليون درهم إماراتى للمرة الأولى ليمثل قطاع العقارات حوالي 10 % من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة التى تعد المركز المالى العالمى لدولة الإمارات العربية المتحدة ولمنطقة الخليج والشرق الأوسط.
وذكرت صحيفة العرب أنه من المتوقع أن تواصل مبيعات العقارات في إمارة دبي النمو بفضل استراتيجية أجندة دبي الاقتصادية للأعوام العشرة المقبلة والتي تهدف لجعلها ضمن أكبر 3 مدن اقتصادية في العالم ومع ارتفاع الاقبال على العقارات الفاخرة من أثرياء الروس مؤخرا بسبب غزو روسيا لجارتها أوكرانيا واستمرار الحرب بينهما منذ مايقرب من عام.
إمارة دبي تسجل مبيعات قياسية فى قطاع العقارات العام الماضى
وحققت إمارة دبي مبيعات قياسية فى قطاع العقارات خلال العام الماضى لتتفوق على الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2009، خلال ذروة الأزمة المالية العالمية، وذلك بعد الركود الذى شهدته المدينة ومنطقة الخليج بسبب قيود فيروس كورونا الذى استمر طوال العامين السابقين.
وأدى استمرار تزايد عدد الأثرياء القادمين من روسيا ومن أنحاء العالم واشتروا عقارات في دبي إلى ارتفاع قيمة الإيجارات في المتوسط في دبي بنسبة تقترب من 27% خلال شهر يناير الماضى بالمقارنة بنفس الشهر من العام الماضى لدرجة أن العائلات التي تعيش في الفيلات من المتوقع أن تدفع إيجارات بمتوسط 76 ألف دولار سنويا خلال العام الجاري.
نمو واضح في نشاط العقارات في إمارة دبي بسبب الحرب فى أوكرانيا
ويرى خبراء الأسواق العقارية أن اندلاع الحرب في أوكرانيا واستمرار الحرب الروسية منذ فبراير الماضى وحتى الآن وربما لشهور أخرى قادمة ساعد على تحقيق نمو واضح في نشاط العقارات في إمارة دبي بفضل تدفق الاستثمارات الروسية وظهور تحذيرات من أن الصفقات القائمة على المضاربة في السوق قد تؤدي إلى تكرار الفقاعة العقاري التى حدثت فى 2009 رغم عدم وجود ما يشير إلى أن السوق قد تكون في وضع مماثل لها خلال ذروة الأزمة المالية العالمية.
وهناك مخاوف من تكرار الممارسات التي ساعدت في تأجيج أزمة دبي خلال عام 2009 وأهمها قيام المضاربين بشراء عقارات لم يتم بناؤها بعد ويستفيد المشترون الأوائل من انتعاش السوق الحالي ويحققون أرباح بسهولة وتحذر شركات عديدة من أن الشراء القائم على المضاربة قد يؤدي إلى فقاعة أخرى فى إمارة دبي.
استئناف مشروعات العقارات المهجورة فى إمارة دبي مع تدفق أثرياء روسيا
وتشهد إمارة دبي حاليا استئناف العمل فى العديد من المشاريع العقارية الكبرى المهجورة ومتها مشروع لؤلؤة دبي الفاخر التى تبلغ قيمته 4 مليارات دولار زكان من المفترض أن يستضيف العديد من الفنادق والشقق في 4 من 73 طابقا، مما يدل على ظهور بوادر تؤكد وقوع طفرة اقتصادية جديدة في مدينة دبي بعد 14 عام من الأزمة المالية التي مرت بها المدينة المالية السياحية.
وتتأثر إمارة دبي بالأزمات الجيوبوليتيكية التى تعد قوة دافعة لنشاط العقارات كما هو الحال مع فترات الانتعاش السابقة وهذه المرة هرب المستثمرون الروس من تداعيات الحرب في أوكرانيا لإيجاد ملاذ لهم ولعائلاتهم في الإمارة الخليجية غير أن المحللين يتوقعون أن يؤدي الارتفاع الصاروخي في تكاليف الإيجار إلى تفاقم ضغوط تكاليف المعيشة للقوى العاملة الأجنبية التي جعلت الإمارة أكثر حيوية من حيث الأعمال والأنشطة الاقتصادية.
إمارة دبي تحقق مميزات تجارية وفي نشاط العقارات أثناء الأزمات الجيبوليتيكية
وتحظى إمارة دبي بتاريخ طويل في السعي للحصول على ميزة تجارية في أزمات مثل ثورات الربيع العربي وجائحة كوفيد19 والآن حرب روسيا على أوكرانيا وحتى أثناء الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي والحروب التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق حيث تدفق المهاجرون الأثرياء إلى دبي ودولة الإمارات بوجه عام.
ومن ناحية أخرى تشعر الولايات المتحدة بالقلق بشأن تدفق الأموال الروسية إلى سوق العقارات في المدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان في الإمارات لأنها قد تتسلل إلى منافذ لا يمكن تعقبها وقد تتحول إمارة دبي إلى ملاذ لغسيل الأموال وتنجو روسيا من العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة عليها بسبب غزو أوكرانيا بعد أن بدأت دبي في السماح للأجانب بملكية العقارات منذ أكثر من 20 سنة ليسود الانتعاش في قطاعى الإنشاءات والعقارات.