ضعف الإقبال على أسهم عمالقة التكنولوجية يكبد «وول ستريت» خسائر فادحة
هبطت أسهم الولايات المتحدة لليوم الثالث على التوالي، بالتزامن من اشتداد موجة البيع في أسواق السندات العالمية، وهو ما أضعف الحماس والإقبال على أسهم عمالقة التكنولوجيا.
مع ذلك، وحتى الآن، مازال هبوط الأسهم أضعف كثيرًا من فترات أخرى مماثلة من حيث رفع أسعار الفائدة الحقيقية، وفق تصريحات توم غارتسون، محلل أول المحفظة في شركة "آر بي سي ويلث مانجمنت".
تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 3.2% في أسوأ هبوط له امتد ثلاثة أيام منذ شهر فبراير
تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 3.2% في أسوأ هبوط له امتد ثلاثة أيام منذ شهر فبراير. وبعد نشر محضر آخر اجتماع للاحتياطي الفيدرالي الذي أشار إلى أن مسؤولي البنك يدرسون مزيدًا من تشديد السياسة النقدية، يفقد المستثمرون إيمانهم بأن الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من رفع أسعار الفائدة. وارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.33%، أي أقل من أعلى مستوياته في 2022 بعدد قليل من النقاط.
ارتفاع العوائد الحقيقية
وقال غارتسون في مقابلة: "إن أسهم التكنولوجيا –وبالتأكيد الأسهم بصورة عامة- تتأثر بضغط ارتفاع العوائد الحقيقية، ولكن ليس إلى الدرجة التي شهدناها في فترات أخرى كانت العوائد فيها مرتفعة، على الأقل حتى الآن. ففي فترات سابقة على مدى الأعوام الثلاثة الأخيرة من الارتفاع المماثل في العوائد الحقيقية على السندات، رأينا هبوطًا في أسعار أسهم التكنولوجيا بنحو 7% إلى 15%".
أظهرت بيانات صدرت قبل افتتاح سوق نيويورك أن سوق العمل لا تزال بحالة جيدة، بما لا يسهم كثيرا في تغيير الرأي القائل بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يقدم على زيادة أسعار الفائدة.
قال مايك لوينغارت من مكتب "مورغان ستانلي غلوبال انفستمنت": "بيانات هذا الأسبوع لم تعطهم أي سبب للتخلي عن حذرهم. مع تدعيم صورة الأداء الاقتصادي القوي ببيانات حول بناء المنازل الجديدة، ومبيعات التجزئة وطلبات إعانة البطالة، ولا يمكن استبعاد رفع سعر الفائدة مرة أخرى، حتى لو قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي وقفة مؤقتة في الشهر المقبل".
مقياس الخوف في وول ستريت
ولامس مقياس الخوف في وول ستريت، أو مؤشر التقلب "Cboe"، أو (VIX)، مستوى 18 نقطة للمرة الأولى في سبع جلسات. ولم يصل مؤشر VIX إلى ما فوق 30 نقطة -وهو مستوى يعتبر علامة على التقلبات الشديدة- منذ سلسلة من إفلاسات البنوك التي هزت السوق في مارس.
سيتحول اهتمام المستثمرين قريبا إلى اجتماع صناع السياسة النقدية الأسبوع المقبل في جاكسون هول في وايومنغ لتقييم ميول بنك الاحتياطي الفيدرالي.
كانت التحركات في أسواق السندات حادة وسريعة هذا الأسبوع. وسندات الخزانة الأميركية هي محرك رئيسي لعمليات بيع الديون العالمية حيث تتحدى قوة أكبر اقتصاد في العالم توقعات الأسواق بأن سلسلة من رفع أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي ستؤدي إلى ركود.
أسعار الفائدة وعوائد السندات
كتب جيفري روتش، كبير الاقتصاديين في "إل بي إل فايننشال" (LPL Financial): "إن السيناريو الافتراضي عندنا هو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يغير على الأرجح أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل، لكن قرار الاجتماع التالي لم يتحدد بعد. إن عوائد سندات الخزانة تسجل مستويات قياسية جديدة حيث يعيد المستثمرون ضبط توقعاتهم بشأن التضخم على المدى الطويل".
في المملكة المتحدة، يأتي الارتفاع في عوائد سندات الحكومة بعد أن عزز التضخم وبيانات الأجور القوية رهانات المستثمرين على أن بنك إنجلترا سيحتاج إلى رفع أسعار الفائدة إلى 6% وإبقائها مرتفعة لفترة أطول. وارتفع عائد السندات اليابانية لأجل 20 عاما بعد أن شهد مزاد الديون ضعفًا في الطلب من جانب المستثمرين.
واصلت الصين أيضا تأثيرها على معنويات السوق. وتشير الصورة التي ظهرت من وكلاء العقارات ومقدمي البيانات الخاصة إلى أن الأزمة في سوق العقارات قد تكون أسوأ مما تظهر التقارير الرسمية.