انخفاض عوائد السندات.. الأسهم الأمريكية تسجل أعلى مستوى من الأرباح منذ يونيو
قفزت الأسهم الأميركية محققة أكبر مكاسب يومية منذ يونيو، في الوقت الذى انخفضت فيه عوائد سندات الخزانة، وذلك بعد أن عززت تقارير اقتصادية التوقعات بأن البنك الفيدرالي يقترب من إنهاء سياسته النقدية المتشددة.
ارتفعت أسهم 90% من الشركات المدرجة على مؤشر "ستاندرد أند بورز 500"
وارتفعت أسهم حوالي 90% من الشركات المدرجة على مؤشر "ستاندرد أند بورز 500"، ليقترب المؤشر من مستوى 4500 نقطة، بينما ارتفع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 2% مع ارتفاع أسعار أسهم شركات عملاقة مثل "تسلا" و"إنفيديا". في المقابل، تراجعت عوائد السندات الحكومية لأجل عامين بمقدار 17 نقطة أساس إلى حوالي 4.9%. كذلك، شهدت العملات الرقمية ارتفاعًا بشكل عام بعد صدور حكم قضائي أميركي يمهّد الطريق أمام أول صندوق متداول لعملة "بتكوين". وقد أدى ذلك إلى ارتفاع سعر أكبر عملة رقمية في العالم بنسبة 7%، فيما قادت شركة "كوين بيس غلوبال" الصعود في القطاع، وقفز صندوق "غاراي سكيل بتكوين تراست" (Grayscale Bitcoin Trust) بنسبة 17%.
تراجع الرهانات على تشديد نقدي جديد
عقود المقايضة على أسعار الفائدة تشير إلى تراجع الرهانات على تشديد نقدي جديد من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في الفترة المتبقية من عام 2023، مع زيادة الاحتمالات بتحوّل في السياسة النقدية خلال النصف الأول من 2024، إذ يرى المتداولون الآن أن هناك فرصة بنسبة 56% بأن يرفع المركزي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في نوفمبر، انخفاضًا من نسبة 75% في وقت سابق من يوم الثلاثاء. كما زاد المتداولون رهاناتهم على التوقعات بأن تكون بداية خفض أسعار الفائدة في يونيو بدلًا من يوليو من العام المقبل.
انحسر عدد الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة بأكثر مما كان متوقعًا، ووصل إلى 8.83 مليون مليون وظيفة، مسجلًا بذلك أدنى مستوى له في أكثر من عامين، ما يعطي دليلا جديدًا على تباطؤ الطلب على العمالة، فيما أظهرت بيانات منفصلة أن ثقة المستهلك تراجعت على خلفية النظرة المستقبلية المتشائمة بشأن الوظائف، إلى جانب ارتفاع تكاليف الاقتراض، واستمرار التضخم.
قال جيفري روتش، كبير خبراء الاقتصاد في "إل بي إل فاينانشال" (LPL Financial): "أعاد مجلس الاحتياطي الفيدرالي التأكيد على التزامه بأن يكون معتمدًا على البيانات.. ومع تقارير من هذا النوع، يمكن للبنك على الأرجح أن يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير في سبتمبر". وأضاف: "على المستثمرين أن يتوقعوا تقريرًا ضعيفًا عن الوظائف في نهاية الأسبوع الجاري، وهو ما يدعم بشكل أكبر الفكرة القائلة إن (الفيدرالي) يقترب من نهاية دورة التشديد النقدي".
استجابة لتمنيات "الاحتياطي الفيدرالي"
من وجهة نظر بنك الاحتياطي الفيدرالي، تبدو بداية الأسبوع واعدة، حيث جاء مسح فرص العمل ودوران العمالة أضعف بكثير مما كان متوقعًا، مع إجراء مراجعات بالخفض. وعلى ما يبدو أيضًا، فإن الأشهر القليلة المقبلة قد تظهر مزيدًا من الضعف، ما يعني سوق عمل أكثر تباطؤًا، مع تباطؤ مستدام في نمو الأجور، وفقًا لما قاله كريغ إيرلام، كبير محللي السوق في "واندا" (Oanda).
