تراجع أسعار النفط مع انخفاض علاوة الحرب.. ومخاوف أسعار الفائدة تتصدر المشهد
انخفضت أسعار النفط إلى أدنى مستوى في شهرين وسط علامات على استمرار احتواء الحرب الإسرائيلية على غزة، وعاد القلق من أسعار الفائدة وتباطؤ الاقتصاد العالمي لصدارة الاهتمام مرة أخرى.
تراجع أسعار النفط مع انخفاض علاوة الحرب ومخاوف أسعار الفائدة تتصدر المشهد
وانخفضت أسعار خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.6% إلى نحو 81 دولارًا للبرميل بعد أن أخبرت حركة المقاومة الفلسطينية حماس الوسطاء بأنها ستطلق سراح المحتجزين الأجانب في الأيام القليلة المقبلة، فخففت بذلك مشاعر القلق من انتشار الحرب إقليميًا وتهديد تدفق الخام في منطقة الشرق الأوسط.
تدهور سعر النفط حاليًا إلى أقل من مستواه قبل الحرب على غزة، فوصل إلى أدنى مستوى للتسوية منذ 28 أغسطس الماضي.
مسار أسعار النفط الهبوطي على مدى الأيام القليلة الماضية "مستمر في الإشارة إلى توقعات السوق بأن الحرب ستظل في نطاق محلي"، وفق تصريحات دان غالي، محلل أسواق السلع في شركة "تي دي سيكيوريتيز" (TD Securities). وأضاف أن تحليلا مصرفيًا للمخاطر الجيوسياسية يكشف أن علاوة مخاطر الحرب "تتجه نحو التلاشي بعد ما يقرب من شهر على بداية المواجهة".
شهدت أسعار النفط اضطرابًا على مدى شهر أكتوبر، حيث تأرجحت الأسعار في نطاق 11 دولارًا تقريبًا. وقد بدأ النفط تعاملات أكتوبر بانخفاض حاد وسط مخاوف من تقشف السياسة النقدية فترة طويلة، مع تسارع عمليات البيع بسبب التداول الخوارزمي الآلي. ثم أدت الحرب الإسرائيلية على غزة إلى ارتفاع الأسعار بسبب احتمال حدوث اضطرابات في المنطقة التي توفر ثلث تدفقات النفط العالمية.
انحسار مخاوف انتقال عدوى الحرب في المنطقة
لكن مع انحسار مخاوف انتقال عدوى الحرب في المنطقة، بدأت المخاوف الاقتصادية تحتل مركز الصدارة مرة أخرى، مما أدى إلى أول انخفاض شهري في أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط منذ مايو الماضي.
وفي حين يرفض بنيامين نتنياهو حتى الآن دعوات وقف إطلاق النار لتسهيل إطلاق سراح الأسرى، يستخدم الجيش الإسرائيلي استراتيجية تدريجية تهدف إلى الحد من خسائره.
وظهرت علامات على ضعف الطلب في الأيام الأخيرة، مع تراجع التصنيع في الصين مرة أخرى إلى الانكماش هذا الشهر، وقالت شركة "بريتيش بتروليم" إن أسواق البنزين والديزل تعاني من فائض في المعروض.
يشير تضييق الهامش الزمني لخام غرب تكساس الوسيط –أي الفرق بين أقرب عقدين له– إلى أن حالة السوق لا تعاني شحًا في المعروض في المدى القريب. وتقلص الهامش الذي تتم مراقبته على نطاق واسع إلى 50 سنتا للبرميل في منطقة الـ"باكوورديشن"، منخفضا من حوالي دولارين للبرميل في نهاية سبتمبر.